إردوغان يهدد الأوروبيين: سنرسل لكم 3.6 مليون لاجئ

مقاتلون من المعارضة السورية تدعمهم تركيا يتجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال في شمال شرق سورية لدعم القوات التركية التي عبرت الحدود بين البلدين، والأميركيون ينقلون قائدين من "داعش"، وروسيا تدعو إلى محادثات بين تركيا والنظام السوري

إردوغان يهدد الأوروبيين: سنرسل لكم 3.6 مليون لاجئ

إردوغان في أنقرة، اليوم (أ.ب.)

بعث الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، برسالة إلى الاتحاد الأوروبي حول العملية العسكرية التي أطلقها أمس في سورية، وتحمل اسم "نبع السلام"، لافتا إلى أنها تأتي من أجل إعادة ملايين السوريين من تركيا إلى "المنطقة الآمنة"، التي يسعى إلى إقامتها من خلال هذه العملية العسكرية.

وجاء رسالة إردوغان بهذا الصدد بواسطة تهديد وجهه خلال خطاب ألقاه في أنقرة، وقال فيه "أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3.6 مليون مهاجر (سوري)".

ويشار إلى أن بين أهداف هذه العملية العسكرية، محاربة الأكراد و"داعش"، إضافة إلى إعادة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا. وتمتد "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا السيطرة عليها قرابة 450 كيلومترا على طول الحدود التركية – السورية، ويبلغ عمقها في الأراضي السورية قرابة 32 كيلومترا.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم، إن "إسرائيل تستنكر بشدة الغزو العسكري التركي إلى مناطق الأكراد في سورية، وتحذر من تطهير عرقي بحق الأكراد من جانب تركيا وأذرعها. وإسرائيل ستبذل كل جهد من أجل تقديم مساعدات إنسانية للشعب الكردي الشجاع".

في هذه الأثناء، توغلت القوات التركية الخاصة في عمق الأراضي السورية، شرقي نهر الفرات، في اليوم الثاني من هجوم على المقاتلين الأكراد، بعد أن فتح انسحاب القوات الأميركية الباب أمام مرحلة جديدة وخطيرة في الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات.

وقال متحدث باسم مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا إنهم يتجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال في شمال شرق سورية لدعم القوات التركية التي عبرت الحدود بين البلدين. وأضاف الرائد يوسف حمود أن قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد متحصنة في المنطقة.

وتابع قائلا إن مقاتلي الجيش الوطني السوري، وهو فصيل معارض، يتحركون صوب البلدتين الرئيسيتين في المنطقة وهما تل أبيض ورأس العين. ونفى حمود تقارير لقوات سورية الديمقراطية عن اندلاع اشتباكات بينها وبين الجيش التركي على مشارف تل أبيض.

وأدان أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري الأميركي، الرئيس دونالد ترامب، لتخليه عن أكراد سورية، الذين كانوا حلفاء أوفياء للولايات المتحدة في قتال تنظيم "داعش" في سورية.

الأميركيون ينقلون قائدين في "داعش"

وكتبت وزارة الدفاع التركية على "تويتر"، اليوم، أن "أبطالنا من القوات الخاصة الذين يشاركون في عملية نبع السلام يواصلون التقدم شرقي الفرات". ونشرت الوزارة تسجيلا مصورا يظهر الجنود يطلقون النار من بنادقهم في الظلام أثناء تقدمهم.

وقال شاهد من بلدة أقجة قلعة التركية، إن زخات من الصواريخ أطلقت عبر الحدود على بلدة تل أبيض السورية وتصاعد الدخان من هدفين على الجانب السوري من الحدود. وقال شاهد آخر إن القوات التركية قصفت أهدافا قرب رأس العين، صباح اليوم، وردت قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

قصف تركي في الأراضي السورية المحاذية للحدود، اليوم (أ.ب.)

وقالت الوزارة إن الجيش التركي أصاب 181 هدفا للمقاتلين الأكراد، في ضربات جوية وبنيران المدفعية، منذ بداية العملية. وكتبت قوات سورية الديمقراطية على "تويتر" أن معسكرا يحتجز به سجناء تنظيم "داعش" تعرض للقصف في غارة جوية تركية.

وقال مسؤول أميركي إن الجيش الأميركي نقل اثنين من كبار قادة تنظيم "داعش"، كانت قوات سورية الديمقراطية تحتجزهما إلى مكان آمن. وقال مسؤول أميركي آخر إنهما ينتميان لمجموعة مقاتلين بريطانيين يطلق عليها اسم "ذا بيتلز" ارتبطت بقتل رهائن غربيين.

وتعتبر تركيا المقاتلين الأكراد جماعة "إرهابية" بسبب صلاتهم بمقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يخوضون تمردا منذ عقود في جنوب شرق تركيا.

وذكرت تقارير إعلامية تركية أن القوات دخلت سورية من أربع نقاط، اثنتان منهما قريبتان من تل أبيض والأخريان قرب رأس العين التي تقع أبعد نحو الشرق.

وقالت قوات سورية الديمقراطية إن الضربات الجوية قتلت ما لا يقل عن خمسة مدنيين وثلاثة من مقاتليها، كما أصيب عشرات المدنيين. وفر آلاف السكان من رأس العين باتجاه محافظة الحسكة التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية.

روسيا تدعو لمحادثات تركية - سورية

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، أن بلاده ترغب بحصول محادثات بين تركيا والنظام السوري حول الأكراد. وقال في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الروسية، على هامش زيارته الى تركمانستان، إنه "سندافع من الآن فصاعدا عن ضرورة إجراء حوار بين تركيا وسورية".

وأضاف لافروف أن موسكو، التي تدعم عسكريا وسياسيا النظام السوري، ستسعى أيضا إلى إجراء اتصالات بين دمشق والأكراد.

وقال لافروف من جانب آخر إنه "يتفهم قلق تركيا بخصوص أمن حدودها". ودعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، تركيا إلى "التفكير مليا" قبل الهجوم.

ودعت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، تركيا إلى وقف هجومها العسكري فورا وسحب قواتها من سورية. وأبدت الوزارة قلقها بشأن الوضع الإنساني والمخاطر المحدقة بالمدنيين في منطقة الصراع.

التعليقات