الموت يغيب الأكاديمية والمعارضة السورية البارزة بسمة قضماني

الموت يغيّب الأكاديمية والمعارضة السورية البارزة، بسمة قضماني، عن عمر ناهز 65 عاما، بعد صراع مع المرض.

الموت يغيب الأكاديمية والمعارضة السورية البارزة بسمة قضماني

الراحلة بسمة قضماني (Getty Images)

توفيت المعارضة السورية البارزة، بسمة قضماني، عن عمر ناهز 65 عامًا في العاصمة الفرنسية، اليوم الخميس، بعد صراع مع مرض السرطان استمر سنوات.

ونعى معارضون سوريون، الأكاديمية والناشطة السياسية التي قضت أكثر من 50 عاما خارج سورية إثر نفي والدها الدبلوماسي، ناظم قضماني، بعد سجنه إثر الانتقادات التي وجهها للنظام السوري في أعقاب هزيمة حزيران/ يونيو 1967.

وقالت شقيقة الراحلة، الصحافية في جريدة ليبراسيون الفرنسية، هالة قضماني، إنّ شقيقتها توفيت في مستشفى في باريس بعد صراع مع المرض.

وقضماني، الباحثة وأستاذة العلاقات الدولية في جامعة باريس، كانت من أبرز وجوه المعارضة منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011.

وشاركت في آب/ أغسطس من العام ذاته في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، ثم انضوت في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج.

وكانت مرارًا في عداد الوفد المفاوض الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع ممثلين عن حكومة النظام السوري، بإشراف الأمم المتحدة في جنيف، والتي كانت قد انطلقت في جنيف عام 2019 لإجراء محادثات حول الدستور السوري.

وُعرفت قضماني بهدوئها ودبلوماسيتها ونضالها من أجل الحرية والديمقراطية.

وخلال سنوات الحرب في سورية وانخراطها في المعارضة السياسية، حلّت ضيفة دائمة في تقارير وسائل إعلام أجنبية، خصوصًا الناطقة بالفرنسية. وشاركت في ندوات ومحاضرات نظمتها مؤسسات أكاديمية ومنتديات سياسية عربية وأجنبية.

وكتب نديم حوري، المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح، وهي مؤسسة بحثية تعمل من أجل التغيير الديمقراطي أسستها قضماني عام 2005، على صفحته على فيسبوك: "كانت بسمة مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة من أجل سورية، بلدها الحبيب، والمنطقة العربية ككلّ والتي كانت تطمح أن تراها حرة ومزدهرة".

وأضاف "سنفتقد بسمة كثيرًا وسنفكر في طرق لتكريم إرثها الغني"، موضحًا إنها "تترك فراغا سيكون من المستحيل ملؤه".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى أصدقاؤها وعارفوها الباحثة الرصينة والشجاعة، من بينهم المفكر العربي عزمي بشارة، الذي غرّد قائلا: "عرفت بسمة قضماني منذ ثلاثين عاما. دعتني لإلقاء محاضرة في معهد ‘إفري‘ في باريس. كانت باحثة شابة ونجمة في الإعلام الفرنسي، وعرفتها في القاهرة حين كانت مديرة مؤسسة فورد فيها، ثم في مبادرة الإصلاح العربي. انضمت إلى تمثيل الثورة باحثة وخبيرة مجربة، وقيادية ديمقراطية صلبة. رحمها الله".

وقضماني، وهي ابنة دبلوماسي سوري محنّك مولودة في دمشق في نيسان/أبريل 1958، وأم لثلاثة أولاد، درّست العلاقات الدولية والإستراتيجية في جامعة السوربون خلال أكثر من خمسة عشر عامًا.

ونشرت مقالات ومؤلفات وكتبًا بينها كتاب بالفرنسية بعنوان "الشعب الفلسطيني في المنفى"، الذي خوّلها الحصول جائزة جمعية فرنسا- فلسطين عام 1998.

وحصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012 وعلى جائزة ريموند جورج للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011، لدورها في تأسيس مبادرة الإصلاح العربي والمساهمة في دعم الديمقراطية في المجتمعات العربية.

كما تعتبر بسمة قضماني إحدى أبرز وجوه الحركة السياسية النسوية السورية، إذ طالبت بحماية حقوق النساء، ودعمت مبادرات عدة لتمكين وتعزيز دور المرأة السورية، لا سيما في مجال العمل السياسي وحقوق الإنسان.

وفي الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة قبل عامين، قالت: "أنا بسمة قضماني، من يهدد الشعب السوري هو بشار الأسد، ومن يحميه هو القانون والقضاء المستقل، نريد سورية ديمقراطية دون الأسد".

التعليقات