تقلبات الموقف الأميركي بسورية منذ الثورة

​بدلت الولايات المتحدة الأميركية مواقفها وتحالفاتها عدة مرات منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ بدأت بالدعوة إلى رحيل الأسد حتى باتت تعتبر رحيله ليس أولوية، وبين عدم التدخل العسكري إلى القصف ودعم الأكراد.

تقلبات الموقف الأميركي بسورية منذ الثورة

باراك أوباما وجون كيري

بدلت الولايات المتحدة الأميركية مواقفها وتحالفاتها عدة مرات منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ بدأت بالدعوة إلى رحيل الأسد حتى باتت تعتبر رحيله ليس أولوية، وبين عدم التدخل العسكري إلى القصف ودعم الأكراد.

في ما يلي نستعرض أهم المحطات التي مرت بها السياسة الأميركية في سورية منذ عام 2011:  

عقوبات ودعوات لرحيل الاسد

في التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل 2011 وبعد شهر من بدء أولى التظاهرات السلمية المناهضة لرئيس النظام السوري، والتي قوبلت بقمع شديد من النظام، أعلنت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على العديد من المسؤولين السوريين.

في التاسع عشر من أيار/ مايو، دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بشار الأسد إلى قيادة مرحلة انتقالية أو التنحي. وعشية هذا الموقف قررت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على رئيس النظام السوري شخصيا.

مطلع تموز/ يوليو، تحدى السفير الأميركي في سورية، روبرت فورد، النظام بتوجهه شخصيا إلى مدينة حماة التي كانت تشهد تظاهرة ضخمة مناهضة للنظام.

في الثامن عشر من آب/ أغسطس، دعا أوباما مع حلفائه الغربيين للمرة الأولى بشار الأسد إلى التنحي.

في الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر من السنة نفسها، غادر السفير الأميركي سورية “لأسباب أمنية”. كما استدعت دمشق سفيرها في واشنطن.

وخلال السنتين التاليتين، دأب السفير روبرت فورد على التنقل مرارا بين الولايات المتحدة وتركيا، والتقى مرارا مسؤولين في المعارضة السورية قرب إسطنبول.

أوباما يتراجع عن قصف سورية

في صيف 2013، تراجع باراك أوباما في اللحظة الأخيرة عن قصف البنى التحتية للنظام السوري، رغم استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية ضد مدنيين في آب/ أغسطس من العام نفسه.

وجاء هذا الموقف رغم إعلان الرئيس الأميركي مرارا خلال الفترة نفسها إن الولايات المتحدة ستتحرك في حال تجاوزت دمشق هذا “الخط الأحمر” المتمثل باستخدام السلاح الكيميائي.

والتبدل في الموقف الأميركي جاء إثر وساطة روسية أدت إلى إعلان النظام في دمشق استعداده للتخلي عن ترسانته الكيميائية.

غارات على الجهاديين

في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014، وجهت الولايات المتحدة للمرة الأولى بالتعاون مع حلفائها من الدول العربية والغربية، ضربات لمواقع لتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).

الانكفاء الأميركي

في الثلاثين من أيلول/ سبتمبر 2015، باشر الطيران الروسي توجيه ضربات جوية في سورية دعما لقوات النظام التي كانت تعاني من مصاعب كثيرة، ما شكل بداية دور حاسم لروسيا في سورية.

وعملت الولايات المتحدة وروسيا على إقرار سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار بين المتحاربين في سورية، لكنها لم تصمد.

وفي الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر أقر وقف لإطلاق النار من دون الولايات المتحدة، وذلك بموجب اتفاق روسي تركي. وقبل ثمانية أيام من هذا التاريخ تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على القسم الشرقي من حلب الذي كان خارج سيطرتها.

رحيل الأسد ليس أولوية

في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، علق بشار الأسد على انتخاب دونالد ترامب رئيسا، وقال إن الرئيس الأميركي الجديد سيكون “حليفا طبيعيا” للنظام السوري في حال كان يريد مكافحة الإرهاب. ويستخدم النظام السوري تعبير “الإرهاب” للدلالة على كل تنظيمات المعارضة المسلحة من دون استثناء.

في الثاني والعشرين من آذار/ مارس 2017، أعلن البنتاغون الأميركي أن الولايات المتحدة استخدمت مروحيات قتالية وعربات نقل والمدفعية لدعم هجوم لقوات سورية الديمقراطية على سد الطبقة الاستراتيجي قرب مدينة الرقة، معقل تنظيم 'داعش' في سورية.

ومنذ نهاية العام 2015 انتشرت قوات خاصة أميركية في شمال سورية لتدريب القوات المحلية التي تحارب تنظيم 'داعش'. ويوجد حاليا في سورية ما بين 800 و900 جندي أميركي.

وفي الثلاثين من آذار/ مارس، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من تركيا أن مصير الأسد “يقرره الشعب السوري”.

من جهتها قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي 'يختار المرء المعركة التي يريد خوضها ... وعندما ننظر إلى هذا الأمر نجد أنه يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الأسد' من السلطة.

التعليقات