سورية: إردوغان يرفض وقف إطلاق النار وبنس يلوح بمزيد من العقوبات

رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، طلب واشنطن وقف العمليات العسكرية التي شرعت بها بلاده في شمال سورية، فيما لوحت أميركا بفرض المزيد من العقوبات على أنقرة.

سورية: إردوغان يرفض وقف إطلاق النار وبنس يلوح بمزيد من العقوبات

بنس يلتقي إردوغان بأنقرة (أ.ب)

رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، طلب واشنطن وقف العمليات العسكرية التي شرعت بها بلاده في شمال سورية، فيما لوحت أميركا بفرض المزيد من العقوبات على أنقرة.

وانتهى اللقاء بين الرئيس التركي ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس، مساء الخميس، في محاولة من بنس لدفع إردوغان إلى القبول بوقف لإطلاق النار في سورية، حيث يحاول الجيش التركي السيطرة على مدينة حدودية ثانية.

ووصل بنس إلى تركيا في مهمة لإقناع أنقرة بوقف هجومها على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، لكن مسؤولين أتراكا قالوا إن "الهجوم سيستمر بغض النظر عن أي شيء".

ورافق بنس في زيارته وزير الخارجية مايك بومبيو   والمبعوث الأميركي إلى سورية، جيمس جيفري، وعدد من المسؤولين.

وقال مراسل الأناضول إن اللقاء المغلق الذي جرى في المجمع الرئاسي بأنقرة، استمر ساعة و40 دقيقة، دون أن يتم الكشف عن مضامين اللقاء والمحاور التي أتفق عليها الجانبان.

وكان إردوغان توعد بمواصلة العملية العسكرية التي سهلها الانسحاب الأميركي من شمال سورية، ويأتي ذلك بينما تم الكشف عن رسالة بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إردوغان يقول له فيها "لا تكن أحمق".

وبعث ترامب تلك الرسالة في اليوم الذي شنت فيه تركيا هجومها على شمال شرق سورية. وقال له ترامب انه لا يريد أن يسجله التاريخ على أنه "شيطان".

وبعد أيام من بدء انسحاب القوات الأميركية، دخلت القوات التركية والمليشيات السورية الموالية لها الى قسم من بلدة رأس العين الحدودية الرئيسية رغم المقاومة للمقاتلين الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن القوات التركية والمليشيات المؤلفة من مقاتلين عرب وتركمان تستخدمهم أنقرة كقوات برية "تمكنت فجر الخميس من السيطرة على نحو نصف مساحة رأس العين بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد قوات سورية الديموقراطية، ترافقت مع غارات كثيفة مستمرة منذ ثلاثة أيام".

وقالت مراسلة لفرانس برس في الجانب التركي إنها سمعت أصوات ضربات جوية متتالية إضافة إلى قصف مدفعي وإطلاق نار.

واتهمت القوات الكردية، اليوم الخميس، تركيا باستخدام أسلحة غير تقليدية مثل الفوسفور الابيض والنابالم، الامر الذي نفته انقرة.

ونزح أكثر من 300 ألف مدني منذ بدء الهجوم، في واحدة من أكبر موجات النزوح خلال أسبوع منذ اندلاع النزاع في سورية في العام 2011، وفق عبد الرحمن.

وقال المرصد إن نحو 500 شخص قتلوا من بينهم عشرات المدنيين، غالبيتهم على الجانب الكردي.

وأمس الأربعاء أبرمت القوات التركية اتفاقا مع النظام السوري وسمحت لقواته والقوات الروسية المتحالفة بدخول بلدة كوباني الحدودية، بحسب المرصد.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس، بالرد على الهجوم الذي تشنه تركيا "بكل الوسائل المشروعة"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وقال الأسد خلال استقباله مسؤولا عراقيا إن الهجوم التركي "هو غزو سافر وعدوان واضح"، مضيفا أن سورية "سترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة"، بعدما انتشرت القوات الحكومية في مناطق عدة قريبة من الحدود التركية بموجب اتفاق مع الأكراد.

وفي مواجهة انتقادات واسعة في واشنطن بتخلي ترامب عن الأكراد، فرض الرئيس الأميركي عقوبات على ثلاثة وزراء أتراك وزاد الرسوم الجمركية على واردات بلاده من الفولاذ التركي.

وأعلن مكتب بنس أن الولايات المتحدة ستسعى إلى فرض "عقوبات اقتصادية قاسية" على تركيا في حال لم يتم التوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

 

التعليقات