بعد تذرّع موسكو بها: إخلاء الغوطة من "النصرة"

وصل 13 عنصرا من "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) اليوم السبت، إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، في طريقهم لمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد خروجهم بموجب اتفاق من الغوطة الشرقية لدمشق، التي ما زالت تتعرض لأشرس هجمة عسكرية

بعد تذرّع موسكو بها: إخلاء الغوطة من

أرشيفية

وصل 13 عنصرا من "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) اليوم السبت، إلى منطقة قلعة المضيق بريف حماة، في طريقهم لمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعد خروجهم بموجب اتفاق من الغوطة الشرقية لدمشق، التي ما زالت تتعرض لأشرس هجمة عسكرية وحملة قصفٍ عنيف من النظام السوري وروسيا، منذ الثامن عشر من الشهر الماضي، بذريعة محاربة "جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المرتبطة بها".

ويأتي وصول هؤلاء العناصر الثلاثة عشر إلى شمال غرب سورية، بعد ساعات من خروجهم من الغوطة الشرقية لدمشق، عبر معبر "مخيم الوافدين"، في حافلةٍ أقلتهم عبر الأوتستراد الدولي الذي يربط دمشق بوسط وشمال سورية؛ وذلك بعد اتفاقٍ أشرفت عليه الأمم المتحدة، التي كانت تلقت رسالةً من فصائل الغوطة الشرقية الثلاثة: "جيش الاسلام"، و"فيلق الرحمن"، و"حركة أحرار الشام"، مساء 26 شباط الماضي، أعربوا فيها عن التزامهم "التام بإخراج مسلحي هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة، وكل من ينتمي لهم وذويهم من الغوطة الشرقية لدمشق خلال 15 يوماً من بدء دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي".

وكانت روسيا بحسب ما أكدت مصادر مطّلعةٌ لـ"العربي الجديد"، عرقلت منذ نحو أربعة أشهر، مساعي الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية، لإخراج عناصر "هيئة تحرير الشام" من هناك، والبالغ عددهم 240 عنصراً، وأفشلت اتفاقاً كان من المقرر بموجبه نقلهم إلى الشمال السوري.

وكان المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، قد كشف عن مفاوضات

بين ممثلين من فصائل الغوطة والجانب الروسي، جرت في تشرين الثاني الماضي، لإخراج عناصر "هيئة تحرير الشام" من الغوطة الشرقية لمناطق الشمال السوري، عبر إخراجهم بحافلاتٍ ترافقها جوا طائرات روسية، وتنطلق الحافلات من معبر جسرين والمليحة نحو دمشق ثم إلى قلعة المضيق والشمال السوري؛ وتم بحسب المتحدث الاتفاق على كامل النقاط المتعلقة بعملية الإخلاء هذه، لكن الروس تهربوا لاحقا، وقالوا إنهم غير جاهزين لتنفيذ هذا البند لعدم إمكانيتهم نقل عناصر "الهيئة"، وعدم وجود مكان لهم في مناطق شمالي سورية.

ولا توحي المؤشرات الأولية التي يمكن قراءتها عبر تصريحاتٍ مسؤولين روس، بأن موسكو قد تخفف أو توقف الحملة العسكرية الشرسة على الغوطة الشرقية، مع بدء خروج عناصر "هيئة تحرير الشام"، التي كانت الذريعة الروسية لإفراغ روح قرار مجلس الأمن 2401 من مضمونه، والالتفاف عليه؛ فـ"قاعدة حميميم الروسية" في سورية اعتبرت الخطوة "غير كافية".

وقالت القاعدة العسكرية الروسية عبر معرفاتها الرسمية على الإنترنت، بعد خروج عناصر "هيئة تحرير الشام" أمس الجمعة من الغوطة، إن "خروج مقاتلي تنظيم جبهة النصرة الإرهابية من الغوطة الشرقية، لم يعد كافياً لحل النزاع الدائر في المنطقة بعد انقضاء عدة فرص سابقة لم تلق تجاوباً فعالاً من الأطراف الأخرى".

 

التعليقات