رغم الهدنة: الطيران السوري نفذ 16 ضربة في محافظة حماة

طيران النظام السوري نفذ 16 ضربة جوية على الأقل استهدفت مقاتلين معارضين بمحافظة حماة في شمال البلاد، اليوم الجمعة، في أحدث أعمال عنف تعترض اتفاق وقف إطلاق النار.

رغم الهدنة: الطيران السوري نفذ 16 ضربة في محافظة حماة

يسود الهدوء على الجبهات الرئيسية في سورية، الجمعة، بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ بموجب اتفاق روسي تركي، باستثناء خروقات أبرزها قرب دمشق حيث اندلعت اشتباكات تخللها قصف مروحي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويأتي التوصل إلى الاتفاق الذي أعلنه الخميس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المقاتلة المعارضة، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل إليها في فترات سابقة لكنها لم تصمد.

وأفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، عن "استمرار الهدوء منذ منتصف ليل الخميس الجمعة في معظم المناطق السورية منذ سريان الهدنة منتصف ليل الخميس الجمعة"، مضيفا "لم يسجل استشهاد أي مدني منذ بدء تطبيق الاتفاق".

وقال المرصد السوري إن طيران النظام السوري نفذ 16 ضربة جوية على الأقل استهدفت مقاتلين معارضين بمحافظة حماة في شمال البلاد، اليوم الجمعة، في أحدث أعمال عنف تعترض اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد عبد الرحمن تسجيل خرق رئيسي، الجمعة، في منطقة وادي بردى قرب دمشق حيث "اندلعت اشتباكات رافقها قصف مروحي لقوات النظام على مواقع الفصائل المعارضة وجبهة فتح الشام".

وأضاف "لم تعرف هوية الطرف المسؤول عن اندلاع تلك الاشتباكات التي تعد خرقا لوقف إطلاق النار".

وتعد منطقة وادي بردى المصدر الأساسي الذي يغذي دمشق بالمياه. واتهمت السلطات الفصائل قبل أيام بتلويث المياه ثم قطعها عن دمشق إثر هجوم عسكري بدأه جيش النظام قبل تسعة أيام للسيطرة على المنطقة.

على جبهات أخرى، أكد مراسلون في مناطق تحت سيطرة الفصائل وتحديدا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق وإدلب، استمرار الهدوء وعدم سماع دوي أي قصف أو غارات منذ منتصف الليل.

وشهدت العاصمة هدوءا تاما، الجمعة، بعد سقوط قذائف عدة الخميس على بعض المناطق أوقعت عددا من الجرحى، وسجلت خروقات محدودة ليلا في مناطق أخرى.

في ريف حماة الشمالي، اندلعت بعد منتصف الليل اشتباكات عنيفة بين فصيل إسلامي رجح المرصد أن يكون "جند الأقصى" غير الموقع على الاتفاق وقوات النظام قرب بلدة محردة.

ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار التنظيمات المصنفة "إرهابية"، وبشكل رئيسي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

مصلحة ملحة

ورغم تأكيد طرفي النزاع السوري موافقتهما على وقف الأعمال القتالية، غير أن تباينا برز حول ما إذا كان يشمل جبهة فتح الشام أم يستثنيها.

وأعلن جيش النظام السوري في بيان، الخميس، أنه "يُستثنى" من الاتفاق "تنظيما داعش وجبهة فتح الشام الإرهابيان والمجموعات المرتبطة بهما".

إلا أن الفصائل المعارضة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أكدت أن الاتفاق يسري "على جميع المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة أو تلك التي تضم المعارضة المعتدلة مع عناصر فتح الشام على غرار إدلب".

وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن سبع مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل من "أبرز قوات" المعارضة، وقعت اتفاق وقف النار مع دمشق.

ويعد وقف إطلاق النار الذي يأتي بعد أسبوع من سيطرة الجيش النظامي بالكامل على مدينة حلب في شمال البلاد، الأول منذ أيلول/ سبتمبر، عندما تم التوصل إلى هدنة بموجب تفاهم روسي أميركي ما لبثت أن انهارت.

ويسود الحذر إزاء إمكانية صمود وقف إطلاق النار، على الرغم من أن العنصر المختلف هذه المرة يكمن في أن انخراط روسيا وإيران، أبرز داعمي النظام، في الاتفاق إلى جانب تركيا، قد يؤسس لتقدم حقيقي.

ويصف الباحث في مؤسسة "سنتشري فاونديشن"، سام هيلر، الدول الثلاث بأنها "الأطراف الخارجية الأكثر انخراطًا وتأثيرًا"، متحدثا عن "مصلحة حقيقية وملحة" لدى موسكو وأنقرة في إنجاح وقف النار.

لكنه يرى أن "كل المؤشرات تظهر أن إيران والنظام يريدان الاستمرار في الحل العسكري".

وفي تغريدة على موقع "تويتر" الجمعة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن "وقف إطلاق النار في سورية إنجاز كبير"، داعيا إلى "استغلال هذه الفرصة لاقتلاع جذور الإرهاب".

محادثات أستانا

ومن شأن صمود وقف النار أن يمهد لمحادثات سلام مرتقبة الشهر المقبل، وأعلنت موسكو، الخميس، بدء الاستعدادات لعقدها في أستانا، عاصمة كازاخستان، في كانون الثاني/ يناير على الأرجح.

ورغم عدم مشاركتها في المفاوضات، وصفت واشنطن الاتفاق بـ"التطور الإيجابي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نرحب بكل جهد لوقف العنف وإنقاذ الأرواح وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات سياسية مثمرة".

وبحسب بوتين، أبدى طرفا النزاع السوري الموقعين على وقف إطلاق النار، "استعدادهم لبدء محادثات سلام".

ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاتفاق بأنه "فرصة تاريخية". وحث الدول التي تحظى بنفوذ على الأرض في سورية، من دون أن يذكرها بالاسم، على العمل لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار.

واعتبر وزير خارجية النظام وليد المعلم، الخميس، أن "هناك فرصة حقيقية لنصل إلى تسوية سياسية للأزمة" التي تسببت بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص منذ اندلاعها في منتصف آذار/مارس 2011.

في جنيف، أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، دعمه لمحادثات أستانا، أملا أن تساهم هذه التطورات في "استئناف المفاوضات السورية، التي ستتم الدعوة إليها برعاية الأمم المتحدة في الثامن من شباط/ فبراير 2017".

التعليقات