7 أعوام لانطلاق الثورة: سورية لن تعود كما كانت

"الإدارة الدولية تريد إنهاء الحرب والشعب يبحث عن حل، والحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سورية كما كانت في المدى القريب. فالثورة تحولت إلى حرب وعندما تتحول مطالب الشعب بالديموقراطية والحرية الى حرب دينية وعرقية نكون أمام طريق طويل للحل"

7 أعوام لانطلاق الثورة: سورية لن تعود كما كانت

(أ.ف.ب)

بمرور 7 أعوام على انطلاق الثورة السورية، دخل النزاع السوري الذي صنفته الامم المتحدة 'أسوأ كارثة من صنع الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية'، عامه السابع اليوم، الأربعاء، في وقت لا تزال تتعثر فيه جهود تطبيق وقف شامل لإطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب المدمرة.

في أستانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات السورية برعاية روسيا وإيران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، لكن بغياب الفصائل المعارضة التي تحتج على عدم تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.

وبعد مرور ست سنوات على انطلاق احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري، واجهتها قواته بالقمع الوحشي، قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح من أكثر الحروب الطاحنة في القرن الواحد والعشرين، يعرب مدنيون معارضون للنظام عن خيبة أملهم مما آلت إليه الأوضاع اليوم.

وقال لاعب كرة القدم في نادي سراقب في إدلب، عبد الله الحسين (32 عاما)، إن 'اجمل ذكريات الثورة وهي انطلاقتها'، لكن 'لم أكن أنا أو غيري نتوقع أن تصل الحال إلى هنا عندما خرجنا في التظاهرات'.

وأوضح أنهم توقعوا حينها أن ينتهي كل شيء خلال سنة كأبعد حد، لا أن يتحول الأمر إلى 'قتل واعتقال وتدمير'، مؤكداً 'إن انتهت هذه الحرب بحل سلمي أم عسكري فالشعب لم يعد يهمه الأمر، المهم أن تنتهي فقط'.

وطوال ست سنوات، تحول النزاع في سورية إلى حرب متعددة الأطراف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم إيرانيون وحزب الله وعراقيون إلى الفصائل المعارضة والإسلامية المدعومة من تركيا ودول الخليج، وصولا إلى الأكراد الذين يحلمون باستقلال ذاتي، وأخيرا الجهاديين وعلى رأسهم تنظيم 'داعش' المعروف باعتداءاته الوحشية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن 'الإدارة الدولية تريد إنهاء الحرب والشعب يبحث عن حل، إلا أن الحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سورية كما كانت في المدى القريب'.

وعزا ذلك إلى 'ضخامة الدمار وكل الدماء التي نزفت في سورية فضلا عن الانقسامات داخل المجتمع السوري'. ورأى أن 'الثورة تحولت إلى حرب وخلقت مجموعات مسلحة'، مضيفا أنه 'عندما تتحول مطالب الشعب السوري بالديموقراطية والحرية الى حرب دينية وعرقية نكون أمام طريق طويل للحل'.

وخلال ست سنوات من النزاع، أحصى المرصد مقتل أكثر من 320 ألف شخص في سورية.

*العام الأخطر على العاملين بمجال الصحة

يدفع السوريون يومياً ثمنا للحرب وتحصد الغارات والمعارك أرواح الأبرياء. وأسفر قصف جوي 'يرجح أنه روسي'، فجر اليوم، على مدينة إدلب عن مقتل 'تسعة مدنيين بينهم أربعة أطفال'، وفق المرصد.

وشردت الحرب السورية أكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها. إذ فرّ حوالي 4,9 ملايين من البلاد وخصوصا إلى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو 90% منهم تحت عتبة الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، أمس الثلاثاء، إن سورية بأسرها تحولت إلى 'غرفة تعذيب'، وإلى 'مكان للرعب الوحشي وعدم الإنصاف المطلق'.

وكشفت دراسة جديدة لباحثين بينهم أعضاء في 'الجمعية الطبية السورية الأميركية' عن أن العام 2016 كان 'الأخطر' على العاملين في القطاع الصحي في سورية.

وبحسب الدراسة، فان 814 من أفراد الطواقم الطبية، قتلوا منذ بدء النزاع. وأشارت إلى استهداف المنشآت الطبية 'على نطاق غير مسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه'، لافتة أيضا إلى سجن المئات أو تعذيبهم. وفي تعليق أرفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية بأن الحرب في سورية هي حاليا 'أكبر أزمة إنسانية'.

وفي ظل الأزمة المستمرة، تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي.

وفي استانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات حول سورية وسط استمرار غياب فصائل المعارضة في اليوم الثاني من الاجتماع، احتجاجاً على استمرار خرق وقف إطلاق النار، الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 كانون الأول/ديسمبر.

وعلى مدى حوالي ست سنوات من الحرب الدامية، فشلت حتى الآن مبادرات عدة في التوصل إلى حل للنزاع، إثر إصرار المعارضة على بحث الانتقال السياسي من دون دور لرئيس النظام بشار الأسد وإصرار النظام على 'أولوية' مكافحة 'الإرهاب'.

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية بعد تطورات ميدانية ودبلوماسية أبرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا وروسيا، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب الى سدة الحكم في واشنطن وعدم وضوح موقفه من الأزمة السورية.

التعليقات