إخلاء أربع مدن سورية محاصرة بعملية تبادل للمخطوفين

يعيش وفق الأمم المتحدة 600 ألف شخص على الأقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام وأربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول إليها.

إخلاء أربع مدن سورية محاصرة بعملية تبادل للمخطوفين

أجرت قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، اليوم الأربعاء، عملية تبادل عدد من المخطوفين في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق ينص على إخلاء أربع مناطق محاصرة، وفق ما أكدت مصادر من الجانبين.

وتوصل الطرفان إلى اتفاق الشهر الماضي، ينص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان على إجلاء الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في إدلب، ومن مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.

ومن المتوقع أن تبدأ عملية إجلاء السكان في وقت لاحق الأربعاء، بموجب هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بحسب المرصد، برعاية قطر الداعمة للمعارضة، وإيران أبرز حلفاء دمشق.

وقال مصور لوكالة فرانس برس في مدينة حلب إن 12 مخطوفاً بينهم تسعة مصابين من بلدتي الفوعة وكفريا، بالإضافة إلى جثث ثمانية قتلى وصلوا، الأربعاء، إلى أحد مستشفيات حلب بعدما أفرجت عنهم فصائل المعارضة في إدلب.

وأشار مدير العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام، عماد الدين مجاهد، لوكالة فرانس برس، إلى اتمام 'عملية تبادل أسرى' تم بموجبها 'فك أسر' 19 شخصاً بينهم مقاتلون كانوا محتجزين من قبل مقاتلين موالين لقوات النظام في الفوعة وكفريا، مقابل إخراج '12 معتقلاً' كانوا أسرى لديهم.

وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية 'سانا' حصول عملية التبادل الأربعاء، متحدثة عن 'بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق'.

وقال شهود عيان لفرانس برس إن حافلات لنقل الركاب دخلت إلى مدينتي الزبداني ومضايا صباح الأربعاء، في وقت انهماك سكان بتوضيب امتعتهم والتجمع استعداداً للمغادرة.

في المقابل، لم تدخل أي حافلات إلى الفوعة وكفريا، وفق ما قال أحد المسؤولين عن عملية التفاوض من الجانب الحكومي حمد حسن تقي الدين لفرانس برس.

وأوضح أن 'الأمور اللوجستية جاهزة لكن هناك تأخير من قبل المسلحين'، في إشارة إلى مقاتلي قوات المعارضة المسيطرة على إدلب وأبرزها جبهة فتح الشام.

وأكد أن 'دخول القوافل إلى مضايا والزبداني جاء كبادرة حسن نية من الحكومة، لكنها لن تخرج إلا بشكل متواز مع قوافل الفوعة وكفريا'.

ومن المتوقع بموجب اتفاق الإخلاء الذي تم تأجيل تنفيذه أكثر من مرة، إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري.

كما ينص الاتفاق وفق المرصد، على إجلاء مقاتلين من الفصائل مع عائلاتهم من أطراف مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق.

وفي الأشهر الاخيرة، تمت عمليات إخلاء مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق.

والمناطق الأربع محور اتفاق تم التوصل إليه بين النظام والفصائل برعاية الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015، ويتضمن وقفا لإطلاق النار. وينص على وجوب أن تحصل كل عمليات الإجلاء وإدخال المساعدات بشكل متزامن.

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سورية منذ العام 2011، إلى سلاح حرب رئيسي تستخدمه كافة أطراف النزاع.

ويعيش وفق الأمم المتحدة 600 ألف شخص على الأقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام وأربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول إليها.

التعليقات