قال مصدر في الرئاسة الفرنسية، اليوم الجمعة إن فرنسا قد تزيد وجودها العسكري لمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "داعش" في سورية، وحذر من أن تقدم قوات تركية إلى مدينة تسيطر عليها فصائل مدعومة من مقاتلين أكراد سيكون” غير مقبول“.
ويتعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لانتقادات في فرنسا بشأن استجابته تجاه عملية عسكرية تركية ضد مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، حيث يقول خصوم له إنه تخلى عن الأكراد.
وتشكل الوحدات جزءا كبيرا من قوات سورية الديمقراطية، التي تعد جزءا أساسيا في استراتيجية التحالف لهزيمة التنظيم المتشدد.
وبعد لقاء ماكرون يوم الخميس لأول مرة مع وفد من قوات سورية الديمقراطية، يشمل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية، ومسؤولين مسيحيين وعربا، قال مسؤول كردي كبير إن ماكرون تعهد بإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة في إطار جهود التحالف، وتقديم مساعدات إنسانية و“التوسط“بين الأكراد وأنقرة.
وقوبل ذلك برد غاضب من أنقرة، حليفة فرنسا في حلف شمال الأطلسي، والتي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور بعد أن شن حملة تمرد على الدولة منذ عقود.
وقال مصدر الرئاسة الفرنسية للصحفيين لتوضيح تصريحات المسؤول الكردي، إن باريس تلمس خطر عودة "داعش" في شمال شرق سورية، وستواصل محاربة التنظيم مع قوات سورية الديمقراطية.
وأضاف” لا تتوقع فرنسا أي عملية عسكرية جديدة على الأرض في شمال سورية خارج عمليات التحالف الدولي ضد داعش“.
وتابع قائلا دون تفصيل” (لكن) إذا استشعر الرئيس أننا نحتاج، من أجل تحقق أهدافنا ضد داعش، فترة من الوقت لتعزيز تدخلنا العسكري فسنفعل ذلك لكن داخل الإطار القائم“.
وقال مسؤول تركي كبير، يوم الجمعة، إن تعهد فرنسا بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة بشمال سورية تسيطر عليها قوات يقودها الأكراد يصل إلى حد دعم الإرهاب وقد يجعل من فرنسا” هدفا لتركيا“.
وكان ماكرون قال في كانون الأول/ ديسمبر، إنه يتوقع انتهاء الحملة التي تستهدف تنظيم "داعش" في سوري في شباط/فبراير.
وردا على سؤال بشأن تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيها إنه قد يسحب القوات الأميركية من سوريا” قريبا جدا“، قال المصدر إن باريس لم تتسلم حتى هذه المرحلة أي طلب رسمي لإرسال تعزيزات.
وقدمت فرنسا، شأنها شأن الولايات المتحدة، السلاح والتدريب للفصيل المسلح الذي تقوده وحدات حماية الشعب الكردية في القتال ضد الدولة الإسلامية، ولديها عشرات من أفراد القوات الخاصة في المنطقة، الأمر الذي أغضب تركيا.
واجتاحت تركيا مدينة عفرين في شمال سورية الأسبوع الماضي، وهددت مرارا بمد عملياتها أبعد نحو الشرق إلى منبج التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية وحيث تتمركز القوات الأميركية.
وقال مكتب ماكرون إن الرئيس الفرنسي عرض التوسط بين الأتراك وقوات سورية الديمقراطية، التي قال المكتب إنها نأت بنفسها عن حزب العمال الكردستاني.
وقال المصدر، في رد على وابل من التصريحات الغاضبة من أنقرة يوم الجمعة” سنواصل الحوار مع تركيا فهي شريك مهم وأساسي في إيجاد حل للحرب الأهلية السورية“.
لكنه حذر مع ذلك من أن أي تقدم عسكري تركي إلى منبج سيكون” غير مقبول“.
اقرأ/ي أيضًا | أكثر من 30 ألف مهجر من الغوطة خلال أسبوع
التعليقات