ليبيا: المجلس الانتقالي يرفض المبادرة الأفريقية وكلينتون تطالب بتنحي القذافي

رفض المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثّل الثوار الليبيين، اليوم الإثنين "خريطة الطريق"ـ التي عرضتها اللجنة الرئاسية الإفريقية لأنه لا تتضمّن "المطلب الشعبي الأساسي" برحيل العقيد الليبي، معمر القذافي، وعدم تولّي أي من أبنائه السلطة، معتبراً ان المبادرة المطروحة ودعوتها لوقف إطلاق النار "تجاوزها الزمن".

ليبيا: المجلس الانتقالي يرفض المبادرة الأفريقية وكلينتون تطالب بتنحي القذافي

رفض المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثّل الثوار الليبيين، اليوم الإثنين "خريطة الطريق"ـ التي عرضتها اللجنة الرئاسية الإفريقية لأنه لا تتضمّن "المطلب الشعبي الأساسي" برحيل العقيد الليبي، معمر القذافي، وعدم تولّي أي من أبنائه السلطة، معتبراً ان المبادرة المطروحة ودعوتها لوقف إطلاق النار "تجاوزها الزمن".

وقال رئيس المجلس، مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحافي تبع اجتماعاً مغلقاً مع أعضاء اللجنة التي تضم رؤساء موريتانيا ومالي والكونغو ووزير خارجية أوغندا، ممثلاً لرئيس بلاده، ومفوض مفوضية الاتحاد الإفريقي، إن الشعب الليبي يطالب بـ"رحيل القذافي وأبنائه ونظامه" لذلك فإن "أي مبادرة لا تتضمن هذا المطلب الجماهيري الشعبي الأساسي هي جديرة بالالتفاف عنها".

وأضاف أن "على معمّر القذافي وأبنائه الرحيل فوراً إن أراد أن ينجو بنفسه وإلاّ فطوفان الجماهير قادم إليه"، مؤكداً "اننا لا يمكن أن نتفاوض على دماء شهدائنا، سنموت معهم أو ننتصر، وبإذن الله سننتصر".

وأعرب عن شكر المجتمع الدولي وقوات التحالف التي كان لها دور كبير في حماية المدنيين، مؤكداً انه لولا الضربات الجوية "لكنّا في هذه المدينة في خبر كان".

وأضاف "نحيي جهودهم ونطلب منهم المزيد وفقاً للقرار الدولي الذي ينص على حماية المدنيين واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لذلك".

ووصف المبادرة بأنه "تجاوزها الزمن"، لأن الثوّار الليبيين عرضوا وقف النار منذ فترة طويلة ولكن قوات القذافي واصلت قصف المدنيين ومواقع الثوار.

ووصل أعضاء اللجنة الرئاسية الأفريقية الخماسية صباح اليوم الإثنين إلى مطار بنينا الدولي ببنغازي معقل الثوار غداة إجرائهم محادثات في طرابلس مع الزعيم الليبي معمر القذافي أمس، بهدف بحث حل الأزمة.

وكان الرئيس الجنوب الإفريقي جاكوب زوما غادر طرابلس الليلة الماضية لارتباطه بالتزامات خارجية، بعدما أعلن ان القذافي وافق على خريطة الطريق التي عرضها الاتحاد الإفريقي.

وقال مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة في مؤتمر صحافي عقده في الساعات الأولى من فجر اليوم أن خريطة الطريق للسلام تتضمن "وقفاً فورياً لإطلاق النار وتشجيع إجراء حوار وطني وحماية الرعايا الأجانب في ليبيا وتقديم المساعدات الإنسانية".

وفي ما يتعلق بإمكانية تنحّي القذافي، قال العمامرة إنه "جرى بعض النقاش بشأن ذلك ولكن لا أستطيع التحدث عن ذلك"، مشدداً على ضرورة أن "يبقى الأمر سرياً"، مضيفاً أنه "يعود للشعب الليبي اختيار زعيمه بشكل ديمقراطي".

وكان الثوار الليبيون استبقوا مجيء الوفد بالتأكيد على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يسبقه انسحاب قوات الكتائب من الشوارع وإطلاق حرية التعبير.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي شمس الدين عبد المولى إنه "يجب أن يسمح للناس بالذهاب إلى الشارع للتعبير عن رأيهم ويجب أن تعود الكتائب إلى ثكناتهم".

وأضاف أنه "إذا شعر الناس بأنهم أحرار في الخروج وفي الذهاب للتظاهر في طرابلس عندها أعتقد أن ليبيا ستتحرر بأسرها في وقت قصير جداً".

وذكرت "برنيق" ان الآلاف من سكان مدينة بنغازي والمناطق الشرقية تجمعوا اليوم أمام فندق تبيستي قبيل وصول الوفد، مطالبين بتنحي القذافي وأبنائه عن الحكم في ليبيا والرحيل عن البلاد.

وقال المتظاهرون إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يسبقه تنحي القذافي وانسحاب كتائبه من الشوارع وإطلاق حرية التعبير، كما رفض المتظاهرون زيارة هذا الوفد وقالوا إنهم أصدقاء مقربو للقذافي ولا يريدون إلاّ مصالحته.

وأكد المتظاهرون على أن اتفاقاً يبقي معمر القذافي وأولاده في السلطة لن يقبل، وطالبوا في شعارات رفعوها بعدة لغات بضرورة فك الحصار عن المناطق المحاصرة وانسحاب الكتائب الأمنية منها.

إلى ذلك، جددت وزير الخارجية الأميركية هيلاري اليوم الإثنين دعوة العميد الليبي معمّر القذافي للتنحّي ومغادرة ليبيا. وقالت في مؤتمر صحافي بعد لقاء جمعها بوزير الخارجية الفنلندي ألكسندر ستوب، ان الولايات المتحدة تعتقد ان هناك "حاجة لانتقال للسلطة يعكس إرادة الشعب الليبي ومغادرة القذافي من السلطة ومن ليبيا".

وأضافت ان واشنطن "أكدت بشكل واضح اننا نريد رؤية وقف لإطلاق النار. نريد أن نرى النظام الليبي ينسحب من المناطق التي دخلها بالقوة. نريد أن نرى عودة الكهرباء والماء والخدمات الأخرى إلى المدن التي ارتكبت فيها قوات القذافي فظائع ووصول المساعدة الأمنية إلى الشعب الليبي. هذه الشروط لا يمكن التفاوض عليها".

ولم تعلّق كلينتون على المبادرة التي طرحها الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة في ليبيا والتي تنص بشكل خاص على وقف إطلاق النار وقالت انها تريد الإطّلاع على المبادرة بالكامل من المشاركين فيها.

من جهته رأى الوزير الفنلندي ان على الاتحاد الأوروبي أن يشارك في مستقبل ليبيا خصوصاً في ما يتعلق بالحوار السياسي، وقال "يجب أن يكون هناك حياة بعد القذافي وعلى الاتحاد الأوروبي أن يستعد لذلك".


 

التعليقات