روسيا تتودد للمعارضة السورية: السلاح مقابل الولاء

​تحاول روسيا التودد لفصائل معارضة سورية تم تدريبها على يد الولايات المتحدة الأميركية، معظمها في حلب، وتقديم عروض مغرية لها من أجل ترك الولايات المتحدة والتحالف مع روسيا، والتي عرضت عليهم السلاح مقابل ولائهم لها.

روسيا تتودد للمعارضة السورية: السلاح مقابل الولاء

تحاول روسيا التودد لفصائل معارضة سورية تم تدريبها على يد الولايات المتحدة الأميركية، معظمها في حلب، وتقديم عروض مغرية لها من أجل ترك الولايات المتحدة والتحالف مع روسيا، والتي عرضت عليهم السلاح مقابل ولائهم لها.

ونشرت صحيفة 'دايلي بيست' الأميركية مقابلة مع مصطفى سيجري، مدير المكتب السياسي للواء 'المعتصم'، الذي يشكل أحد الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، جاء فيها أنه التقى بمندوبين عن الطرف الروسي، وأن بعض الفصائل تدرس العرض بجدية تامة بعد أن فقدت ثقتها بالبنتاغون.

وكشف سيجري أن موسكو عرضت عليهم، عن طريق مندوبين التقى بهم على الحدود التركية السورية قبل 10 أيام، 'السلاح والذخيرة غير المحدودة بالإضافة لدعم جوي كثيف'، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش' وتنظيم 'فتح الشام'، الذي كان يدعى سابقًا جبهة النصرة، مقابل تحويل ولاء لوائهم لموسكو بدلًا من واشنطن.

حينما كانت حكومة ومعارضة

وليس من المستبعد أن يكون هدف الإعلان سوى الضغط على البنتاغون لتقديم المزيد من الدعم والتمويل للواء المعتصم، لكن التودد الروسي للمعارضة وتخوف المعارضة من التحالف مع روسيا ليس بجديد، إذ يخشى سيجر وضع يده بيد أهم حليف لعدوه اللدود، النظام السوري.

وبحسب سيجري، تم عرض هذه التخوفات على روسيا بسبب تحالفها مع النظام، وردت روسيا بأنها غير ملتزمة بأجندة معينة في سورية، وأن هدفها هو 'العودة للوضع عام 2012، وهو وجود حكومة ومعارضة،

ويقول سيجري 'الصراحة أنني لم أكن أبدًا لأتخيل نفسي أتعاون مع الروس بعد كل ما ارتكبوه من فظاعات بحقنا حينما قتلوا الآلاف من شعبي، لكني ألوم الأميركان على هذا التحول في العقلية والتفكير'.

إحباط من الأميركيين

وسيجري حاليًا موجود في إسطنبول حيث من المزمع أن يستكمل محادثاته مع الروس هناك. كذلك ألمح سيجري إلى أن كل هذه الإجراءات يتم تقديم التسهيلات لها بهدوء من طرف الحكومة التركية التي هي الآن على طريق التقارب من جديد مع الكرملين بعد قطيعة وجفاء إثر إسقاط أنقرة لمقاتلة روسية من طراز Su-24 في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. كذلك من المزمع أن يلتقي في موسكو في 9 من آب/ أغسطس الرئيسان بوتين وإردوغان، الذي نجا مؤخرًا من محاولة انقلاب محقق كاد يطيح به كبار قادة جيشه.

ولم يشأ سيجري أن يفصح عن اسم وهوية الشخص الروسي الذي يجري معه اتصالاته خيفة أن يغضب حليفًا جديدًا محتملًا في حال امتثل وقرر هجر الأميركان، لكنه يقول إن الكرملين حسب ما قيل له 'بمثابة رفيق له في الحرب على داعش' وأن 'الأميركان غير جادين في محاربة المجموعات الإرهابية.'

اقرأ/ي أيضًا| حلب: المعارضة السورية تعلن سيطرتها على كلية المدفعية

رويدًا بات سيجري يميل نحو وجهة النظر تلك بنفسه بعد عام ونصف من الدعم الأميركي الهزيل وإخلاف الوعود حسب قوله. كما قال إن داعميه الأميركيين لا يبدو عليهم أدنى انزعاج من هذا التلاعب بميزان القوة الذي يصدر عن حكومة أجنبية.

 

التعليقات