فرنسا: سوري يقاضي نظام الأسد بتهمة قتل شقيقه وابنه

تبدأ ألمانيا يوم غد الخميس أول محاكمة في العالم تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى النظام السوري بقيادة بشار الأسد، والذي تستهدفه دعاوى مماثلة في دول عدة من بينها شكوى تقدم بها المهندس الفرنسي السوري، عبيدة الدباغ، أمام القضاء الفرنسي

فرنسا: سوري يقاضي نظام الأسد بتهمة قتل شقيقه وابنه

المهندس عبيدة الدباغ ومحاميته في باريس (تويتر)

تبدأ ألمانيا يوم غد الخميس أول محاكمة في العالم تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة إلى النظام السوري بقيادة بشار الأسد، والذي تستهدفه دعاوى مماثلة في دول عدة من بينها شكوى تقدم بها المهندس الفرنسي السوري، عبيدة الدباغ، أمام القضاء الفرنسي.

وشكّلت الشكوى التي تقدم بها الدباغ للقضاء الفرنسي متهمًا النظام السوري بالإخفاء القسري، والتعذيب، والاغتيال مقدّمةً لصدور مذكرات توقيف في العام 2018، للمرة الأولى في فرنسا، بحق ثلاثة مسؤولين سوريين، بينهم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك.

وقال الدباغ في حديثه عن قصته التي تتشابه مع قصص عشرات الآلاف من عائلات المفقودين في سجون النظام ذائعة الصيت، إنه بحث طوال خمس سنوات عن معلومات حول مصير شقيقه مازن، وابن شقيقه باتريك اللذين اعتُقلا من قبل المخابرات الجوية السورية في تشرين الأول/ نوفمبر 2013.

وعلمت عائلة المهندس لاحقًا ما جرى خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من اعتقالها، من شاهد اعتُقل في الوقت ذاته ثمّ أُطلق سراحه، ونقل الدباغ عن الشاهد قوله إنهم طلبوا منهما الانتظار واقفين ووجهيهما إلى الحائط من دون كلام، وبقيا كذلك لـ12 أو 13 ساعة متواصلة حاول خلالهم باتريك طمأنة والده لكنهم فصلوهما.

واقتادوا مازن إلى حجرة في السجن حيث زجّوا ستين شخصًا في بضعة أمتار مربّعة"، وكانت الكلمات الأخيرة التي ردّدها مازن وفقًا لما نقله الشاهد هي "توقفوا، توقفوا، أنا أختنق".

واستلمت زوجه أخ المهندس، في 20 تموز/ يوليو 2018، شهادتي وفاة مختصرتين من موظف في السجل المدني، أثارتا لديه آلاف التساؤلات حول مكان قتلهم، ودفنهم، والطريقة التي قٌتلوا فيها، وحول صحة الخبر.

وقال المهندس نقلًا عن الشاهد أن باتريك توفي بعد شهرين من اعتقاله، فيما توفي والده مازن بعد أربع سنوات، مضيفًا أن باتريك كان في التاسعة عشر من عمره وتوفي جراء التعذيب، فيما قضى مازن البالغ من العمر 59 عامًا بعد معاناته من ارتفاع في ضغط الدم إثر ظروف الاعتقال.

وأوضح المهندس أن باتريك كان في سنته الجامعية الثانية في كلية الآداب، أما مازن فكان يعمل مستشارًا تربويًا في الليسيه الفرنسية قبل اقتياد اثنيهما إلى سجن المزة سيء السمعة في دمشق، موضحًا أن العائلة ظنت حينها أن المسألة ليست أكثر من استجواب قصير.

وكشف مصور سابق كان يعمل لدى الشرطة العسكرية السورية، في عام 2014، عن 55 ألف صورة مروّعة استطاع تهريبها معه صيف عام 2013، لجثث تحمل آثار تعذيب في سجون النظام بين عامي 2011 و2013، لكن لم يكن لمازن وباتريك أثر فيها لأنهما اعتقلا بعد انشقاق قيصر.

وقال المهندس الذي قدم شكواه بعد علمه بتشكيل المكتب المركزي لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية في فرنسا، إنه "قلت في قرارة نفسي، عليّ أن أفعل كل شيء، حتى لو كان ذلك عديم الفائدة"، وتسلّم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ملفّه عام 2015، وأدت الإجراءات إلى إصدار مذكرات توقيف بحق اثنين من عناصر المخابرات السورية عام 2018.

وأوضح المهندس أن "توقيت العدالة ليس توقيتًا إنسانيًا، لكن شيئًا فشيئًا سيعلم النظام أنه ستتم ملاحقته في يوم ما"، معتبرًا أن مضي ألمانيا في محاكمة عنصري المخابرات المتهمين بممارسة التعذيب في السجون، سيسمح بأن يطّلع العالم على ما جرى ويجري في سورية.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 100 ألف شخص قضوا تحت التعذيب، أو نتيجة ظروف الاعتقال المروعة في سجون النظام، التي مرّ عليها نصف مليون شخص منذ بدأ فيه النزاع الذي وثّقت فصوله منظمات دوليّة عدّة، مستعينةً بشهادات مروعة لمعتقلين ناجين.

التعليقات