مقتل نحو ثلاثين شخصا غالبيتهم مقاتلون موالون لأنقرة في شمال سورية

قُتل نحو ثلاثين شخصا، الثلاثاء في شمال سورية، غالبيتهم مقاتلون موالون لأنقرة، جراء انفجار ألغام، وفي حوادث متفرقة شهدتها مناطق حدودية مع تركيا.

مقتل نحو ثلاثين شخصا غالبيتهم مقاتلون موالون لأنقرة في شمال سورية

من تفجير سابق بعفرين (توضيحية من الأرشيف)

قُتل نحو ثلاثين شخصا، الثلاثاء، في شمال سورية، غالبيتهم مقاتلون موالون لأنقرة، جراء انفجار ألغام، وفي حوادث متفرقة شهدتها مناطق حدودية مع تركيا.

وانفجرت سيارتان مفخختان تباعا في مدينتي الباب وعفرين في محافظة حلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما نصبت قوات سورية الديمقراطية "كمينا" لمقاتلين سوريين موالين لأنقرة قرب مدينة عين عيسى في شمال الرقة.

ولم يتضح ما إذا كانت الحوادث الثلاث متصلة.

وتسيطر القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها نتيجة ثلاث عمليات عسكرية شنتها بين العامين 2016 و2019، وتركزت ضد المقاتلين الأكراد، على منطقة حدودية واسعة تشهد بين الحين والآخر فوضى أمنية وعمليات اغتيال وتفجيرات.

وأفاد المرصد السوري، الثلاثاء، بانفجار سيارة مفخخة في مدينة الباب في شرق محافظة حلب، كان يستقلّها رئيس مخفر الشرطة في بلدة مجاورة، ما تسبّب بمقتله مع مرافقه وسائقه، بالإضافة إلى مدنيين اثنين. وتسبّب الانفجار بإصابة 19 آخرين بجروح.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار في المدينة التي سيطرت عليها القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ شباط/ فبراير 2017، إثر هجوم واسع شنته ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

ولم يستبعد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن "تكون خلايا التنظيم خلف هذا الاستهداف"، خصوصا أنه تبنى مرات عدة تفجيرات في مدينة الباب، إلا أن المنطقة تشهد أحيانا مواجهات بين الفصائل الموالية لأنقرة التي تتنافس على النفوذ.

وفي تغريدة، قال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية حول سورية في الأمم المتحدة، مارك كاتس معلقا على الانفجار وسقوط ضحايا: "لا تزال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة تشكّل بلاء قاتلا في سورية، تسبّب هذا العام وحده بمقتل 132 مدنيا على الأقلّ (بينهم 35 امرأه وطفلا) وإصابة 461 آخرين بجروح، وفقا لرصد الأمم المتحدة".

وفي وقت لاحق، أدى انفجار سيارة مفخخة في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين بجروح، بحسب المرصد.

وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ آذار/ مارس 2018، على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، إثر هجوم شنّته ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة "إرهابيين".

وغالبا ما تشهد عفرين اعتداءات مماثلة لا تتبناها أي جهة، وتتهم أنقرة المقاتلين الأكراد بالوقوف خلفها. وأدى تفجير صهريج مفخخ في 29 نيسان/ أبريل إلى مقتل 46 شخصا على الأقلّ بينهم مدنيون ومقاتلون سوريون موالون لأنقرة بحسب المرصد.

وفي ريف الرقة الشمالي، أورد المرصد أن 30 مقاتلا على الأقل من الفصائل الموالية لأنقرة تسللوا ليل الإثنين- الثلاثاء، إلى قرية معلق الواقعة عند أطراف مدينة عين عيسى، بعدما انسحبت قوات سورية الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، منها.

وتبين لاحقا أن قوات سورية الديمقراطية نصبت كمينا لهؤلاء المقاتلين، إذ قتل منهم 21 عنصرا جراء "انفجار حقل ألغام زرعته" وأصيب الباقون بجروح بعضها خطير.

وأفاد متحدث باسم قوات سورية، الديمقراطية ليلا عن "معارك عنيفة" قرب مدينة عين عيسى.

وتسيطر القوات التركية والفصائل الموالية لها منذ هجوم شنته ضد المقاتلين الأكراد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، على منطقة حدودية واسعة بطول 120 كيلومترا تمتد بين بلدة رأس العين وتل أبيض.

وينتشر المقاتلون الموالون لأنقرة منذ ذلك الحين شمال عين عيسى، حيث تدور بين الحين والآخر اشتباكات متقطعة مع قوات سورية الديمقراطية، التي كانت تتخذ من عين عيسى مقرا رئيسيا.

ومنذ منتصف آذار/ مارس 2011، تشهد سورية نزاعا داميا، تسبب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، ونزوح وتهجير أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

التعليقات