سورية: تمديد هدنة حلب ليومين ومضاعفة الجهود الدولية للتسوية

تعهّدت روسيا والولايات المتّحدة، الاثنين "مضاعفة جهودهما" من أجل التّوصّل إلى تسوية سياسيّة للنزاع في سورية وتوسيع نطاق وقف إطلاق النّار، في حين أعلن الجيش السّوريّ تمديد التّهدئة السّارية في حلب، 48 ساعة إضافيّة، تنتهي ليل الأربعاء.

سورية: تمديد هدنة حلب ليومين ومضاعفة الجهود الدولية للتسوية

خراب الحرب في إدلب

تعهّدت روسيا والولايات المتّحدة، الاثنين 'مضاعفة جهودهما' من أجل التّوصّل إلى تسوية سياسيّة للنزاع في سورية وتوسيع نطاق وقف إطلاق النّار، في حين أعلن الجيش السّوريّ تمديد التّهدئة السّارية في حلب، 48 ساعة إضافيّة، تنتهي ليل الأربعاء.

وفي بيان مشترك نشرته وزارة الخارجيّة الرّوسيّة، أعلنت كلّ من موسكو الدّاعمة لدمشق، وواشنطن الدّاعمة للمعارضة أنّهما 'مصمّمتان على مضاعفة الجهود' من أجل الدّفع نحو احترام الهدنة وإعادة إطلاق عمليّة السّلام.

وأضافت الدّولتان العظميان 'قرّرنا أن نؤكّد مجدّدًا التزامنا بالعمل لوقف الأعمال القتاليّة في سورية' وتعزيز الجهود الرّامية لإيصال المساعدات الانسانيّة إلى المناطق المحتاجة.

وفي حين التزمت موسكو بالضّغط على دمشق من أجل 'الحدّ' من عمليّات القصف، فإنّ واشنطن التزمت من جهتها 'زيادة الدّعم والمساعدة لحلفائها الإقليميّين لمساعدتهم على منع تدفّق المقاتلين والأسلحة أو وسائل الدّعم الماليّ للمنظّمات الإرهابيّة عبر حدودهم'، بحسب البيان المشترك.

ولاحقًا أقرّ وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، في باريس بأنّ 'هذا كلام على الورق وليس أفعالًا'، مذكّرًا بأنّ 'روسيا تعهّدت كبح النّظام السّوريّ' كي يوقف غاراته الجويّة على مناطق مأهولة بالمدنيّين.

ورعت واشنطن وموسكو اتّفاق وقف الأعمال القتاليّة في سورية، وهما ترأسان مجموعة الدّعم الدّوليّة لسورية.

وهما راعيتان للهدنة التي دخلت حيّز التّنفيذ في سورية في 27 شباط/فبراير. لكنّ هذه الهدنة سقطت في نهاية نيسان/أبريل في مدينة حلب حيث قتل نحو 300 شخص خلال الأسابيع الأخيرة.

ودخلت هدنة مؤقّتة بين قوّات النّظام وفصائل المعارضة في حلب حيّز التّنفيذ مجدّدًا، ومدّدت حتّى منتصف ليل الاثنين-الثّلاثاء.

وبعيد الإعلان المشترك الأميركيّ-الرّوسيّ، أعلن الجيش السّوريّ تمديدًا جديدًا للتهدئة في حلب لـ48 ساعة تنتهي منتصف ليل الأربعاء-الخميس.

وقالت القيادة العامّة للجيش السّوريّ في بيان إنّه تمّ 'تمديد نظام التّهدئة بحلب وريفها 48 ساعة اعتبارًا من السّاعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء وحتّى السّاعة 24 من يوم الأربعاء' بالتّوقيت المحليّ.

إعادة إطلاق مفاوضات جنيف

وبعيد ساعات من صدور البيان المشترك، طالبت دول عربيّة وغربيّة مجتمعة في باريس، بينها الولايات المتّحدة، بـ'ضمانات ملموسة' للحفاظ على الهدنة وإتاحة دخول المساعدة الإنسانية إلى البلاد.

وإثر الاجتماع علّق وزير الخارجيّة الفرنسيّة، جان مارك إيرولت، على الإعلان الصّادر عن موسكو وواشنطن قائلًا 'يجب ألّا يكون مجرّد تصريح إضافيّ'، متحدّثًا عن الصّعوبات في إيجاد حلّ لهذا النّزاع الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ 2011 ويؤثّر على بلدان كثيرة بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومن أجل إعادة إطلاق العمليّة السّياسيّة وضمان تنفيذ وقف إطلاق النّار 'قد ينعقد الأسبوع المقبل في فيينا' اجتماع للمجموعة الدّوليّة لدعم سورية التي تضمّ 17 بلدًا، وفق ما أوضح إيرولت.

وشدّد على أنّه لا بدّ من إعادة إطلاق مفاوضات السّلام التي تمّ تعليقها في جنيف في نهاية نيسان/أبريل بسبب عدم إحراز تقدّم ملموس 'في أسرع وقت ممكن'.

وأقرّ بأنّه 'من الصّعب على المعارضة أن تكون قادرة على تبرير العودة إلى جنيف دون أيّ تطوّرات ملموسة على أرض الواقع'، متّهمًا النّظام السّوريّ بالمسؤوليّة عن انتهاكات الهدنة وبمنع المساعدات الإنسانيّة.

ويعتبر البيان المشترك لموسكو وواشنطن حول سورية 'إشارة مشجّعة للمعارضة (السّوريّة)، رغم أنّه ليس كافيًا لاتّخاذ قرار بالعودة إلى محادثات السّلام في جنيف'، وفق ما اعتبر نظيره الألمانيّ، فرانك فالتر شتاينماير.

وشارك في اجتماع باريس، رياض حجاب ممثّل المعارضة السّوريّة المنضوية في إطار الهيئة العليا للمفاوضات.

وغادر وفد الهيئة العليا الجولة الأخيرة من المحادثات في جنيف، برعاية الأمم المتّحدة بعد تجدّد القصف في 22 نيسان/أبريل على حلب، حيث يقول النّظام السّوريّ أنّه يحارب 'الجماعات الإرهابيّة' مثل 'جبهة النّصرة'، ذراع تنظيم القاعدة في سورية.

ومنذ بدء 'نظام التّهدئة' في حلب، قتل خمسة مدنيّين بينهم طفلان، جرّاء القصف المتقطّع للمسلّحين على أحياء عدّة من غرب المدينة الخاضعة لسيطرة قوّات النّظام، بحسب المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا| سورية: غارات تصيب مستشفى ميدانيًا بريف حلب

وفي محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها 'جبهة النّصرة'، فرع تنظيم القاعدة في سورية، قتل 10 مدنيّين على الأقلّ بينهم ثلاثة أطفال الاثنين، بقصف لقوّات النّظام، ما أسفر أيضًا عن إصابة عدد بجروح بالغة، وفق المرصد نفسه.

التعليقات