سورية: مقتل 20 من "داعش" بعملية مشتركة لروسيا وقوات النظام

جنرال روسي يقول إن بين القتلى في العملية منظم الهجوم على حافلة جنود وآخرين مرتبطين بعمليات "داعش" في درعا ومحافظة الرقة* هدوء في شمال غرب سورية بعد اشتباكات دامية بين فصائل متناحرة في المعارضة

سورية: مقتل 20 من

قوات روسية في در عا البلد بمحافظة درعا (أرشيف - Getty Images)

قال ضابط روسي كبير، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، إن القوات الروسية والسورية قتلت 20 عنصرا في تنظيم "داعش" في عملية بجنوب سورية، بينهم مسؤولون عن تفجير حافلة للجنود.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الميجر جنرال أوليغ إيغوروف قوله، إن العملية وقعت في محافظة درعا الجنوبية. وأضاف إيغوروف في إفادة صحافية، إن "المجموعة الروسية المعنية بالتفاعل مع الوحدات الأمنية التابعة للقوات المسلحة السورية قامت بعملية خاصة في بلدة جاسم بمحافظة درعا لتصفية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية".

وأشارت الوكالة الروسية إلى أن عناصر "داعش" شاركوا في تفجير حافلة، الأسبوع الماضي، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 18 جنديا سوريا بالقرب من دمشق.

تفجير حافلة لقوات النظام قرب دمشق، العام الماضي (Getty Images)

وقال إيغوروف إن من بين القتلى في العملية منظم الهجوم على الحافلة وآخرين مرتبطين بعمليات تنظيم "داعش" في درعا ومحافظة الرقة.

وكان هجوم الحافلة أحد أكثر الهجمات دموية التي تستهدف قوات الحكومة السورية منذ شهور. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم كما لم يصدر أي تعليق من السلطات السورية.

وساد هدوء، أمس، في شمال غرب سورية الخاضع لسيطرة قوات المعارضة، بعد يوم من هدنة تم التوصل إليها بوساطة تركية وأنهت اشتباكات دامية بين فصائل متناحرة، كانت تهدد باندلاع حرب داخلية أوسع بين معارضي النظام السوري، وفق ما نقلت وكالة رويترز، اليوم، عن سكان ومقاتلين من المعارضة.

وأرغمت الجماعة الرئيسية للمقاتلين المتشددين، "هيئة تحرير الشام"، التي أدرجتها الولايات المتحدة وتركيا وغيرهما ضمن التنظيمات الإرهابية، فصائل من "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من تركيا على قبول اتفاق سلام، أول من أمس السبت، وسّع قبضتها في آخر معقل رئيسي لقوات المعارضة.

وبموجب الاتفاق المبدئي، سحبت هيئة تحرير الشام قواتها من مدينة عفرين شمال محافظة حلب، والتي دخلت إليها يوم الخميس الماضي، مقابل تعهد خصومها بالعمل نحو إنشاء إدارة مدنية موحدة تحقق الاستقرار وتنهي الفوضى.

وقال مفاوضون إن الفصيلين الرئيسيين في مقاتلي المعارضة، وهما "الجبهة الشامية" و"جيش الإسلام" اللذان يعملان تحت مظلة الفيلق الثالث في "الجيش الوطني"، اتفقا على العودة إلى جبهاتهما وتفكيك الوجود العسكري في المراكز الحضرية.

شمال الرقة، أول من أمس (Getty Images)

وقالت مصادر في المعارضة وخبراء في شؤون الجماعات المتشددة إن الاتفاق يشير إلى تحقيق مكاسب جديدة للجماعة المتشددة، التي تسعى منذ فترة طويلة إلى القيام بدور اقتصادي وأمني أوسع في مناطق في شمال سورية، خارج معقلها في مدينة إدلب المكتظة بالسكان.

وقال وائل علوان، المسؤول السابق في المعارضة السورية والباحث في مركز جسور للدراسات ومقره إسطنبول، إنه "في المعارك الأخيرة بعد سيطرتها على عفرين، أصبح الآن لهيئة تحرير الشام دور أمني كبير مقارنة بما كانت عليه. وهي تطمح أيضا للتوسع بشكل أكبر".

وقالت مصادر في المعارضة المسلحة إن الاتفاق يقرب زعيم هيئة تحرير الشام، محمد الجولاني، من هدفه المتمثل في توسيع إدارة مدنية تدير الآن الخدمات العامة في منطقة إدلب بكفاءة إلى مناطق أخرى، في محاولة للتخلص من الصورة المتشددة للفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة.

وتعد تركيا الداعم الرئيسي للفصائل الرئيسية لمقاتلي المعارضة. ومنع وجودها العسكري القوي في شمال غرب سورية، كلا من روسيا ودمشق من السيطرة على ما تبقى من مناطق المعارضة.

وقال قائد كبير في المعارضة المسلحة طلب عدم ذكر اسمه، إن تركيا كثفت تدخلها لإنهاء القتال الذي أسفر عن مقتل العشرات.

وتخشى تركيا من أن تؤدي سيطرة "هيئة تحرير الشام" على جزء كبير من جيب المتمردين إلى منح موسكو الحرية في تجديد القصف المستمر للمنطقة، التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري فروا من حكم الأسد بحجة محاربة المتشددين.

وقال اثنان من قادة مقاتلي المعارضة إن طائرات روسية مقاتلة قصفت، أمس، قرية كفر جنا التي كانت مسرحا لبعض أعنف المعارك بين مقاتلي المعارضة، في رسالة من موسكو بأنها ستهاجم دون رادع مناطق تقع الآن تحت النفوذ الأوسع لهيئة تحرير الشام.

التعليقات