قصف بمسيرة تركية يوقع قتيلين وموسكو وواشنطن تطالبان بالتهدئة

القصف التركي يستهدف قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات سورية الديمقراطية، وتنطلق منها عمليات ضد "داعش". وموسكو وواشنطن تحذران من زعزعة الاستقرار في شمال سورية

قصف بمسيرة تركية يوقع قتيلين وموسكو وواشنطن تطالبان بالتهدئة

جنازة قتلى بقصف تركي في الحسكة، أمس (Getty Images)

قصفت طائرة مسيرة تركية اليوم، الثلاثاء، منطقة شمال مدينة الحسكة واستهدفت قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي قتل اثنان من عناصرها وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بخطيرة، وفق ما أفاد متحدث باسم تلك القوات والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم، إن تركيا ستشنّ "قريبًا" عملية برية في سورية ضدّ مقاتلين أكراد، مضيفا في خطاب متلفز أنه "حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا ... إن شاء الله سنقتلعهم جميعًا قريبًا بالدبابات والمدفعية والجنود".

وقال المتحدث باسم "قسد"، وعلى رأسها المقاتلين الأكراد، فرهاد شامي، لوكالة فرانس برس إن المسيرة استهدفت "قاعدة مشتركة لقوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال محافظة الحسكة".

وتنطلق من هذه القاعدة دوريات للقيام بعمليات ضد تنظيم "داعش".

وبالأمس، أفاد المرصد باستهداف طائرة مسيرة تركية سيارة عسكرية، أثناء مرورها في منطقة تبعد عشرات الأمتار عن قاعدة روسية في تل تمر شمالي غربي الحسكة، واقتصرت الأضرار على الماديات.

والاستهداف الجديد للطائرات المسيرة هو الثاني خلال ساعات، حيث استهدفت طائرة مسيرة تركية بـ4 ضربات جوية مطارين للطائرات الشراعية في ريف عامودا بمحافظة الحسكة، قبل ذلك بساعات.

وحذّر الكرملين تركيا، اليوم، من "زعزعة الاستقرار" في شمال سورية، بعد هذه الغارات التركية. ويأتي ذلك غداة تصريح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بشأن احتمال إطلاق عملية برية في الأراضي السورية.

الشرطة التركية تعتقل متظاهرين في أنقرة، أمس، ضد الهجمات التركية في سورية (Getty Images)

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، لصحافيين إنه "نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها ... لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية، مضيفا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم "داعش".

وأضاف أنه "طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد. ونواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين".

بدورها، طالبت تركيا، اليوم، حلفاءها وعلى رأسهم الولايات المتحدة بأن "يوقفوا كل دعم" لوحدات حماية الشعب، وهي الفصيل الكردي الرئيسي في سورية وتعتبرها أنقرة "إرهابية" فيما تدعمها واشنطن في محاربة "داعش".

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنه "نؤكد لجميع محاورينا، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، أن وحدات حماية الشعب تعادل حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون إرهابيًا، ونطالبهم بقوة بأن يوقفوا كل دعم للإرهابيين".

وتتهم أنقرة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب بالوقوف وراء هجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين، يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر في إسطنبول، وهو ما نفياه.

ونفذت القوات الجوية التركية عملية "مخلب السيف"، أول من أمس، عبر شن سلسلة غارات استهدفت مواقع حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال العراق وفي سورية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء أمس، بأن الغارات أسفرت عن مقتل 37 شخصًا، بينهم 18 عنصرًا من قوات النظام السوري. وأسفرت قذائف صاروخية أطلقت من سورية عن مقتل شخصين في بلدة قرقامش التركية.

التعليقات