الحدود السورية-التركية: داعش يحقق تقدمه الأكبر منذ عامين

قال "المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان" إنّ مقاتلي تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) أخرجوا فصائل سوريّة معارضة من أراض قرب الحدود مع تركيا، الجمعة، ليقتربوا من مدينة تقع على طريق إمداد معارضين مدعومين من الخارج يقاتلون التّنظيم المتشدّد.

الحدود السورية-التركية: داعش يحقق تقدمه الأكبر منذ عامين

"قوّات سورية الدّيموقراطيّة" المناهضة لتنظيم "داعش" - الرّقّة

قال 'المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان' إنّ عناصر تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) أخرجوا فصائل سوريّة معارضة من أراض قرب الحدود مع تركيا، الجمعة، ليقتربوا من مدينة تقع على طريق إمداد معارضين مدعومين من الخارج يقاتلون التّنظيم الإرهابيّ.

ويقاتل (داعش) معارضين مسلّحين في المنطقة منذ أشهر. وفي الشّهر الماضي شنّ المعارضون الذين يتلقّون إمدادات عبر تركيا، هجومًا كبيرًا على التّنظيم المتشدّد الذي نفّذ هجومًا مضادًّا ونجح في صدّهم.

وتمنح الولايات المتّحدة الأولويّة في قتال "داعش" للمنطقة الواقعة شماليّ مدينة حلب، المركز التّجاريّ لسورية قبل الحرب.

وقال 'المرصد السّوريّ' إنّ التّقدّم الذي تحقّق الجمعة، هو الأكبر لـ"داعش" في محافظة حلب منذ عامين. وبفضل ما حقّقوه اليوم، أصبح مقاتلو الدّولة الإسلاميّة على بعد خمسة كيلومترات من أعزاز، المدينة القريبة من الحدود التّركيّة، حيث يتلقّى مقاتلو المعارضة الإمدادات من خلالها.

وقال "داعش" في بيان على الإنترنت، إنّه سيطر على عدد من القرى قرب أعزاز.

وذكرت منظّمة 'أطبّاء بلا حدود' أنّها أجلت المرضى والعاملين من مستشفى في المنطقة، مع اقتراب القتال وأنّ عشرات الآلاف محاصرون بين خطوط المواجهة والحدود التّركيّة.

وقالت منظّمة سوريّة غير حكوميّة تعمل في المنطقة إنّ هجوم "داعش" الأخير تسبّب في نزوح 20 ألفًا آخرين باتّجاه تركيا.

وقال المرصد إنّ تقدّم التّنظيم قطع أيضًا خطوط إمداد المعارضة المسلّحة التي كانت تمتدّ من أعزاز إلى مارع، إلى الجنوب الشّرقيّ، ممّا عزل مارع عن مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة.

وأفاد المرصد أيضًا أنّ القتال أسفر عن سقوط 30 قتيلًا من المعارضة و11 من عناصر "داعش".

وفي نيسان/أبريل الماضي استولى عناصر "داعش" على مدينة إستراتيجيّة أخرى قرب الحدود التّركيّة من قبضة فصائل معارضة تقاتل تحت راية الجيش السّوريّ الحرّ.

وساعدت المكاسب التي حقّقتها "داعش" الجمعة، في اقترابها من ممرّ يقع داخل أراض تسيطر عليها المعارضة المسلّحة، يصل مدينة حلب بالحدود التّركيّة ويتقاسم المعارضون والقوّات الحكوميّة السّيطرة عليه.

ميدان قتال في حلب

يعدّ ريف حلب الشّماليّ مسرحًا لعدد كبير من المعارك بين العديد من الفصائل الضّالعة في القتال الدّائر بسورية منذ خمس سنوات.

وتقاتل فصائل معارضة، تصلها إمدادات عبر تركيا، تنظيم "داعش" بينما تخوض معارك منفصلة في مناطق أخرى ضدّ قوّات كرديّة.

وتشعر أنقرة وهي من كبار الدّاعمين لجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الرّئيس السّوريّ، بشّار الأسد، بالقلق من تقدّم الأكراد على طول الحدود، حيث تسيطر 'وحدات حماية الشّعب' الكرديّة على 400 كيلومتر متّصلة من الحدود.

وتقصف تركيا مواقع كرديّة داخل سورية.

وتدعم الولايات المتّحدة 'وحدات حماية الشّعب' الكرديّة ومقاتلين متحالفين معها في المعركة ضدّ "داعش" في شرق سورية، بما في ذلك محافظتي الحسكة والرّقّة.

وتقلّصت بشكل كبير المساحة التي يسيطر عليها "داعش" قرب الحدود التّركيّة العام الماضي، حين انتزع مقاتلو 'وحدات حماية الشّعب' الكرديّة السّيطرة على أراض من التّنظيم.

من جهة أخرى قال المرصد إنّ جبهة النّصرة وجماعات معارضة أخرى انتزعوا السّيطرة في ساعة متأخرة، الخميس، على بلدة تقع إلى الجنوب من دمشق من قبضة القوّات الحكوميّة.

وقالت 'جبهة النّصرة' في بيان إنّها استعادت السّيطرة على دير خبية القريبة من منطقة تشهد محاولات من القوّات الحكوميّة وحلفائها لتشديد السّيطرة على طريق يؤدّي للجنوب.

وفي الأسبوع الماضي استعادت القوّات الحكوميّة ومقاتلون من جماعة حزب الله اللبنانيّة أراض في ضواحي بشرق دمشق من قبضة المعارضة.

غارات كثيفة على مواقع داعش شماليّ سوريا و100 الف محاصر قرب حدود تركيا

وتمكّن "داعش" إثر هجوم مباغت بعد منتصف ليل الخميس، من قطع طريق الإمداد الوحيد إلى ثاني أهمّ معقل للفصائل المقاتلة في محافظة حلب، حيث بات نحو 100 ألف سوريّ عالقين قرب الحدود التّركيّة، وفق منظّمة 'أطبّاء بلا حدود'.

وقال مدير 'المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان'، رامي عبد الرّحمن إنّ الاشتباكات المستمرّة في ريف الرّقّة الشّماليّ بين داعش وقوّات سورية الدّيموقراطيّة 'ترافقت مع تنفيذ طائرات التّحالف الدّوليّ 150 ضربة على الأقلّ استهدفت مواقع التّنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتلّ أبيض'.

وأكّد التحالف الذي يشن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات جويّة في سورية، تنفيذه غارات قرب مدينتي عين عيسى والرّقّة.

وتسببت الغارات والمعارك وفق المرصد بمقتل 31 إرهابيًّا، إضافة إلى 'خسائر بشريّة مؤكّدة' في صفوف الفصائل، من دون تحديد الحصيلة.

وبدأت قوّات سورية الدّيموقراطيّة التي تضمّ بشكل أساسيّ 'وحدات حماية الشّعب' الكرديّة وفصائل عربيّة، هجومًا شمال الرّقّة الثّلاثاء، غداة إعلان السّلطات العراقيّة إطلاق عمليّة تحرير مدينة الفلّوجة، غربيّ بغداد، بدعم من طائرات التحالف.

وسيطرت هذه القوّات على نحو 10 قرى ومزارع في ريف الرّقّة بينها قرية الفاطسة، حيث التقط مصوّر لفرانس برس، الأربعاء صورًا لنحو 20 جنديًّا أميركيًّا برفقة مقاتلين عرب وأكراد. وعرّف أحد المقاتلين عنهم بأنّهم من 'قوّات المهامّ الخاصّة' الأميركيّة. ويظهر الجنود في الصّور وهم على سطح منزل ويحملون صواريخ من طراز 'تاو' كما يتجوّلون على متن شاحنات وضعت عليها أسلحة ورشّاشات ثقيلة.

روسيا: كثّفنا الضربات الجوية على مواقع إنتاج وتهريب النّفط

وقال مسؤول عسكريّ كبير في مؤتمر صحافيّ، الجمعة، إنّ روسيا كثّفت الضّربات الجويّة على مواقع إنتاج وتهريب النّفط التّابعة لـ'جبهة النّصرة'.

وأضاف رئيس قيادة العمليّات الرّئيسيّة بهيئة أركان الجيش الرّوسيّ، سيرجي رودسكوي 'تمّ تدمير ألوف المعاقل ومخازن الذّخيرة تحت الأرض والأسلحة والمعدّات القتاليّة وموادّ الإمداد والسّوائل القابلة للاشتعال والمتفجّرات. بالإضافة إلى ذلك، تمّ القضاء على أكثر من 200 من الأشياء المستخدمة في إنتاج النّفط وضخّه وإعادة التّزوّد بالوقود، علاوة على 2000 مركبة تنقل المنتجات النّفطيّة للتجارة غير الشّرعيّة في تركيا. بفضل هذه العمليّات فقد الإرهابيون مواردهم الماليّة الرّئيسيّة'.

وقال أيضًا إنّ تأخّر الولايات المتّحدة في تحديد مقاتلي المعارضة السّوريّة المعتدلة والمعارضة المتشدّدة يهدّد عمليّة التّسوية السّياسيّة بسورية.

التعليقات