سورية: إيران تؤجج الحرب وعملية جنيف السياسية متوقفة

صبرا: التقدم هو في المحادثات وليس في العملية السياسية. وهناك فارق جوهري بين الأمرين، والروس يستفردون بالنظام وبجزء كبير من قراره* إيران تعرض على الروس استخدام قواعدها العسكرية لشن هجمات في سورية

سورية: إيران تؤجج الحرب وعملية جنيف السياسية متوقفة

نازحون من حماة (أ.ف.ب)

سعت إيران إلى تأجيج الحرب في سورية، وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لوكالة رويترز اليوم، الثلاثاء، إن روسيا يمكن أن تستخدم قواعد عسكرية إيرانية 'لمكافحة الإرهاب في سورية' على أن تكون كل حالة 'على حدة'.

وأضاف أنه سيجري تناول قضايا إقليمية تتضمن سورية خلال اجتماع يعقد اليوم في الكرملين. وكان وفد إيراني يضم الرئيس حسن روحاني قد وصل موسكو أمس، الاثنين. ويعتبر النظام السوري وحليفتاه إيران وروسيا جميع القوات التي تقاتل ضد النظام أنها 'إرهابية'.

ذكرت الأمم المتحدة اليوم، الثلاثاء، أن نحو 40 ألفا معظمهم من النساء والأطفال نزحوا بسبب القتال الدائر إلى الشمال الغربي من مدينة حماة السورية.

وقالت الأمم المتحدة إن سكانا فروا إلى الجنوب والغرب من مدينة حماة وإلى بلدات أخرى قريبة ومناطق مجاورة من بينها حمص واللاذقية وطرطوس منذ بدأ مقاتلو المعارضة هجوما في المنطقة قبل أسبوع، ردا على هجمات النظام السوري وحلفائه.

* العملية السياسية بجنيف متوقفة

أكد كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، محمد صبرا، لوكالة فرانس برس أن العملية السياسية لتسوية النزاع السوري في جنيف لا تزال متوقفة، متهما النظام بـ'عدم الانخراط الجدي' في المفاوضات.

وأعرب المفاوض عن أبرز وفود المعارضة السورية عن اعتقاده بأنه لا يمكن إنضاج اي حل سياسي للنزاع السوري الذي دخل عامه السابع من دون انسحاب روسيا من القتال في سورية وبغياب دور أميركي فاعل.

وقال صبرا، الليلة الماضية، إنه 'حتى اللحظة ليس لدينا شريك آخر في هذه المفاوضات، ولا تزال مباحثاتنا مع فريق الأمم المتحدة'، مؤكدا أن 'النظام لم ينخرط في العملية السياسية حتى تاريخه'.

وأضاف أن 'العملية السياسية لا تزال متوقفة لأسباب أساسية وهي عدم رغبة النظام في أن ينخرط في هذه العملية بشكل جدي'.

وأوضح أن التقدم الذي تمت الإشارة إليه أمس يتعلق بمضمون المباحثات التي تطرقت بالعمق إلى 'الإجراءات الدستورية الناظمة للمرحلة الانتقالية والإعلان الدستوري المؤقت وصلاحية إصداره من هيئة الحكم الانتقالي'.

وأضاف أن 'التقدم هو في المحادثات وليس في العملية السياسية. وهناك فارق جوهري بين الأمرين'.

ووضع المناقشات التي تجري مع الأمم المتحدة في إطار 'المساجلات النظرية'. وقال إن 'عملية الانتقال السياسي لن تتم بيننا وبين الامم المتحدة، وهدفنا طرف آخر يمسك بسلطة أمر واقع في دمشق'.

وانطلقت جولة خامسة من المحادثات بين النظام والمعارضة في جنيف، يوم الخميس الماضي، على أن تبحث بشكل متواز أربعة عناوين رئيسية هي الحكم والانتخابات والدستور ومكافحة الإرهاب.

ويصر وفد المعارضة الرئيسي على بحث الانتقال السياسي بوصفه مظلة شاملة للعناوين الأخرى، في وقت يشكل بند مكافحة الإرهاب الأولوية المطلقة بالنسبة إلى النظام.

وجدد صبرا موقف المعارضة من مصير رئيس النظام بشار الاسد. وقال إنه 'بمجرد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، تنتهي السلطات السيادية بكل أنواعها'، مشيرا إلى أن المعارضة تطالب 'بإحالة الاسد وزمرته إلى المحاكمة العادلة بمجرد تشكيل هذه الهيئة'.

وحمل صبرا موسكو، أبرز داعمي دمشق، مسؤولية 'كل من سقط من ضحايا' منذ بدء تدخلها العسكري في 30 أيلول/سبتمبر 2015 والذي ساهم في قلب موازين القوى على جبهات عدة لصالح النظام.

ويلتقي وفد من الهيئة العليا للمفاوضات في وقت لاحق من اليوم مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في جنيف.

ورأى صبرا أن الروس 'يستفردون بالنظام وبجزء كبير من قراره'، وأن ما من حل سياسي 'إذا لم ينسحب الروس من دعمهم للنظام وقتالهم معه'. وقال إن النظام يراهن حتى اللحظة 'على الحسم العسكري ويحتكم إلى البندقية'.

وأضاف صبرا أن على الإدارة الأميركية الجديدة 'واجباً أخلاقياً'، مطالبا إياها 'بالتدخل بشكل فعال.. لردع التدخل الإيراني المستمر في الشؤون السورية'.

وقال إنه 'لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي حقيقي وقابل للتطبيق إلا بوجود اللاعب الأميركي على المسرح الدولي' باعتبار أن الحل 'يجب أن يقترن بإرادة إنفاذ في مجلس الأمن يملكها الراعي الأميركي'.  

التعليقات