العريضي لـ'عرب48': * جولة جنيف وجدت من أجل عدم استتئثار روسيا عبر أستانة بالقضية السورية * مناقشة الدستور، هذا ملمح هام جدا'
اختتمت، أمس الجمعة، الجولة السادسة من مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية، بعقد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستفان دي ميستورا، اجتماعات منفصلة مع أطراف الأزمة.
وقال متحدث باسم وفد المعارضة إن الأخيرة عرضت في الاجتماع المنفرد مع دي ميستورا 'رؤية المعارضة لهيئة الحكم الانتقالي'، مشيرا إلى أن الوفد حضر بكامل أعضائه.
يشار إلى أن عددا من ممثلي بعض الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة قد أعلنوا تعليق مشاركتهم في وفد المعارضة للمفاوضات 'بسبب عدم وجود استراتيجية تفاوضية، والعلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات وبين الوفد المفاوض الرئيسي لا تصب في مصلحة الثورة'، بحسب ما جاء في بيان وقعت عليه الفصائل التي علقت مشاركتها.
والفصائل الموقعة هي: 'السلطان مراد، فيلق الشام، جيش الثورة، جيش اليرموك، حركة تحرير الوطن، تحالف قوات الجنوب، أحرار الشام، الجبهة الشامية'.
وفد المعارضة: النظام ليست لديه أية جدية للوصول إلى حل سياسي
من جهته، قال نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف6، إن المعارضة 'أنهت جولة جديدة من المفاوضات ركّزت فيها على عملية الانتقال السياسي'، مشيراً إلى أنهم 'قدموا في الجلسة الختامية (أمس الجمعة) مذكرة للمبعوث الأممي، عن دور إيران في سورية والمنطقة'.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في المقر الأممي بجنيف: 'أنهينا جولة مفاوضات قصيرة مدتها أربعة أيام، التركيز الأساسي فيها كان على الانتقال السياسي، ومنذ أمس كانت هناك نقاشات عن هيئة حكم انتقالي، وعقدنا لقاءات فنية مع فريق دي ميستورا تتعلق باستكمال القضايا الدستورية والقانونية، والإجرائية المتعلقة بالانتقال السياسي'.
وشدد الحريري على أن 'وفد النظام ليست لديه أية جدية للوصول إلى حل سياسي، ولا يزال حتى اللحظة يقف عائقا أمام التقدم في هذا الصدد بغية تحقيق الانتقال السياسي'، متمنيا أن 'تكون هناك آليات جادة بالفعل، تحفظ وتسرع العملية السياسية'.
وفد النظام: لم نتطرق إلى أي سلة من السلال الأربع
من جانبه قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف6، أمس الجمعة، إن 'الاجتماع التقني مع فريق الأمم المتحدة، هو الإنجاز الوحيد في جولة المفاوضات الحالية'، مشدداً على أنهم 'لم يناقشوا أي سلة من السلال الأربع، وهي الحكم والدستور والانتخابات والإرهاب'.
وقال في مؤتمر صحافي ختامي عقده في المقر الأممي، عقب آخر جلسة له مع المبعوث الدولي الخاص، ستيفان دي ميستورا، إن الاجتماعات الرسمية 'انتهت مع المبعوث الخاص في هذه الجولة، والأخير سيتابع الاتصالات بشأن العملية، وفي هذه الجولة ناقشنا موضوعا واحدا وهو ما يمكن ان تعتبروه الثمرة التي نجمت عن هذه الجولة، وأعني اجتماع الخبراء، وحصل اجتماع واحد بين خبرائنا، وبين خبراء المبعوث الخاص، وهذه هي النتيجة الوحيدة التي خرجنا بها في هذه الجولة'.
وأضاف المتحدث باسم النظام أنه 'في أربعة أيام لم نتطرق إلى أي سلة من السلال الأربع'، واعتبر أن 'اجتماعات الخبراء مسألة فنية بحتة'، وأن 'الغرض منها إيجاد قواسم مشتركة بين النقاط ذات الصلة بالعملية الدستورية الموجودة في ورقة المبادئ الأساسية (سبق أن قدمها دي ميستورا ومكونة من 12 مادة)، مع المحادثات السياسية، وهي جزئية من الكل'.
ورداً على سؤال حول مناطق خفض التوتر التي أقرت في أستانة، قال الجعفري إن 'اتفاق أستانة حول مناطق منخفضة التوتر تشمل مناطق محددة، ولا تشمل كافة الجغرافيا السورية، وهي مناطق أربع، أما آليات تنفيذ الاتفاق فلم توضع بعد، نحن ننتظر من حلفائنا من إيران وروسيا ليأتوا إلى دمشق، لتدارس آليات تطبيق هذا الاتفاق'.
يذكر أن روسيا وتركيا وإيران كانت قد اتفقت في مذكرة وقعت في الرابع من أيار/مايو الجاري بالعاصمة الكازاخية، أستانة، على إقامة أربع مناطق منفصلة 'لتخفيف التوتر' لمدة ستة أشهر على الأقل، قابلة للتمديد في حال موافقة الدول الثلاث الضامنة.
وبموجب المذكرة فإن 'تخفيف التوتر' يشمل إدلب ومناطق مجاورة لها في محافظات اللاذقية وحماة وحلب، وتقع المناطق الثلاث الأخرى شمال محافظة حمص، والغوطة الشرقية وبعض المناطق جنوبي سورية وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة.
ولم تفض الجولات الخمس السابقة من محادثات مشابهة في جنيف بين الأطراف ذات الصلة بالأزمة السورية، إلا إلى 'القليل من التقدم' صوب إيجاد حل سياسي للحرب الدائرة في سورية منذ ست سنوات، والتي راح ضحيتها، وفق تقديرات العديد من المنظمات الأممية ذات الصلة، أكثر من 16 مليون سوري بين قتيل ومصاب ومعتقل ومفقود ونازح ولاجئ.
العريضي لـ عرب48: مناقشة مسألة الدستور ملمح هام جدا في الانتقال السياسي
من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، يحيى العريضي، إن وفد دمشق يريد 'حرف الانتباه بعيداً عن الموضوع الرئيس للمحادثات المتعلق بالانتقال السياسي'.
ورداً على سؤال لـ'عرب 48' عما إذا كانت هذه الجولة من المحادثات قد حققت أي تقدم ما، قال العريضي: 'أستطيع أن أقول إنها حققت تقدما ما بخصوص مسألة الدستور. أن تناقش الأمور الناظمة للمرحلة الانتقالية من خلال خبراء. ومعروف تماما أن الورقة التي قدمها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستفان دي ميستورا، بهذا الخصوص تتحدث عن ضرورة عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني خلال عملية الانتقال السياسي. ما يعني ضمنًا أن الانتقال السياسي سيتحقق، وأي منظومة حاكمة بالتأكيد تهتز أساساتها عند مناقشة دستور البلد الذي تحكمه. هذا ملمح هام جدا'.
وأضاف: 'هناك الكثير من النقاط التي وردت في تلك الورقة التي قال المبعوث الدولي إنه سيضعها جانبا بعد 13 سؤالا من وفد المعارضة 'الهيئة العليا للمفاوضات'. هذه النقاط تحتاج إلى ايضاحات وتفسيرات وتحديد مهام ومرجعيات'.
-هناك من يرى بأن هذه الجولة من المباحثات في جنيف، 'جاءت على عجالة' وأن الهدف من ورائها 'احتواء لقاء أستانة'؟ ما رأيكم؟
-'أوافق تماما، واستطيع أن أقول إن جنيف وجدت لإبقاء الزخم في العملية السياسية وعدم استتئثار روسيا عبر أستانة بالقضية السورية حسب مشيئة النظام'.
- المبعوث الأممي إلى سورية، تحدث في ختام 'جنيف 6'، عن جولة جديدة من المفاوضات دون أن يعلن عن موعدها، هل تم ابلاغكم، رسمياً، بجولة مباحثات جديدة؟
- ستكون في الشهر المقبل.. في منتصف الشهر .. ربما في 12 أو في 20 من حزيران/يونيو.
وحول إعلان بعض الفصائل المسلحة التابعة للمعارضة تعليق مشاركتهم في مفاوضات جنيف6 بسبب ما وصف في بيان بـأنه 'غياب الاستراتيجية التفاوضية لدى المعارضة، ' قال العريضي: 'هذا أمر طبيعي أن تكون هناك أراء مختلفة، وإن حصلت تباينات، تكون باتجاه الهدف الأنبل والغيرة باتجاه تحقيقه والالتزام به، ألا وهو تحديدا الانتهاء من الاستبداد. وهذا الأمر لا يحصل على الجانب المقابل، مثلاً أن الجعفري يخالف تعليمات النظام .. نحن نعتبر هذه حالة طبيعية في إطار النوايا الحسنة للوصول إلى الهدف المشترك بالخلاص من الاستبداد في كامل سورية'.
التعليقات