موسكو تحذر واشنطن من قصف دمشق واحتدام المعارك بالغوطة

قالت روسيا إن لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لقصف الحي الذي تتركز فيه الإدارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة، وأضافت أنها سترد عسكريا إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.

موسكو تحذر واشنطن من قصف دمشق واحتدام المعارك بالغوطة

(أ.ب.)

غادر مرضى ومصابون من المدنيين جيب الغوطة الشرقية الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في سورية، يوم الثلاثاء، في أول عملية إجلاء طبية منذ أن بدأت قبل نحو شهر واحدة من أعنف الهجمات في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام، فيما قام جيش النظام أيضا بإجلاء مئات المقاتلين وأسرهم من جيب صغير منفصل تحت سيطرة المعارضة جنوبي دمشق.

بالمقابل، قالت روسيا إن لديها معلومات بأن الولايات المتحدة تخطط لقصف الحي الذي تتركز فيه الإدارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة، وأضافت أنها سترد عسكريا إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.

وفي شمال البلاد على جبهة رئيسية أخرى قال الجيش التركي إنه طوق مدينة عفرين في شمال البلاد، فيما يمثل تقدما كبيرا للهجوم التركي على المقاتلين الأكراد. كما قصفت القوات النظامية منطقة تحت سيطرة المعارضة في الجنوب لليوم الثاني على التوالي فيما قد يفتح جبهة جديدة في الصراع.

وتظهر التطورات كيفية تغير خريطة السيطرة في سورية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تواصل تركيا وروسيا تحقيق مكاسب منذ انهيار دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم "داعش" بشكل كبير العام الماضي.

وتركز الاهتمام الدولي في الأسابيع الأخيرة بشكل أساسي على محنة المدنيين في الغوطة الشرقية، حيث تعتقد الأمم المتحدة أن 400 ألف شخص محاصرون تحت قصف عقابي ومحرومون من الغذاء والدواء.

وقال شاهد إن نساء يحملن أطفالا صغارا ورجالا يسيرون مستندين إلى عكازين ومسنا على مقعد متحرك انتظروا عند مدرسة قريبة مع عشرات خرجوا عبر معبر الوافدين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 150 مدنيا غادروا الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء، فيما استمرت الهجمات الجوية والقصف.

ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن حملة الجيش التي شملت غارات جوية وقصفا مدفعيا أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مدني في نحو شهر. وتعهد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي استعادت قواته السيطرة على معظم البلدات والمدن في غرب سورية المكتظ بالسكان، باستعادة السيطرة على كل شبر من البلاد.

وأصبح هجوم جيش النظام السوري على الغوطة الشرقية أحد أكبر الهجمات في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن، وسيصبح فيما يبدو أكبر هزيمة لمقاتلي المعارضة منذ خسارتهم في حلب في عام 2016. وطالبت الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما لكن موسكو ودمشق تقولان إن ذلك لا يشمل جماعات” إرهابية“محظورة في الغوطة.

وعرضت موسكو ودمشق إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة الذين يوافقون على الانسحاب من المدينة، لكن حتى الآن قالت جماعات المعارضة الرئيسية إنها تعتزم البقاء والقتال حتى النهاية.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف، إن موسكو على علم بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لشن هجوم بأسلحة كيماوية ضد المدنيين وإلقاء اللوم فيه على القوات الحكومية السورية.

وأضاف أن الولايات المتحدة تنوي استغلال الهجوم الملفق ذريعة لقصف الحي الحكومي في دمشق، حيث يتمركز روس من مستشارين عسكريين وأفراد من الشرطة العسكرية ومراقبين لوقف إطلاق النار.

وفي واشنطن، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن على روسيا التركيز على منع بشار الأسد من استهداف المدنيين الأبرياء.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون” نحث روسيا على التوقف عن اختلاق أمور غرضها الإلهاء وحمل نظام الأسد على التوقف عن البطش بالمدنيين السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان الغوطة الشرقية والمناطق النائية الأخرى“.

 

التعليقات