الأكراد خارج منبج بعد اتفاق تركي أميركي

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية انسحابها من بلدة منبج، شماليّ سورية، ما قد يساعد في رأب صدع كبير في العلاقات بين الحليفتين في الناتو: الولايات المتحدة وتركيا.

الأكراد خارج منبج بعد اتفاق تركي أميركي

(أ ب)

أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية انسحابها من بلدة منبج، شماليّ سورية، ما قد يساعد في رأب صدع كبير في العلاقات بين الحليفتين في الناتو: الولايات المتحدة وتركيا.

وتأتي تلك التطورات في أعقاب إعلان صدر، أمسٍ، الإثنين، من تركيا، إذ قالت إنها توصلت لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل منبج، وهي مدينة إستراتيجيّة متنازع عليها في شماليّ سورية، بالقرب من الحدود السوريّة التركيّة.

وذكرت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان، اليوم، الثلاثاء، أن مستشاريها استكملوا مهمتهم لتدريب القوات المحلية، في إشارة إلى "مجلس منبج العسكري"، على الدفاع عن البلدة. وتحظى كل من وحدات حماية الشعب ومجلس منبج العسكري بدعم من الولايات المتحدة الأميركيّة.

وتَعتبرُ أنقرة وحدات حماية الشعب جماعةً إرهابيّةً متّصلة بالتمرد الكردي داخل حدود تركيا، وتطالب المقاتلين الأكراد بمغادرة منبج منذ أن استولوا على المدينة من تنظيم داعش في عام 2016، بعد أشهرٍ من المعارك الشّرسة.

وتضغط تركيا من أجل انسحابهم وتعهدت بإعادة السيطرة على المدينة وغيرها من الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود، لكن القوات الأميركيّة المتمركزة في منبج كانت بمثابة رادع.

وانسحاب الميليشيا سوف يمنع المواجهة المتوترة بين وحدات حماية الشعب الكردية وبين المقاتلين السوريين المدعومين من تركيا، وهو ما أصبح نقطة حساسة بين حليفي الناتو وشتّت انتباه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة داعش في سورية.

وأمس، الإثنين، أصدرت الولايات المتحدة وتركيا بيانًا مشتركًا يقول إنهما "وافقتا على خارطة طريق" تهدف إلى "ضمان أمن واستقرار منبج،" في علامة على أن إدارتي ترامب وإردوغان تسعيان لأرضية مشتركة لوجهات نظرهما في شمالي سورية.

وقال وزير الخارجية التّركي، مولود جاويش أوغلو، الذي التقى بوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن المقاتلين الأكراد سينسحبون بموجب خطة ستطبق خلال 6 أشهر. وأضاف أن مسؤولين أميركيين وأتراكًا سيضمنون مؤقتا الأمن في منبج.

ولم تؤكد الخارجية الأميركيّة تصريحات جاويش أوغلو.

كانت الولايات المتحدة قد أبقت على قواتها في منبج لردع أي هجوم محتمل من تركيا أو القوات المدعومة من تركيا. لكن التوترات اندلعت في أماكن أخرى، وتضمنت واقعة قصف تركيا مواقع لمقاتلين مدعومين من أميركا في أجزاء أخرى من إقليم كردستان، ذاتيّ الحكم في 2017.

وتشير تقديرات إلى أن الولايات المتحدة تبقي على ألفي جندي متمركزين شماليّ سورية، وتدير مهابط طائرات ونقاط تفتيش في شمال سورية وشرق الفرات. تقع منبج غربي النهر.

ولم يتّضح على الفور من سيحكم منبج وما إذا كان المجلس العسكري لمنبج المدعوم أميركيًا سيبقى في المدينة.

وما يبدو مؤكدا، هو أن منبج ستظل بمنأى عن قبضة قوات رئيس النّظام، بشّار الأسد، في دمشق، التي أجبرت على تسليم معظم سلطتها في شمال سورية لتركيا والمليشيات الكردية السورية المدعومة أميركيًا فيما تقاتل مقاتلي المعارضة في أماكن أخرى.

التعليقات