النظام وروسيا يمنعان الغذاء والوقود عن مخيم نازحين محاصر

الروس وجيش النظام يمنعان دخول إمدادات غذائية وسلع إلى مخيم الركبان للنازحين* دبلوماسيون يقولون إن النازحين في المخيم يتضورون جوعا، وأن حصار المخيم الأخير جزء من جهود روسية للضغط على واشنطن للخروج من قاعدة التنف

النظام وروسيا يمنعان الغذاء والوقود عن مخيم نازحين محاصر

مخيم لنازحين سوريين (أ.ب.)

منعت الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام السوري مرور مواد غذائية وسلع إلى مخيم الركبان، حسبما أكد نازحون في المخيم ومقاتلون معارضون، وذلك بعدما أغلقت القوات الروسية والسورية طرق المرور إلى المخيم في مسعى لإجبار آلاف السكان اليائسين على مغادرة المنطقة التي تتمتع بحماية أميركية قرب قاعدة تديرها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، الثلاثاء، أنها ستفتح ما وصفتهما بممرين إنسانيين على مشارف المخيم لمن يريدون المغادرة. ويقيم أكثر من 50 ألفا معظمهم من النساء والأطفال في ظروف معيشة مزرية في هذا المخيم.

وقال سكان ومقاتلون معارضون إن الجيشين السوري والروسي أقاما نقاط تفتيش لمنع وصول التجار القادمين من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام لإمداد المخيم بالطعام والوقود مما تسبب في ارتفاع الأسعار بشدة وندرة السلع.

وقال قائد فصيل مغاوير الثورة، العقيد مهند الطلاع، إنه "قطعوا طرق الإمداد. منعوا التجار الذين يجلبون المواد الغذائية إلى مخيم الركبان. لا يوجد الآن لا خضرة ولا طحين ولا وقود".

وتتابع المنطقة التطورات في مخيم الركبان عن كثب لأنه يقع في نطاق منطقة عدم التصعيد التي تمتد لمسافة 55 كيلومترا وأنشأها البنتاغون بهدف حماية قاعدة التنف من الهجمات. وتقع القاعدة الأميركية على الطريق السريع بين دمشق وبغداد والذي كان ذات يوم طريقا رئيسيا لدخول الأسلحة الإيرانية إلى سورية.

ووفقا للطلاع، فإن "الهدف هو إجبارهم على الخروج من المنطقة بالقوة"، مرددا مخاوف تنتشر على نطاق واسع بين السكان.

ويعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في أراض كانت تخضع سابقا لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق سورية، بعد أن فروا من حملة قصف روسية عنيفة وتوافدوا على المنطقة الحدودية للاحتماء من الضربات الجوية. وفضل معظم سكان المخيم البقاء على العودة إلى ديارهم في أراض استعادها جيش النظام، العام الماضي، خشية الانتقام منهم أو تجنيدهم في الجيش.

وقال محمود الهميلي، وهو من سكان المخيم، إنه "فتحوا الممرات كي يضغطوا على العالم. إنهم يتجهون باتجاه النظام والاعتقالات أو التجنيد الإجباري".

ويعتقد دبلوماسيون غربيون أن حصار المخيم الأخير، الذي زاد احتمال التضور جوعا، هو جزء من جهود تقودها روسيا لممارسة الضغط على واشنطن للخروج من قاعدة التنف.

التعليقات