التزموا منازلهم؛ المدن التركية تخلو من السوريين يوم الانتخابات

توقفت بشكل شبه تام حركة اللاجئين السوريين في عدد من المدن التركية يوم السابع من حزيران/ يونيو، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية التركية، إذ خلت الشوراع والحدائق العامة التي يتوجه إليها السوريون

التزموا منازلهم؛ المدن التركية تخلو من السوريين يوم الانتخابات

توقفت بشكل شبه تام حركة اللاجئين السوريين في عدد من المدن التركية يوم السابع من حزيران/ يونيو، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية التركية، إذ خلت الشوراع والحدائق العامة التي يتوجه إليها السوريون يوم العطلة عادة، والتزمت نسبة كبيرة منهم المنازل بانتظار مضي العملية التي تنافست فيها الأحزاب التركية على مقاعد البرلمان، ومن ضمن برامج بعضها الانتخابية خطط خاصة بالقضية السورية، واللاجئين السوررين.

النصيحة 'ما دخلنا'

قبل ساعات من فتح الصناديق الانتحابية في البلاد، أصدرت عدة مؤسسات سورية عاملة في تركيا بيانات تدعو فيها السوريين إلى عدم التدخل في الشؤون التركية، ودعت إلى الوقوف على الحياد منها، خاصة وأن غالبية السوريين يتعاطفون مع حزب 'العدالة والتنمية' المعروف بمواقفه المؤيدة للثورة السورية، وبعد أن هددت بعض أحزاب المعارضة في حملاتها الانتخابية بترحيل السوريين، وعدم التدخل في شؤون البلد الجار الذي يشهد حرباً.

مؤسسة 'دبارة' السورية أطلقت، يوم الجمعة، حملة خاصة بيوم الانتخابات قالت فيها 'إن أفضل شعار خاص بهذه المرحلة هو 'ما دخلنا'، داعية السوريين المتواجدين في البلاد إلى التزام المنازل في كل ساعات يوم الانتخابات، ليصدر الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة بيانا يدعو فيه لذات الأمر.

غازي عنتاب تركية 100%

تستقبل مدينة غازي عنتاب في جنوب تركيا، خامس أكبر مدن البلاد، أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، ويصعب أن تسير في شارع أو تدخل مركزا تجارياً أو حديقة عامة ولا تصادف لاجئاً يتحدث العامية السورية، واللهجة الحلبية بشكل خاص، لكن المشهد في ذات المدينة كان مختلفاً يوم الانتخابات، إذ باتت المدينة لأول مرة منذ سنوات تركية خالصة، إذ تابع السوريون الانتخابات من منازلهم في يوم العطلة الذي يُستغل عادة في التنزه أو التسوق، ومرت ساعات كاملة من النهار ظهرت فيها المدينة خالية من أي حركة تماماً.

ثقافة الخوف

لم يجد محمد (32 عاماً) بداً من البقاء في منزله يوم الأحد، مع أنه يستغل العطلة عادة في التنزه مع أصدقائه. يقول 'سمعت كثيراً عن أنه من الأفضل ألا أتحرك في هذا اليوم، الشرطة التركية انتشرت في معظم الشوارع الرئيسية، ويبدو الجو متوتراً، وهذه الانتخابات حاسمة بالنسبة للأتراك'.

وعلى عكسه تصرف غالب (28 عاماً)، فهو مارس يومه بشكل طبيعي، واعتبر أن الإشاعات نشرها السوريون نفسهم لأسباب لا يفهمها. ويقول 'هي ثقافة الخوف فقط، نحن شعب عاش مع الخوف حتى من كسوف الشمس، ما أن يسمع أي كلمة حتى يصدقها، وجودنا قانوني في تركيا، والسلطات لن تتعرض لك في أي يوم إذا لم تخالف القانون'.

لمياء (39 عاماً) اعتبرت أن السوري اليوم هو ضمن اللعبة السياسية في الانتخابات التركية. وتقول 'أفضل أن أبقى في المنزل مع أطفالي كي لا يستثمر أحد وجودي في الشارع قرب مركز انتخابي بالطريقة التي يريدها'.

من جهته عبر 'أبو غسان' عن مخاوف أمنية أكثر منها سياسية، وقال 'عرفت أن انفجارين وقعا في مدينة ديار بكر منذ يومين بسبب الانتخابات، اعتقد أن عنتاب قد تشهد أمراً مماثلاً'.

كلنا أردوغان

في المنازل وأمام شاشات التلفاز تابع السوريون بقلق نتائج الانتخابات التي خسر فيها حزب 'العدالة والتنمية'، الأقرب للسوريين، عددا من مقاعده في البرلمان، واعتبر بعضهم أن وجوده مهدد إذا ما خسر الحزب الحاكم.

تشرح رغد (22 عاما)، وهي موظفة: 'أنا بالتأكيد أتمنى فوز حزب العدالة والتنمية، فالحزب القومي قال بوضوح إنه سيعيد اللاجئين السوررين إلى بلادهم إذا ما سيطر على البرلمان'.

ورغم أن قسما كبيراً من السوريين يقفون سياسياً في مواجهة الإخوان المسلمين في سوريا، إلا أنهم يدعمون ذات الحركة في تركيا. عامر (30 عاما)، وهو ناشط إعلامي سوري، يقول إن السبب هو المصلحة السورية الآن: 'أريد فوز حزب أردوغان في هذه الانتخابات كي أطمئن إلى استمرار إقامتي في تركيا أولاً، وإلى بقاء الدولة التركية بهذا القرب من الثورة السورية ثانياً. في سوريا سأكون ضد أي حزب يحمل ذات الافكار الخاصة اليوم بالعدالة والتنمية'.

أمل الحدود

على مواقع التواصل الاجتماعي تداول السوريون واختلفوا على الانتخابات البرلمانية في البلد الذي يقيمون فيه، ففيما نشر البعض ابتهالات دينية تدعو لحزب الرئيس وترجو فوزه لأنه 'مسلم سني' اتهمه آخرون باستغلال السوررين كورقة سياسية دولية. وشهدت صفحات مثل 'السوريين في غازي عنتاب' نقاشات حول الانتخابات من زاوية سورية، فتابع المشاركون النتائج التي لم تظهر حتى منتصف الليل تقريباً، فيما عبر الكثير منهم عن ضيقه من البقاء في المنزل في يوم العطلة، بينما عبر آخرون عن ضيقهم من المبالغة في الحذر، فالأحوال طبيعية بالنسبة لمواطنين من المفترض أنهم هاربون من حرب كالتي تشهدها سوريا.

أياً كان موقف السوررين من الانتخابات في تركيا، وأيا كانت مخاوفهم منها، فجميعهم ينتظرون انتهاء الاستحقاق الداخلي التركي الذي من المتوقع أن تسمح أنقرة بعده، بالتنقل عبر المعابر الحدودية السورية التركية بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق الذي لم تبرره السلطات رسميا،ً إلا أن الاعتقاد للسائد حول إغلاق المعابر يقول إن السبب هو المخاوف من اضطرابات أمنية في فترة الانتخابات في البلاد.

التعليقات