قوات النظام تواصل قتل وتشريد المدنيين بالغوطة

يعد الهجوم على الغوطة الشرقية أحد أدمى الهجمات في الحرب السورية، ووصفته جماعة من المعارضة المسلحة بأنه حملة ”الأرض المحروقة“.

قوات النظام تواصل قتل وتشريد المدنيين بالغوطة

(أ.ب.)

تعهد رئيس النظام السوري بشار الأسد بمواصلة هجوم على الغوطة الشرقية قرب دمشق، بينما تتقدم قواته داخل آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب العاصمة.

ويعد الهجوم على الغوطة الشرقية أحد أدمى الهجمات في الحرب السورية، ووصفته جماعة من المعارضة المسلحة بأنه حملة ”الأرض المحروقة“.

وتواصل قوات النظام هجومها رغم الدعوات الغربية بالالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في كل أنحاء البلاد.

وقال الأسد للصحفيين في تصريحات نقلها التلفزيون”سنستمر في مكافحة الإرهاب... وعملية الغوطة هي استمرار لمكافحة الإرهاب“.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وأحد السكان يوم الأحد إن التقدم أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى داخل الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص.

وقال قائد في التحالف العسكري الذي يساند الأسد إن القوات الحكومية لا تحتاج سوى التقدم بضعة كيلومترات أخرى لشطر المنطقة إلى نصفين. وقال المرصد إن قوات الحكومة سيطرت على ربع المنطقة.

وقال الأسد إنه لا يرى تناقضا بين هدنة يومية إنسانية مدتها خمس ساعات دعت إليها روسيا وعمليات مكافحة الإرهاب الجارية، مشيرا إلى أن تقدم قوات الحكومة في الأيام القليلة الماضية جاء أثناء الهدنة.

وتدعو الخطة الروسية لوقف إطلاق النار إلى هدنة لمدة خمس ساعات يوميا للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء المدنيين والجرحى. ووصفت وزارة الخارجة الأمريكية الخطة الروسية بأنها” دعابة“.

وقال الأسد في أول تصريحات له بشأن الهجوم إن معظم الناس في الغوطة تريد العودة إلى حكم الدولة.

وأضاف الأسد” لذلك يجب أن نستمر بالعملية بالتوازي بفتح مجال للمدنيين للخروج“.

وتتهم روسيا ودمشق مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية خلال الهدنة اليومية. وينفي مقاتلو المعارضة هذا الاتهام ويقولون إن الناس لن تغادر لأنها تخشى من الحكومة.

وقال مسؤول إنساني بالأمم المتحدة السكان في الغوطة الشرقية يخضعون” لعقاب جماعي “غير مقبول وهو أمر غير قانوني بموجب اتفاقيات جنيف.

ورفض الأسد البيانات الغربية بشأن الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وقال إنها” كذبة سخيفة“.

ومع اقتراب الحرب من دخول عامها الثامن، ستكون السيطرة على الغوطة نصرا كبيرا للأسد، الذي يستعيد باطراد مناطق تسيطر عليها المعارضة بدعم من روسيا وإيران.

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني بالضغط على الحكومة السورية لإنهاء الهجمات في الغوطة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

واتفقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة أن تستخدم روسيا تأثيرها على دمشق لتوقف حملة الغوطة.

وفي ظل غياب ما يشير إلى ضغط غربي حقيقي لوقف الهجوم، فإن الغوطة الشرقية في طريقها على ما يبدو لأن تلقى نفس مصير المناطق الأخرى التي استعادها الأسد، مثل شرق حلب التي استعادتها القوات الحكومية باستخدام أساليب مماثلة في 2016.

 

التعليقات