حلب: نقص المياه يثير مخاوف بشأن احتمالات تفشي الأمراض

وتفيد الأمم المتّحدة بأنّ نحو مليوني شخص في حلب لا يحصلون على ماء نقيّ وعُرضةً للإصابة بأمراض بسبب ذلك. كما أنّ هناك حاجة لتوصيل إمدادات غذائيّة وطبيّة ولوصول فنييّن من أجل إصلاح شبكات الكهرباء التي تشغل محطّات ضخّ المياه.

حلب: نقص المياه يثير مخاوف بشأن احتمالات تفشي الأمراض

من المشاهد السوريالية التي تخلفها الحرب السورية - حلب والبحث عن الماء

تحظى شاحنة صهريج مياه باستقبال الأبطال لدى وصولها إلى مخيّم شاسع للاجئين في منطقة ريفيّة شماليّ حلب. فالأطفال يهرولون خلفها على طريق ترابيّ وهم يمنّون أنفسهم برشفة ماء غير آسن.

ووصف نازح من سكّان المخيّم القريب من الحدود التّركيّة، الحالة التّعيسة التي يعيشها سكّان ذلك المكان الكئيب، فقال أبو عمر 'نحن بحاجة للماء ما في ماء. الأولاد يذهبون ثلاثة أربعة كيلومتر متأملين وجود ماء وما في ماء. بحاجة للتواليتات (الحمّامات) بنروح كيلومتر على التّواليت بعيد عنا. مياه نغسل حمّامات نحمّم الأولاد ما في. بالطّشت بيحمموهم هاي ما هي عيشة هاي. نحن بحاجة توفير كل شي.'

وتفيد الأمم المتّحدة بأنّ نحو مليوني شخص في حلب لا يحصلون على ماء نقيّ وعُرضةً للإصابة بأمراض بسبب ذلك. كما أنّ هناك حاجة لتوصيل إمدادات غذائيّة وطبيّة ولوصول فنييّن من أجل إصلاح شبكات الكهرباء التي تشغل محطّات ضخّ المياه التي تعرّضت لأضرار جسيمة في الهجمات التي استهدفت حلب في وقت سابق من شهر آب/أغسطس الجاري.

وناشد نازح آخر، اسمه محمود الخالد ويعيش مع عائلته في المخيّم، العالم من أجل مساعدتهم فقال 'الماء بعيدة وما عم تيجينا المياه متوفّرة والماء فيها أمراض كلسيّة. لا تصلح للشاي ولا للشرب. غير صالحة. عملت إسهال عند الأطفال وإسعافات على المشفى طول الليل. والمياه بعيدة. بدنا مياه عشان تكون متوفّرة.'

وقال المتحدّث باسم منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسيف)، كريستوف بوليراك، إنّ الأطفال الصّغار على وجه الخصوص عرضة للإصابة بأمراض الإسهال وغيرها من الأمراض التي تنتقل عن طريق الماء بسبب تلوّثه مع اعتماد سكّان المخيّم على ماء يستخرجونه من آبار 'يحتمل أن يكون ملوّثًا بالبراز وغير آمن للشرب'.

وتقدّر الأمم المتّحدة حصار ما بين 250 ألفًا و275 ألفًا في شرق حلب في أعقاب إغلاق طريق الكاستيلو، وهو الطّريق الوحيد الذي يؤدّي للمناطق التي تسيطر عليها قوّات المعارضة من حلب في تمّوز/يوليو.

وكثّفت طائرات حربيّة روسيّة وسوريّة ضرباتها الجويّة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، منذ حقّق مقاتلو المعارضة تقدّمًا الشّهر المنصرم ونجحوا في كسر حصار تفرضه القوّات الحكوميّة على مناطقهم.

اقرأ/ي أيضًا | روسيا تمطر حلب بالقنابل العنقودية والنظام يقصف الأكراد ثانية

وقال المرصد السّوريّ لحقوق الإنسان إنّ القتال داخل وحول حلب تسبّب في مقتل 448 مدنيًّا منذ بداية الشّهر الحاليّ.

التعليقات