اتفاق نهائي للتهجير بحمص وحماة، قتلى بقصفِ إدلب واستئناف تهجير

قُتلت أربع نساء وطفلة، وجرح آخرون في قصف لطائرات النظام السوري على قرية غرب مدينة إدلب بعد ظهر اليوم الأربعاء، في وقت تم التوصل فيه إلى اتفاق للتهجير في كل من ريفيّ حمص وحماة، بين فصائل المعارضة السورية من جهة،

اتفاق نهائي للتهجير بحمص وحماة، قتلى بقصفِ إدلب واستئناف تهجير

أرشيفية

قُتلت أربع نساء وطفلة، وجرح آخرون في قصف لطائرات النظام السوري على قرية غرب مدينة إدلب بعد ظهر اليوم الأربعاء، في وقت تم التوصل فيه إلى اتفاق للتهجير في كل من ريفيّ حمص وحماة، بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وقوات النظام وروسيا من جهة أخرى.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن طائرات النظام السوري أغارت على بلدة مشمشان التابعة لناحية جسر الشغور غرب مدينة إدلب، شمالي سورية، ما أسفر عن مقتل أربع نساء وطفلة، وإصابة 10 مدنيين.

من جانبها، قالت قوات النظام إنها استهدفت "موقعا للمجموعات المسلحة في كفر زيتا بريف حماه بعدة صواريخ أرض-أرض شديد التأثير".

بدورها، ذكرت مصادر محلية أن القصف طاول أيضا محيط قريتي الخضر والسرمانية، الواقعتين في سهل الغاب، إضافة إلى قريتي الزكاة والأربعين.

وأشارت إلى أن القصف على كفرزيتا أدى إلى تدمير المشفى فيها بالكامل تقريبا وتخريب معداته وخروجه عن الخدمة، إضافة إلى مقتل إحدى العاملات في المشفى وإصابة آخرين.

اتفاق "نهائي" للتهجير

إلى ذلك، عقد اجتماع مطول اليوم بين ممثلي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي من جهة، وممثلين عن النظام والقوات الروسية من جهة أخرى عند خطوط التماس بين مناطق سيطرة الفصائل وسيطرة النظام، في القطاع الشمالي من ريف محافظة حمص، أسفر عن التوقيع على اتفاق نهائي بشأن مصير هاتين المنطقتين.

وحسب بيان الاتفاق مع الفصائل العسكرية في الريف الشمالي لحمص والجنوبي لحماة، والذي وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، فقد تم التوصل إلى "وقف إطلاق النار بشكل كامل، وتسليم السلاح الثقيل خلال ثلاثة أيام، وخروج من لا يرغب بالتسوية اعتبارا من يوم السبت القادم، ولمدة أسبوع ويمكن احتمال تمديدها حسب الأعداد الخارجة".

وينص الاتفاق كذلك على "دخول الشرطة العسكرية الروسية والشرطة المدنية جميع البلدات السورية بعد خروج آخر قافلة مناطق الريف الشمالي"، فيما "يحق لكل مقاتل إخراج بندقية وثلاثة مخازن إضافة للأغراض الشخصية، ويمكن إحضار شاحنات لحمل أمتعة الخارجين من الأثاث.

وبخصوص السلاح الفردي، فقد اتفق على أن "يتم تسليمه حين التسوية، على أن تكون التسوية لمدة ستة شهور للجميع، للمنشقين والمدنيين، وبعدها يتم السوق للعسكرية للإلزامي والاحتياط تحت عمر ١٨-٤٢، وله حرية التنقل في سورية".

ونص الاتفاق كذلك على أن "يتم سحب السلاح الثقيل من الجانب الآخر الموازي للريف من القرى المجاورة فور سحب السلاح الثقيل من منطقتنا وكذلك المتوسط، ودخول الدوائر المدنية فورا للمنطقة".

وقبل التوصل للاتفاق، قال الناشط الإعلامي خضر العبيد الموجود في ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد" إنه جرى خلال الاجتماع التوصل إلى اتفاق "نهائي" يقضي بخروج مقاتلي الفصائل وذويهم إلى الشمال السوري وفق الشروط نفسها تقريبا، التي كانت روسيا والنظام السوري يحاولان فرضها على الفصائل خلال الفترة الماضية، باستثناء إضافتين بسيطتين، وهما أن يكون الاتفاق بضمانة روسية، وأن يتم تأجيل موعد التهجير من يوم غد الخميس إلى يوم السبت.

وأوضح خضر أن تسليم السلاح الثقيل والمتوسط سيبدأ يوم غد على أن يصطحب عناصر الفصائل سلاحهم الخفيف فقط، مشيرا إلى أن كل حافلة سيكون فيها عنصر من الشرطة الروسية.

وكانت قوات النظام والطائرات الروسية، قد صعّدت في الأيام الأخيرة من عمليات القصف على المنطقتين في إطار الضغط على الفصائل والأهالي للقبول بشروط التهجير، بعد أن حاولت القوى الموجودة في المنطقة تلافي خيار التهجير، حيث خرجت مظاهرات عدة في مدن وبلدات وقرى تلبيسة والرستن والحولة والفرحانية والدار الكبيرة والمكرمية والسعن والهاشمية ومناطق أخرى في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وذلك رفضاً لاتفاق تهجير المنطقتين المتجاورتين نحو الشمال السوري.


مقتل أطفال بانفجار في الحسكة

وفي مدينة الحسكة شمال شرقي، قتل طفلان على الأقل، وجرح ثمانية آخرون، بانفجار لغم من مخلفات تنظيم "داعش".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مقتل الطفلين جاء نتيجة انفجار لغم أو عبوة ناسفة كانت مزروعة بين المخلفات في منطقة الكنايس خلف حي النشوة، وهي منطقة تجمع فيها النفايات، مشيرة إلى أن كثيراً من الفقراء يقبلون على هذه المنطقة بحثا عن المواد البلاستيكية من أجل بيعها.

ونقلت المصادر عن شهود عيان قولهم إنه تم نقل أكثر من 13 شخصا بينهم امرأة مسنة إلى مشفى الحكمة لتلقي العلاج، كما نقل آخرون إلى مشفى الشعب (المشفى الوطني سابقا).

إنهاء "داعش" شرق نهر الفرات

إلى ذلك، تتواصل الاشتباكات بين عناصر تنظيم "داعش" وميليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد" في ريف دير الزور الشرقي، حيث استقدمت الأخيرة مزيداً التعزيزات إلى الخطوط الأمامية مع التنظيم.

وقالت مصادر محلية إن المعارك بين الجانبين تترافق مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قوات "قسد" على مواقع القتال، استهدف بشكل خاص بلدة هجين والجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.

ويأتي ذلك في تمهيد لعملية عسكرية تهدف خلالها "قوات سورية الديمقراطية" والتحالف الدولي لإنهاء وجود تنظيم "داعش" في شرق نهر الفرات، مع التحضيرات التي تجري لعملية أخرى ضد التنظيم في الجيبين المتبقيين للتنظيم بالريف الجنوبي للحسكة والريف الشمالي لدير الزور.

انتهاء ترحيل مقاتلي "تحرير الشام" من اليرموك وتهجير بلدات جنوب دمشق 

وذكرت مصادر مقربة من النظام السوري أن عملية ترحيل عناصر "هيئة تحرير الشام" وعوائلهم عن مخيم اليرموك جنوب دمشق انتهت اليوم الأربعاء، بينما يتحضر الآلاف من مدنيين وعسكريين لعملية ترحيل مماثلة من البلدات الثلاث المجاورة للمخيم، حيث تنتشر فصائل المعارضة السورية، مع توقعات أن تبدأ عملية تهجيرهم يوم غد الخميس.

وكانت خمس حافلات، تقلّ نحو 200 من عناصر "هيئة تحرير الشام" مع ذويهم، قد غادرت مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق بين الجانبين تم برعاية روسية، ويقضي بخروج المسلحين من مخيم اليرموك إلى إدلب شمال غربي البلاد، مع السماح بخروج خمسة آلاف من المحاصرين في بلدتي كفريا على مرحلتين، بالإضافة إلى إطلاق سراح محتجزين من بلدة اشتبرق في ريف إدلب أيضاً على مرحلتين، وعددهم 85 شخصا.

كذلك ذكرت مصادر محلية في جنوب دمشق أن أول دفعة من المدنيين في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا ستخرج غدا باتجاه جرابلس وإدلب في الشمال السوري، وربما نحو مدينة درعا في الجنوب أيضا. وتوقعت المصادر خروج نحو 17 ألف شخص، على أربع دفعات، منهم 4000 شخص باتجاه إدلب و2700 شخص باتجاه درعا، وما تبقى باتجاه جرابلس.

وتقوم آليات تابعة لقوات النظام بإزالة الركام من دوار الجمل في بيت سحم جنوبي دمشق الواصل إلى طريق مطار دمشق الدولي.

وكان الوفد المفاوض عن منطقة جنوب دمشق قد توصل الأحد الماضي إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بخروج المقاتلين إلى الشمال السوري بسلاحهم الفردي، وبضمانة روسية، بينما يقوم من يختار البقاء بتسوية وضعه مع النظام، على أن يلتحق المتخلفون عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية بقوات النظام خلال ستة أشهر.

 

التعليقات