قوة مشتركة لواشنطن وأنقرة لمتابعة الانسحاب الأميركي من سورية

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه تشكيل قوة مهام مشتركة بين أنقرة وواشنطن، بهدف تنسيق انسحاب القوات الأميركية من سورية، وجاء تصريح أوغلو خلال مؤتمر صحفي بواشنطن.

قوة مشتركة لواشنطن وأنقرة لمتابعة الانسحاب الأميركي من سورية

القوات الأميركية بسورية (أ.ب)

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه تشكيل قوة مهام مشتركة بين أنقرة وواشنطن، بهدف تنسيق انسحاب القوات الأميركية من سورية، وجاء تصريح أوغلو خلال مؤتمر صحفي بواشنطن التي يزورها للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأوضح تشاووش أوغلو أنه سيتم تقييم المقترحات المتبادلة للطرفين، من أجل إتمام مرحلة انسحاب القوات الأميركية من سورية دون حدوث مشاكل.

وتابع قائلا: "الوفد التركي كان في واشنطن وتم الاتفاق على تشكيل قوة مهام مشتركة لتنسيق الانسحاب الأميركي من سورية، وكنت قد بحثت مع نظيري الأميركي مايك بومبيو هذا الأمر، والأخير أبدى إيجابية للمقترح، والقوة ستكون معنية فقط بتنسيق الانسحاب".

وأشار تشاووش أوغلو إلى وجود نوع من السرعة في تطبيق خارطة الطريق حول منبج السورية، رغم الظروف الجوية السيئة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تضع الأكراد ومسلحي "ي ب ك" في خانة واحدة، وأن تصرف واشنطن هذا، قد يكون عمدا أو سهوا.

وردا على سؤال حول المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سورية، قال تشاووش أوغلو إن "كان المقصود بالمنطقة الآمنة، هو إنشاء منطقة عازلة للإرهابيين، فإن تركيا سترفض هذه الخطوة".

وأكد أن بلاده ستدعم المنطقة الآمنة التي تساهم في إزالة مخاوف تركيا الأمنية في تلك المناطق، مشيرا أن فكرة إنشاء مثل هذه المنطقة، بدرت أولا من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وقوبلت برفض من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وذكر الوزير التركي أنه التقى خلال تواجده في واشنطن، مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جيمس ريش، وعدد من الأعضاء الآخرين.

وأكد أنه لم يتضح إلى الآن كيفية إنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات، مبينا أن المباحثات بين الطرفين جارية في هذا الشأن.

وذكر بأن تركيا تبحث مع المسؤولين الروس فكرة إنشاء المنطقة الآمنة على غرار التنسيق القائم بين أنقرة وواشنطن حول هذا الموضوع.

وأضاف أنه بحث مع أعضاء مجلس الشيوخ، العلاقات الثنائية بين البلدين، وانسحاب القوات الأميركية من سورية، وآخر المستجدات الحاصلة في فنزويلا.

ولفت إلى أن الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، سببه خروج الولايات المتحدة من العراق دون تنظيم أو خطة مدروسة، معتبرا انسحاب واشنطن من العراق بهذا الشكل كان خطأً حقيقيا.

وأردف قائلا: "عندما انسحبت واشنطن من العراق، تركت البلاد لنوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، الذي همش العديد من الشرائح الاجتماعية في البلاد، الأمر الذي خلق نوعا من الفوضى، واستفاد منه عناصر داعش وبسطوا سيطرتهم على 40 بالمئة من الأراضي العراقية بسرعة كبيرة".

وشدد على وجوب عدم تكرار نفس الخطأ أثناء الانسحاب الأميركي من سورية، وترك فراغ في المناطق التي ستنسحب منها القوات الأميركية.

كما أكد على ضرورة عدم السماح للمسلحين أو للموالين للنظام السوري، بملء الفراغ الذي سيحدث جراء خروج القوات الأمريكية من الشمال السوري.

وتطرق تشاووش أوغلو إلى اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا التي تضم أيضًا ألمانيا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال في هذا الخصوص: "بعض الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة، تتعامل من "ي ب ك/ بي كا كا" أكثر من واشنطن، ونحن ندرك هذا، ويهدفون لحماية هذا التنظيم، لكن أنقرة تنسق مع واشنطن وموسكو، واستقرار سورية يهمنا أكثر من الجميع، ونرحب بأي مبادرة إيجابية من أوروبا".

واستطرد أيضا: "نعلم أيضا أن بعض الدول في المجموعة المصغرة تعيق تشكيل لجنة صياغة الدستور وتموّل الجماعات المتطرفة في إدلب من أجل إفشال اتفاقية سوتشي".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تمتلك خطة لمكافحة عناصر داعش المتواجدين في مناطق سيطرة النظام السوري، قال تشاووش أوغلو: "لم يطلعونا إلى الآن على شيء بهذا الخصوص، لكن أستطيع أن أقول إنه سيتم القضاء على فلول داعش في شرق الفرات خلال فترة قريبة".

وذكر تشاووش أوغلو أنه استفسر من بومبيو سبب إظهار تركيا مقسمة من النصف في خريطة العالم التي نُشرت من قِبل الخارجية الأمريكية مؤخرا والتي تُظهر الدول المؤيدة لسياسات واشنطن تجاه فنزويلا.

وتابع في هذا السياق قائلاً: "الخارجية الأميركية ردت على استفساراتنا ببيان، وأشارت إلى حدوث أخطاء في الخريطة، وأن هذه الأخطاء ليست مقتصرة على تركيا بل وقعت في خرائط العديد من الدول، وبالطبع نحن اعترضنا على هذا الخطأ التقني".

 

التعليقات