مقاتلون من "داعش" يغادرون ريف دمشق بالتوافق مع النظام

بموجب أغلب اتفاقات الانسحاب منحت قوات النظام لمقاتلي المعارضة وأسرهم ممرا آمنا لشمال غرب سورية. وقالت الأمم المتحدة إن 110 آلاف شخص تم إجلاؤهم لشمال غرب سورية، ومناطق تسيطر عليها المعارضة شمالي حلب في الشهرين الماضيين فقط.

مقاتلون من

(أرشيف)

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حافلات أجلت مسلحين من تنظيم "داعش" من جيب جنوبي دمشق، اليوم الأحد، تطبيقا لاتفاق انسحاب، إلا أن وسائل إعلام رسمية نفت التقرير وقالت إن جيش النظام السوري يقاتل للقضاء على المسلحين.

وستشكل استعادة نظام بشار الأسد للسيطرة على هذا الجيب خطوة جديدة أساسية في جهود النظام في الحرب التي ستقضي بها قوات النظام على آخر جيب محاصر للمعارضة في غرب سورية. لكن بعض قطاعات الأراضي على الحدود مع تركيا والعراق والأردن تظل خارج نطاق سيطرة النظام.

وتقاتل قوات النظام وحلفاؤها لاستعادة السيطرة على الجيب الواقع جنوبي دمشق منذ تغلبها على مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية قرب العاصمة في نيسان/أبريل الماضي.

وتتركز المنطقة التي يقع فيها الجيب حول الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور.

وقال مراسل التلفزيون السوري الرسمي، إن عمليات الجيش السوري في منطقة الحجر الأسود تشارف على نهايتها مع انهيار خطوط المسلحين، فيما تصاعدت أعمدة من الدخان من المنطقة الظاهرة خلفه.

وقال المرصد في وقت سابق إن حافلات دخلت الجيب بعد منتصف الليل لنقل المقاتلين وأسرهم. وأضاف أن الحافلات غادرت باتجاه منطقة البادية ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تقع إلى الشرق من العاصمة والتي تمتد إلى الحدود مع الأردن والعراق.

وقال المرصد إن متشددي "داعش" أحرقوا مكاتبهم في جيب اليرموك.

وشاعت عمليات الانسحاب بعد التفاوض في الحرب السورية في السنوات الماضية مع استعادة النظام بالتدريج للسيطرة على المناطق بمساعدة الجيش الروسي وقوات مدعومة من إيران.

وبموجب أغلب اتفاقات الانسحاب منحت قوات النظام لمقاتلي المعارضة وأسرهم ممرا آمنا لشمال غرب سورية. وقالت الأمم المتحدة إن 110 آلاف شخص تم إجلاؤهم لشمال غرب سورية، ومناطق تسيطر عليها المعارضة شمالي حلب في الشهرين الماضيين فقط.

وتصف المعارضة سياسة إبرام تلك الاتفاقات بأنها تهجير قسري يصل إلى حد التغيير الديمغرافي لطرد معارضي الأسد. وتقول حكومة النظام إنها لا تجبر أحدا على المغادرة وإن على من يبقون القبول بحكم الدولة.

وفيما تعهد الأسد باستعادة كل شبر من الأراضي السورية تشير خريطة الصراع إلى أن تلك مهمة ستزداد تعقيدا من الآن فصاعدا.

فهناك قوات أميركية في الشرق والشمال الشرقي، وهي مناطق تسيطر عليها جماعات كردية تريد حكما ذاتيا من دمشق واستخدمت القوة للدفاع عن مناطقها من القوات الموالية للأسد.

وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال غرب سورية لمواجهة ذات الجماعات الكردية لتشكل منطقة عازلة على حدودها أعاد فيها مقاتلون معارضون للأسد ترتيب صفوفهم.

وفي الجنوب الغربي حيث تسيطر المعارضة المسلحة على أراض واقعة على خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل والحدود مع الأردن تواجه قوات الأسد خطر الدخول في صراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفاء دمشق الإيرانيين عن حدودها وشنت ضربات جوية على سورية لاستهدافهم.

 

التعليقات