خبراء روس: موسكو تصطدم بوضع صعب بسورية والحل بالتوافق

روسيا عرضت نفسها كملزمة بدعم ما يفعله الأسد دون أن يكون قد نسق معها* بحسب أحد الخبراء: من المعيقات أن روسيا لا تتحكم بالأسد وهو يتصرف من تلقاء نفسه

خبراء روس: موسكو تصطدم بوضع صعب بسورية والحل بالتوافق

 

* موسكو عرضت نفسها في خندق الحليف للأسد والملزمة بدعم ما يفعله دون أن يكون قد نسق معها'.
* عندما تتوصل الدول الكبرى لتفاهم حول 'سورية ما بعد'، يصبح الحديث عن انتهاء الحرب في هذا البلد ممكناً.
* كل شيء سينتقل إلى مستوى أكثر جدية إذا قررت أميركا أن تعمل بنشاط هناك، وعلى روسيا أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار.


'لا توجد عقبة كيداء أمام التوصل إلى حل وسط، في حال تم توسيع دائرة المفاوضات لتشمل طيفا كاملا من القضايا بما في ذلك العقوبات على روسيا'.

هذا ما يقوله الباحث في مركز الدراسات الشرقية في موسكو، إلشات سايتوف، في تقرير نشرته صحيفة 'إزفستيا' الروسية، أمس الثلاثاء، وعرضت فيه أراء عدد من المحللين الروس والسياسيين حول 'آفاق التسوية' في سورية.

إلشات سايتوف، وهو كذلك الخبير في الشؤون التركية، وصف فرصة التوصل إلى توافق في سورية بأنها 'واقعية جداً، وعلى سبيل المثال، يُعلن عن انتخابات في غضون سنة أو سنتين، والأسد يوافق على التنحي'.

ولفت الخبير الروسي إلى أن 'أميركا قررت تنشيط سياستها في الشرق الأوسط، على عكس أوباما الذي كان يحاول الابتعاد والعمل بشكل بطيء للغاية'.

وقال إن 'روسيا في وضع صعب، فبالإضافة إلى المواجهة الجليّة للإرهابيين، والإسلاميين المعتدلين والمعارضة العلمانية التي ترفض الأسد; كل شيء سينتقل إلى مستوى أكثر جدية إذا قررت أميركا أن تعمل بنشاط هناك. وعلى روسيا أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار'.

واعتبر المحلل الروسي أن موسكو عرضت نفسها في خندق الحليف للأسد والملزمة 'بدعم ما يقوم بفعله دون أن يكون قد نسق معها'. وتابع أنه 'من المعيقات أن روسيا لا تتحكم بالأسد، وهو يتصرف من تلقاء نفسه'.

وفي السياق، أضاف أن 'إردوغان منذ البداية وقف ضد الأسد، وحاول إقناع أميركا بالتدخل عسكرياً، ولكنه لم ينجح مع أوباما، وعلى ما يبدو، ترامب قرر تنفيذ شيئاً ما من قبيل الحرب المنتصرة الصغيرة، وهذا يتفق مع تطلعات إردوغان'.

التفاهم حول 'الجمهورية'

وفي ذات التوجه، تحدث فيكتور أوليفيتش، كبير الخبراء في مركز السياسات الآنية في موسكو، والخبير بالشؤون الأميركية.

ونقلت 'إزفستيا' عنه قوله إنه 'عندما تتوصل الدول الكبرى لتفاهم بخصوص 'سورية ما بعد'، سيكون ممكنا الحديث عن انتهاء الحرب في هذا البلد'.

وتابع، 'من أجل إنهاء الحرب على القوى الكبرى التوصل إلى توافق بشأن مستقبل الجمهورية. يجب على روسيا والولايات المتحدة والأطراف الرئيسية ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط، التوصل، أولاً، لتصور مشترك لسورية ما بعد الحرب الأهلية'.

وأضاف، 'عندها سوف يتوقف دعم الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لمختلف الجماعات الإرهابية الفاعلة في هذا البلد، وعندها سيكون بإمكاننا الحديث عن نهاية للحرب الأهلية'.

'الآن'، تابع الخبير الروسي، 'كل طرف من الأطراف يسعى للحصول على أكبر حصة ممكنة لمصالحه في هذه المفاوضات، وفي هذا السياق يُنظر إلى الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات، وكذلك إلى الإجراءات التي تتخذها واشنطن وأنقرة، والبيان المشترك ضد الأسد; جميعها إجراءات عنوانُها هو تحسين الموقف التفاوضي لواشنطن قبل المفاوضات المقبلة'.

أنقرا الحليف الأميركي

وحول 'الدور التركي'، قال أولينفتش، 'أنقرة هي حليفة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كانت ولا تزال في منظمة حلف شمال الأطلسي. وخلال الحرب الباردة قدمت الولايات المتحدة الدعم الكامل للقيادة التركية، وعندما رأت أن ذلك ملائماً دعمت انقلابات عسكرية في تركيا، وهي تقدم هذا الدعم حتى الآن'.

وأضاف، 'تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية، دعمت التحرك الأميركي، وهذا الدعم مستمر. أنقرا دعمت إجراءات اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في ليبيا وفي أماكن أخرى بالشرق الأوسط'.

'وعندما وقعت محاولة الانقلاب في تركيا، يتابع أولينفتش، وُجهت الاتهامات بما في ذلك إلى الولايات المتحدة باعتبارها البلد الذي يعيش فيه فتح الله كولن. صحيح أن توجهات إردوغان ووزارة العدل وغيرها من الوكالات التركية المطالبة بتسليمه للسلطات التركية، قد تسلمتها الإدارة الاميركية وأخذتها بعين الاعتبار، ولكنها رفضت تسليم كولن'.

وأضاف، 'ونظراً لأهمية تركيا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وبما يخص روسيا، تم تجاوز هذه القضايا العالقة بين واشنطن وأنقرة'.

وأشار الخبير الروسي، في السياق، إلى أنه 'على الرغم من رد الفعل البارد من الأوروبيين على الاستفتاء في تركيا ونتائجه، ترامب هنأ إردوغان، ما يدلل على دور تركيا وقيادتها في حسابات الإدارة الأميركية'.

التعليقات