حلب: المعارضة تقاتل "جيوش وميلشيات من كل أصقاع الأرض" وفرار الآلاف

يفر الآلاف من سكان مدينة حلب من الأحياء التي تسيطر عليها القوات الموالية للنظام باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أي أنهم يفضلون اللجوء ومغادرة منازلهم من البقاء تحت سيطرة المليلشيات الطائفية التي تقدمت في حلب دعما للنظام.

حلب: المعارضة تقاتل "جيوش وميلشيات من كل أصقاع الأرض" وفرار الآلاف

يفرون من الميليشيات الطائفية المتقدمة في حلب (أ ب)

يفر الآلاف من سكان مدينة حلب من الأحياء التي تسيطر عليها القوات الموالية للنظام باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، أي أنهم يفضلون اللجوء ومغادرة منازلهم من البقاء تحت سيطرة المليلشيات الطائفية التي تقدمت في حلب دعما للنظام.

وخسرت الفصائل السورية المعارضة، اليوم الإثنين، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، ثاني المدن السورية، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة له تحت غطاء جوي روسي، فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك إلى المناطق التي تحت سيطرة المعارضة، وقال مقاتل من فصائل المعارضة إن 'النظام انتهى وسقط منذ خمس سنوات، ونحن الآن نقاتل جيوش ومليشيات من كل أصقاع الأرض'، معتبرا أن الفصائل 'محكومة بالصمود والدفاع عن النفس وعن أهالينا'.

وتشكل سيطرة قوات النظام على عدد من الأحياء الشرقية، واحدا تلو الاخر منذ السبت خسارة هي الأكبر للفصائل المقاتلة المعارضة للنظام منذ سيطرتها على الأحياء الشرقية في 2012، بحسب ما يؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.

وبحسب المرصد، يأتي التقدم السريع لقوات النظام وحلفائها 'نتيجة خطة عسكرية اتبعتها في هجومها وتقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلي الفصائل وتشتيت قواهم'.

وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنه 'خسرت الفصائل المعارضة كامل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الأكراد على حي الشيخ فارس'.

وبات ثلث الأحياء الشرقية تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.

وتقدمت قوات النظام منذ ليل السبت بسرعة في الإحياء الشمالية الشرقية انطلاقا من مساكن هنانو، الحي الأول الذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة في صيف العام 2012 وأكبرها مساحة.

واستغل المقاتلون الأكراد، وفق المرصد، المعارك للتقدم والاستيلاء على أحياء بستان الباشا والهلك التحتاني أمس، والشيخ فارس اليوم الإثنين، التي كانت أيضا تحت سيطرة الفصائل.

ويتهم مقاتلو المعارضة الأكراد بالوقوف إلى جانب النظام في النزاع الجاري.

آلاف من الفارين

ودفعت المعارك أكثر من عشرة آلاف مدني إلى الفرار من شرق حلب، بينهم ستة آلاف إلى حي الشيخ مقصود وأربعة آلاف إلى مناطق سيطرة قوات النظام، وفق المرصد. كما وصلت مئات العائلات إلى جنوب الأحياء الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وتداولت مواقع كردية مقاطع فيديو تظهر مئات الأشخاص وهم يتجمعون في باحة في الشيخ مقصود بعد وصولهم إلى الحي. وفي صور أخرى، يسير العشرات وبينهم عدد كبير من الأطفال على طريق وهم يحملون حقائب وأمتعة أحضروها معهم.

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس عشرات العائلات معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعا سيرا على الأقدام إلى حي جنوبي. ويعاني أفرادها من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.

وعمل أهالي الحي على إيوائهم في منازل خالية من سكانها وتبرعوا لهم بالأغطية والبطانيات.

واستأنفت قوات النظام في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية.

وأوضح ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، لفرانس برس اليمو أن تقدم النظام مرتبط باستقدامه 'تعزيزات عسكرية كبيرة وبالقصف الجوي العنيف الذي لم يهدأ'.

'عين تقاوم مخرز'

وأضاف أن 'الوضع أشبه بعين تقاوم مخرز... طيلة السنوات الماضية كنا نقاوم بما أوتينا من قوة بأساليب بدائية، أما اليوم فنحن نقاوم إيران وروسيا' أبرز داعمي النظام عسكريا.

وتابع أن 'النظام انتهى وسقط منذ خمس سنوات، ونحن الآن نقاتل جيوش ومليشيات من كل أصقاع الأرض'، معتبرا أن الفصائل 'محكومة بالصمود والدفاع عن النفس وعن أهالينا'.

ووصفت صحيفة 'الوطن' السورية القريبة من النظام إنجازات الجيش ميدانيا بـ'الاستثنائية'. وذكرت اليوم إنه بعد 'تقطيع أوصال الأحياء الشرقية في حلب إلى شطرين'، فإنه في الشطر الثاني 'جاري العمل على تقسيمه إلى قطاعات أمنية يسهل السيطرة عليها تباعاً' تمهيدا لدفع المقاتلين 'إلى تسليم أنفسهم في زمن بدا أنه أقصر مما كان متوقعاً أو القبول بالمصالحات الوطنية وفق شروط الدولة السورية'.

وتخوض قوات النظام حاليا معارك عنيفة في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب المدينة.

وحتى بدء الهجوم، كان يعيش أكثر من 250 الف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف صعبة نتيجة حصار بدأته قوات النظام قبل حوالي أربعة اشهر. ودخلت آخر قافلة مساعدات إنسانية إلى مناطقهم في تموز/يوليو الماضي.

التعليقات