الولايات المتحدة تشرع ببناء قاعدتين جديدتين شرقي سورية

كشف تقرير صحافي أن الولايات المتحدة الأميركية، شرعت خلال الأيام الأخيرة، في بناء قاعدتين بمحافظة دير الزور الواقعة تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، شرقي سورية.

الولايات المتحدة تشرع ببناء قاعدتين جديدتين شرقي سورية

قوات أميركية أثناء انسحابها من سورية مؤخرًا (أ ب)

كشف تقرير صحافي أن الولايات المتحدة الأميركية، شرعت خلال الأيام الأخيرة، في بناء قاعدتين بمحافظة دير الزور الواقعة تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، شرقي سورية.

ويأتي إعادة انتشار القوات الأميركية في عدد من القواعد العسكرية في سورية، رغم إعلانها الانسحاب منها في وقت سابق، وذلك بعد أيام من إرسال تعزيزات ضخمة لهذه القوات لحماية آبار النفط في محافظة دير الزور.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية، بأن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري في دير الزور الغنية بالنفط بعد العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ضد وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة.

وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي بدأ ببناء قاعدتين جديدتين له بدير الزور؛ إحداها في بلدة الصور بريف المحافظة الشمالي، والثانية في مقر اللواء 113 الذي كان يتبع جيش النظام السوري في ريف المحافظة الشمالي الغربي.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش الأميركي أرسل بعد إطلاق عملية "نبع السلام" تعزيزات إلى دير الزور بلغ قوامها نحو 250 جنديا وآليات ومصفحات وراجمات صواريخ.

وقالت مصادر محلية إن أرتالا عسكرية للقوات الأميركية تضم شاحنات فارغة ومدرعات وصلت إلى قاعدة السبت جنوب مدينة عين العرب كوباني في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تقدر بنحو 100 آلية وتحمل عشرات الجنود.

وتمركزت هذه القوات في ثلاث قواعد رئيسية شرقي الفرات، أبرزها قاعدة ومطار السبت وصوامع بلدة صرين بريف حلب الشرقي، وفي قاعدة الجزرة المحاذية لمدينة الرقة التي كانت مركزا للعمليات العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في وقت سابق، كما انتشرت في قاعدة قرب مدينة القامشلي.

ويتواجد الجيش الأميركي في عدد من القواعد والنقاط العسكرية الأخرى في دير الزور بعد طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من المحافظة تدردجيا على مدار ثلاث سنوات؛ وأبرز هذه القواعد والنقاط هي تلك الواقعة في حقول العمر وكونكو وجفرة وتنك للنفط والغاز.

ورجّحت تحليلات صحافية أن الاتفاق التركي الروسي بشأن شمال سورية لم يعجب الولايات المتحدة التي بدأت العودة إلى النقاط التي انسحبت منها، ولفتت تقارير إلى أن الخطة الأميركية بالانسحاب إما أنها كانت لدفع تركيا إلى التدخل بشكل كامل على طول الحدود وبالتالي دفعها نحو مواجهة شاملة مع "قوات سورية الديمقراطية" وربما روسيا والنظام، وهذا ما لم يحدث، أو أن واشنطن كانت بالفعل تريد أن تمنح المنطقة للأتراك ولكنهم أعطوها للروس.

فيما أشارت مصادر محلية إلى أن عودة القوات الأميركية لبعض قواعدها قد يأتي كانتشار مؤقت وأخذ ما تبقى من معدات عسكرية فيها ونقلها نحو محافظة دير الزور وريف الحسكة، أماكن وجود النفط.

والشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (​البنتاغون)، عبر بيان، إرسال المزيد من القوات لحماية آبار النفط  شرقي سورية؛ وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "سنحمي النفط... وسنقرر ما الذي سنفعله به في المستقبل".

فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية، عبر بيان، الولايات المتحدة بممارسة "اللصوصية" على مستوى عالمي بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سورية.

ونشرت الوزارة صورا عبر الأقمار الاصطناعية لما قالت إنها قوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سورية، معتبرة أن هذه الصور تدل على أن عمليات استخراج النفط السوري تمت تحت حماية العسكريين الأميركيين قبل وبعد هزيمة عناصر تنظيم "داعش" شرقي الفرات.

وخلط الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من سورية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الأوراق وأدى لتغيرات في خريطة السيطرة على الأرض استفاد منها كل من روسيا والنظام السوري بشكل خاص، حيث باتت قواتهم تتشارك السيطرة على نقاط ومدن ومواقع كثيرة.

التعليقات