طبيب بحلب لـ"عرب 48": وقف إطلاق النار أو الموت

الدكتور سالم أبو النصر، المتواجد في شرق حلب: في حال مرت الليلة المقبلة من دون التوصل إلى اتفاق، فإننا سنتعرض للقصف، ولن ننجو* ناشط إعلامي: الجثث تنتشر في الشوارع ولا توجد إمكانية لنقلها بسبب نيران القناصة والقصف

طبيب بحلب لـ"عرب 48": وقف إطلاق النار أو الموت

(رويترز)

يرد الدكتور سالم أبو النصر على اتصال 'عرب48' بهدوء، ويقول إن عشرات المدنيين اتصلوا به وطلبوا منه أن ينقل صوتهم إلى العالم. وهو موجود في حي الأنصاري في حلب الشرقية، التي تتقدم قوات النظام السوري باتجاهها منذ أيام. وهو آخر طبيب أسنان لا يزال هناك.

وأكد الدكتور أبو النصر أن 'القصف عاد هذا الصباح، فعرفنا أن اتفاق وقف إطلاق النار قد انهار مجدداً. المدنيون عالقون في منازلهم ومحاصرون بداخلها'. نطلب منه أرقاما محددة لعدد الضحايا حتى اللحظة، ويجيب أنه 'لا يمكن إحصاء ذلك. الحركة صعبة بين الشوارع والقصف كثيف لا يتوقف'.

الدكتور سالم أبو النصر

وأضاف أن الساعات الأولى من فجر اليوم، الأربعاء، 'شهدت تعطيلاً لعملية الأجلاء التي أعلن عنها الليلة الماضية، ليعود القصف جواً وبراً على الأحياء القليلة المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة'.

ويصر الدكتور أبو النصر على مطلب واحد، يقول إنه مطلب آلاف من المدنيين في الأحياء المحاصرة: 'نريد وقفاً لإطلاق النار فقط، وإخراج المدنيين من هنا إلى أي مكان آمن. هذا هو المهم اليوم'.

*'الوضع الإنساني مزر للغاية'

وأشار إلى الوضع الإنساني المتدهور إلى أدنى درجة في شرق حلب، فقال إنه 'تعجز سيارات الإسعاف عن التحرك من أجل الوصول إلى المصابين، بسبب كثافة القصف وكثرة الأبنية المهدمة في الطرقات، بينما لو وصل أي مصاب، فإن الكادر الطبي المتواجد في ما تبقى من أحياء حلب المحاصرة، غير قادر على الإيفاء بكافة متطلبات إسعاف المصابين'.

وتتضارب الأرقام حول عدد المدنيين المتواجدين في أحياء حلب الشرقية، التي يتقدم النظام فيها بسرعة مرتكبا المجازر بعمليات قصف لا تتوقف من سلاحي المدفعية والطيران الحربي. وترِد التقارير عن عمليات تصفية تقوم بها ميليشات إيرانية وسورية بحق المدنيين في بعض الأحياء التي دخلتها في الساعات الماضية.

أبو النصر تواجد أمس في حي بستان القصر. ولفت إلى أنه 'يكفي أن تشاهد ما بثه الإعلام التابع للنظام من مشاهد لحي بستان القصر حتى تعرف حجم الكارثة. أنتم بحاجة لشهادات حقيقة حول ما يحدث... أريد أن أكون صادقاً معك. تلك المشاهد وحدها تقول لكم الكثير، لا يوجد مبالغات هنا. الوضع الإنساني مزرٍ للغاية. القصف لا يتوقف ليل نهار'.

ويكرر الدكتور أبو النصر التشديد في حديثه لـ'عرب 48' على ضرورة وقف إطلاق النار وإخراج المدنين: 'يجب أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن. في حال مرت الليلة المقبلة من دون التوصل إلى اتفاق، فإننا سنتعرض للقصف، ولن ننجو'. ويحدد مطالب المدنيين في حلب اليوم، وهي 'وقف إطلاق النار حالاً، إخراج المدنيين إلى مكان آمن، نقل المصابين لتلقي العلاج'.

*الجثث في الطرقات

يقول محمد سامر، وهو ناشط إعلامي يقيم في حي المشهد في حلب، لـ'عرب48' إن الجثث تنتشر في الشوارع وبعضها سقط منذ يومين. 'لا توجد إمكانية لنقل الجثث. عمليات الدفن تتم في الحدائق، فنيران القناصة وعمليات القصف تقطع الطرقات. نحن خائفون'.

ويصف سامر الخوف الذي يعيشه المدنيون: 'نعم، الجميع خائفون، لكن مع هذا لم نفقد الأمل بعد في أن يتحرك العالم. اعتقد أن منظمات المجتمع المدني حول العالم والمؤسسات الإنسانية لا بد أن تتحرك لإنقاذنا'.

ويتحدث سامر عن رغبته بمغادرة حلب، مدينته وحيه، بكثير من الحسرة، وقال إنه 'أعرف أننا نستسلم، لكن لا يوجد حل آخر. نريد أن نعيش فقط. ليس سهلا قول ذلك اليوم'.

طوال اتصالنا بسامر تقطع أصوات الرصاص أو القذائف صوته، ليعود ويروي لنا من جديد الحال حوله ومشاهدته في حلب.

ربما تعيش أحياء الأنصاري والمشهد الزبدية وأجزاء من صلاح الدين آخر لحظاتها. المدنيون عالقون من دون طعام أو ماء منذ أيام، فيما ترد أنباء عن مجازر ترتكب في الأحياء التي سبق وأن دخلتها قوات النظام السوري.

 

Tweet: http://ctt.ec/omXAl+

التعليقات