الساروت يعود إلى سورية محمولا على هتاف الحناجر

بجنازتين حاشدتين شيّعت جماهير غفيرة من السوريين منشد الثورة السوريّة، عبد الباسط الساروت، اليوم، الأحد، واحدةٌ في الريحانيّة، حيث غادر جثمان منشد الثورة السوريّة، إلى سورية، وأخرى في الدانة بريف إدلب، حيث ووري جثمانه الثّرى.

الساروت يعود إلى سورية محمولا على هتاف الحناجر

من التشييع الحاشد في الريحانيّة (ناشطون)

بجنازتين حاشدتين شيّعت جماهير غفيرة من السوريين منشد الثورة السوريّة، عبد الباسط الساروت، اليوم، الأحد، واحدةٌ في الريحانيّة، حيث غادر جثمان منشد الثورة السوريّة، إلى سورية، وأخرى في الدانة بريف إدلب، حيث ووري جثمانه الثّرى.

وهتف المتظاهرون للحريّة ولإسقاط النظام، واستعادوا هتافات الأيام الأولى للثورة السوريّة.

ويعتبر الساروت واحدًا من أبرز رموز الثورة السوريّة ضد نظام الرئيس السوري، بشّار الأسد. ورغم صغر سنّه عند اندلاع الثورة السوريّة (19 عامًا) إلا أنه قاعد العديد من التظاهرات الحاشدة، وأطلق العديد من الأغاني، أبرزها "جنّة، جنّة، جنّة".

وتوفيّ الساروت، أمس السبت، جرّاء إصابته التي أصيب بها خلال معارك بين فصائل المعارضة السورية وبين قوّات الأسد في ريف حماه، شمالي سورية.

وينتمي الساروت، وهو من مواليد 1992، إلى مدينة حمص، لأسرة هُجّرت من الجولان المحتلّ، وشارك في مظاهرات الثورة السورية منذ اندلاعها، وكان يعمل قبل الثورة حارسًا في دوري الشباب لنادي الكرامة الحمصي، أحد أعرق الأندية السورية، وهو اللقب الذي حمله، لاحقًا، بعد اندلاع الثورة، أي "حارس الثورة".

ومع محاصرة النظام السوري لحمص، وارتكابه العديد من المجازر، اضطرّ الساروت إلى حمل السلاح مع رفاقه، وقاتل ضد قوات الأسد، إلى أن غادر المدينة في العام 2014، بعد حصار دام أشهرًا.

ونعت شخصيات سورية وعربيّة الساروت، على اعتبار أنه واحدًا من أبرز رموز الثورة، إذ قال المفكّر السوري، برهان غليون، "خسرت سورية باستشهاد عبد الباسط الساروت بطلا من أبطالها ورمزا من رموز ثورة الكرامة والحرية التي أطلقها جيله وأصبح منشدها الأبرز. لكن في ما وراء ما ألهمه الساروت بكلماته وأناشيده من روح الثورة والتصميم على الانتصار، قدم الساروت نموذجا فذا للالتزام بالمبادئ وبالوفاء للقضية والتمسك برسالته التي لم يكف عن التعبير عنها في أناشيده وأفعاله. لم يترك الساروت ساحة المعركة لحظة واحدة، ولم يهرب من أي مواجهة. ولم تحبطه أية جراح أو هزائم شخصية".

وأضاف غليون إن الساروت "عاش من أجل سورية الحرة ومات في سبيلها، وسوف يبقى للأبد راية جيل كامل من الشباب السوريين الذي تجرأوا على ما لم يسبقهم إليه أحد وقرروا أن ينهوا بأي ثمن وإلى الأبد حكم الهمجية والطغيان الأعمى".

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لوالدة الساروت وهي تبكيه في المشفى، وهو الخامس من أبنائها الذي يقتل خلال الحرب التي تدور رحاها منذ العام 2011.

 

التعليقات