قصة الطفل عيلان و"مقابر البحار"

صدم العالم من صورة الطفل السوري عيلان الكردي الذي لفظه البحر إلى جانب أمه وأخيه غالب إلى شواطئ بودروم التركية أمس الأربعاء بعد غرق المركب الذي كان يحمل العائلة وآخرين إلى جزيرة يونانية.

قصة الطفل عيلان و

صدم العالم من صورة الطفل السوري عيلان الكردي الذي لفظه البحر إلى جانب أمه وأخيه غالب إلى شواطئ بودروم التركية أمس الأربعاء بعد غرق المركب الذي كان يحمل العائلة وآخرين إلى جزيرة يونانية. 

وكشفت الصورة معاناة اللاجئين السوريين تحديدا، وكشفت معطيات أن نحو 300 ألف عبر المحيطات هربا من الدمار والقتل والجوع والاستبداد وهمجية 'داعش' وأخواتها، فيما لقي 2500 منهم مصرعه غرقا، لكن يبدو أن هذه الأرقام المرعبة كانت بحاجة إلى صورة الطفل السوري لكي 'ينخز' الضمير العالمي، إن جازت التسمية. وقد تحولت البحار إلى مقابر لمئات اللاجئين الذين لم تلفظهم الأمواج.

وأعلنت السلطات التركية أمس وفاة 11 شخصاً على الأقل بينهم أطفال بعد غرق زورقين كانا يقلان 22 مهاجراً عبر البحر من مدينة بودروم التركية باتجاه جزيرة كوس اليونانية.

من هو الطفل؟

اسمه عيلان كردي، وهو سوري الجنسية يبلغ من العمر 3 سنوات، استشهد في البحر مع شقيقه غالب ابن الخمسة أعوام، بالإضافة إلى والداتهما.
وتنحدر عائلة الطفلين من مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا المتاخمة للحدود التركية، والتي تشهد مواجهات بين تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) والقوات الكردية وقوات المعارضة، فيما يبدو أن قوات النظام تركت البلدة لمصيرها الأسود في صفقة مع القوات الكردية.

 


صدمة افتراضية...

وتناقل رواد الشبكات الاجتماعية صورة الشهيد عيلان، مستخدمين وسم هاشتاج #غرق_طفل_سوري والهاشتاج الناشط عالميًا باللغة التركية #KiyiyaVuranInsanlik '(الإنسانية غسلت على الشاطئ) ليكون خلال بضعة ساعات ضمن قائمة المواضيع الأكثر تداولًا عبر العالم.

وكتب الناشط السوري، خالد الأسعد، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك': 'يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا .. وابلع دموعك ان الدمع يؤذينا .. متى ستعرف ان الموج موطننا .. فليس من بلد في البر يأوينا ... يا أيها البحر لا تبكي على شعب .. ابكى الصخور ولم يبكي السلاطينا ... كل البلاد بوجه الضيف مقفلة .. الا السماء أراها رحبت فينا....الى الله المشتكى'.


وكتب الكاتب السوري دارا عبد الله على حسابه في موقع فيسبوك: ' أوقفوا البحر، نريد أن نبني وطنا لكل السوريين!'، وأضاف: ' إذا بقي العالم يتفرّج صامتاً على هذا الحريق في سوريا، فإنَّ صورة الطفل السوري الغريق اليوم على الشاطئ، هو مستقبل كل أطفال العالم. البعضُ تسمَع الآن لأوِّلِ مَرّةٍ أصواتهم، إذْ يتحدّثون عن الطفل السوري الغريق، كلاماً مجرّداً عن “غدر البحر”، و'صعوبة اللجوء”، و”أهوال الحرب”، طبعاً مع التهرب المطلق من تحديد الفاعلين الأساسيّين في هذه الكارثة، أي آل الأسد وحلفائه. الخطاب الإنساني العمومي المجرّد من أي دقة وتحديد سياسي، هو في العمق موقف سياسي. هو مساهمة إضافية في إغراق الطفل نفسه'.


وكتب د. عائض بن عبد الله القرني على صفحته: 
'لا تطلب الـفُرسَ والأتـراكَ والعـربا
واهرب إلى الله حَازَ الخُلد من هربا
لسـتَ الغريق هم الغرقى بخيبـتهم
على العـروبة صـلَّى المـجدُ وانتَحَبَا'


كما كتب الناشط السوري ياسين السويحة على حسابه: 'على هامش الألم، أو على 'ضفته': بشاعة 'الدولة' -أي ّدولة- وتفاهتها تتجلى في صورة الشرطي وهو يكتب شيئاً في دفتره أمام جثة الطفل الغريق..'.

اقرأ أيضا: جنون اللاجئين.. سوري يسبح من تركيا إلى اليونان

وكتب المصور الفوتوغرافي السوري حمادة سميسم، صاحب صفحة 'عدسة سورية' في صفحته على فيسبوك: 'هالمرة الصورة مو بعدستي السورية.. هالمرة قلبي بكي عليك يا صغيري وعلى كل اخوانك السوريين. نم يا صغيري .. وأخبر الله بكل شيء'. 

التعليقات