ناجيات سجون النظام السوري لم يتخطين تجارب التعذيب بعد

ما زال كابوس التعذيب الذي تعرّضت له السوريات في سجون النظام يلاحقهنّ رغم نجاتهنّ من السجون، وما زلن يصررن على رواية ما شهدنه من من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خلال مكوثهنّ في سجون النظام السوريّ لسنوات.

ناجيات سجون النظام السوري لم يتخطين تجارب التعذيب بعد

من مؤتمر حركة الضمير اليوم (فيسبوك)

ما زال كابوس التعذيب الذي تعرّضت له السوريات في سجون النظام يلاحقهنّ رغم نجاتهنّ من السجون، وما زلن يصررن على رواية ما شهدنه من من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خلال مكوثهنّ في سجون النظام السوريّ لسنوات.

ونظّم نشطاء "حركة الضمير" من 105 دول حول العالم اليوم، الخميس، في إسطنبول بتركيا اجتماعًا حضره نحو ألفي ممثّل لمنظّمات المجتمع المدني في عدّة دول، بمشاركة ناجيات من سجون النظام السوري، للمطالبة بإطلاق سراح النساء والأطفال المعتقلين.

ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن إحدى المعتقلات الناجيات، وتدعى لولا خليل آغا، قولها إنها اعتقلت لثلاث سنوات في سجون النظام السوري، مع زوجها في حلب، لتنقل بعدها إلى سجن عدرا في دمشق، مضيفةً: "بقيت في سجون حلب لمدة عام تقريبًا، ومن ثم نقلونا إلى سجن عدرا، وبقيت فيها لأكثر من عام، وعلمت أن زوجي أيضا تم جلبه إلى السجن ذاته".

وأشارت آغا، إلى أن عساكر النظام كانوا يعذبونهم بطرق مختلفة وبشكل يومي، سواء كان تعذيبًا بدنيًّا أو نفسيًّا، وبيّنت: "قالوا لي إن زوجي معتقل في السجن أيضًا، وسمحوا لي برؤيته، عندما رأيته لم أستطع التعرف عليه، كان وضعه سيئًا جدًّا، هددوه بأنهم سيتحرشون بي، كانوا يُعذبوننا لساعتين يوميًّا".

وتابعت "كانوا يُعلقوننا بسقف السجن، ومن ثم يضربوننا بالعصي حتى يُغمى علينا، ومن ثم يُعذبوننا بالصعق الكهربائي، وبعدها يُعيدوننا إلى زنزانتنا مجددًا، كان هذا يتكرر كل يوم"، موضحةً أنها تعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي أمام زوجها، الذي لم يتحمل ذلك كثيرًا؛ واستطردت "عندما رأيته في المرة الأخيرة أدركت من نظراته أنه سيموت ذلك اليوم، وفي اليوم التالي أبلغوني أن زوجي توفي".

ولفتت آغا، إلى أن النظام السوري مارس طريقة التعذيب نفسها على النساء والأطفال، والرجال، والشيوخ، ومختلف الفئات العمرية دون تمييز، وأضافت "كانوا يجمعوننا في مكان واحد، وهناك معتقلين رجال وأطفال ونساء، وكانوا يُجبرون الرجال على خلع ملابسهم ومن ثم يقومون بتعذيبهم، كان بعضهم يموتون أثناء التعذيب، وبعد الانتهاء من الرجال كان يأتي الدور علينا". مشيرةً إلى أن عناصر النظام كانوا يعذبون الأطفال تحت سن 12 عاما من أجل انتزاع اعترافات من أمهاتهم، وتعذيب الشيوخ لإجبارهم على تقديم معلومات عن أماكن تواجد أبنائهم المعارضين.

وتابعت "بعد مكوثي ثلاث سنوات رهن الاعتقال، أخذوني إلى المحكمة التي أصدرت علي حكما بالسجن لستة سنوات، وفي سورية بإمكان تقديم المال لإخراجك من السجن، فقامت أسرتي بعرض مبلغ مالي كبير لعناصر النظام، وافقوا عليه وأخلوا سبيلي".

وقالت آغا أن عناصر النظام عاودوا السؤال بعد فترة وجيزة، مطالبين أموال أكثر حتّى لا تتمّ إعادتها إلى السجن لقضاء 6 سنوات، مضيفةً: "عندما سمعت بنبأ قدومهم إلى منزلي وبحثهم عني، كنت في مكان آخر، فورًا قررت مغادرة سوريا، واصطحبت أطفالي الثلاثة وفررنا نحو تركيا"، مبيّنةً أنها تُعتَبر واحدة من الأشخاص القلة الذين تمكنوا من النجاة من سجون النظام.

في المقابل، قالت المعتقلة الناجية منى كوشا، إنها اعتُقلت في 10 آب/ أغسطس 2011، في الجانب السوري من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، موضحةً أنّ سبب اعتقالها مع أسرتها هو مطالبتها بالحرية، مؤكّدةً أنها تعرضت لتعذيب قاسٍ لمدة أسبوعين خلال الاعتقال في حلب.

وبيّنت كوشا، أنه تم نقلها إلى المحكمة العسكرية في حمص، ومنها إلى المحكمة العسكرية في حلب مجددًا، ليتم لاحقًا الإفراج عنها من قبل محكمة إدلب، حيث استمرّت مدّة الاعتقال نحو 4 أشهر، ليتمّ الإفراج عنها لاحقًا مقابل مبلغ ماليّ دفعته أسرتها، ومن ثمّ سافرت مع عائلتها إلى تركيا.

وأشارت كوشا إلى تنظيم وقفة احتجاجية في الحدود التركية السورية بهدف تسليط الضوء على المعتقلين في سجون النظام والمساهمة في الإفراج عنهم؛ مشدّدةً على أن النساء المعتقلات في سجون النظام يتعرّضن للتحرش والاعتداء والاغتصاب وشتى أشكال التعذيب، ودعت العالم إلى التحرك من أجل الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب حتّى اليوم.

التعليقات