قصفت المدفعية الحكومية الليبية مدينة مصراتة المحاصرة يوم الثلاثاء، وقالت الثورة الليبية المسلحة إنها صدت هجومين للقوات الموالية لمعمر القذافي.
وقال أحد مقاتلي الثورة، اسمه محمد أبو شعرة، وفقا لرويترز: "وقع قتال ضار في شارع طرابلس، وحافظ مقاتلو الثورة على مواقعهم، وكذلك وقع قتال كثيف في الجانب الشرقي من مصراتة على طريق النقل الثقيل، وصد الثوار الهجوم."
ويربط شارع طرابلس الرئيسي بين وسط المدينة والمشارف الغربية لها، بينما يؤدي طريق النقل الثقيل إلى الميناء الذي تسيطر عليه الثورة، وقال أبو شعرة إن خسائر في الأرواح وقعت خلال القتال، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال شاهد إن قوات معمر القذافي قصفت أيضا المدخل الغربي لبلدة أجدابيا الواقعة تحت سيطرة الثوار في شرق ليبيا.
وأضاف أنه تردد دوي نحو ثمانية انفجارات، ناجمة على ما يبدو عن نيران مدفعية عند المدخل الغربي.
وكانت قوات الثورة قد استعادت السيطرة على أجدابيا أمس الاثنين، بعد يومين من دفعها للتقهقر إلى المشارف الشمالية للمدينة، وقد سحبت قوات القذافي الأسلحة الثقيلة من بعض أحياء المدينة، لكنها واصلت القصف، كما هاجمت عدة مناطق في الزنتان جنوب غربي طرابلس.
وأجدابيا واقعة على تقاطع طرق يؤدي إلى الشرق الواقع تحت سيطرة الثورة، وقد كانت مركزا لمعارك شرسة خلال الشهرين المنصرمين.
الأطلسي: قوات القذافي ستعتمد أسلوب الكر والفر في قتالها قوات الثوار
من جهة أخرى، قال حلف شمال الأطلسي الثلاثاء، إن معمر القذافي لا يبدي بوادر تخل عن العمل العسكري، ومن المتوقع أن يلجأ إلى أسلوب الكر والفر، بعد تعرض قواته لهجمات دمرت أسلحتها الثقيلة.
وقال البريجادير، جنرال مارك فان أوم، من هيئة أركان قوات حلف الأطلسي، إن الحلف نفذ 155 طلعة جوية في المتوسط يوميا على مدى الأسبوع الأخير، وركز على منع قوات القذافي من استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المدنية.
وقال فان أوم: "القوات الموالية للقذافي لا يمكنها أن تقاتل أينما شاءت، وأن تقاتل كيفما شاءت، وأن تستخدم ما شاءت من أسلحة؛ ومع ذلك فلا شيء يشير إلى أن القذافي لديه أي نية لوقف العمليات"، مضيفا أن الحلف يتوقع أن يرى بدلا من ذلك تغييرا في الأساليب.
ومضى قائلا: "نتيجة لتعرض منظومات أسلحته الثقيلة للضرب الشديد في الأيام القليلة الأخيرة، فنحن نتوقع أن تفضل القوات الموالية للنظام أساليب الكر والفر، باستخدام طوابير الآليات التي تتألف من شاحنات صغيرة، لإنهاك قوات الثورة نفسيا، لا للسيطرة على أراض"، وقال فان أوم إن الوضع العسكري "متحرك ومتبدل ويتغير باستمرار."
وقال أوم أيضا: "يركز حلف شمال الأطلسي انتباهه على تدمير المعدات العسكرية الثقيلة، التي تمثل الخطر الأكبر على المدنيين، لكن الضربات الجوية تستهدف أيضا مخازن الذخيرة وخطوط الاتصالات لقطع الامدادات عن هذه القوات."
وأكاد فن أوم أن "خط المواجهة يقع من جديد بين أجدابيا والبريقة"، وذلك بعد انسحاب قوات القذافي منها نحو البريقة، حيث نشرت عناصرها القيادية شرقي المدينة، بينما نشرت قوات المعارضة عناصرها جنوب غربي أجدابيا.
ردا على الانتقادات لأداء الأطلسي: "حظر السلاح سار، ومنطقة حظر الطيران فعالة، ونقوم بالعمل على أتم وجه"
وفي رد على انتقادات وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، الذي قال إن حلف الأطلسي لا يقوم بالجهد الكافي في ليبيا، قال فان أوم إن الحلف قام بعمليات "بوتيرة عالية للغاية" في الأيام القليلة الأخيرة، وأضاف: "نحن نقوم بالعمل على أتم وجه، وننجز مهمتنا بما لدينا من موارد، ولذا فمن الصعب أن نقول إننا نحتاج إلى المزيد."
ومضى قائلا: "عندما تنظر إلى المهمة تجد أن حظر السلاح سار، ومنطقة حظر الطيران فعالة، نحن نحمي المدنيين ومن ثم نحن ننفذ مهمتنا."
وسلم فان أوم بأن حلف الأطلسي يمكنه أن يقوم بالمزيد، مع توفر مزيد من الطائرات، لكنه قال إن تخصيص الموارد قرار يخص دول الحلف الثماني والعشرين.
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي، كارمن روميرو، إن الحلف ينفذ التكليف الصادر عن الأمم المتحدة بفعالية، مضيفة: "لدينا 200 طائرة، وبمقدورنا حاليا أن نقوم بعمليات بوتيرة عالية للغاية، باستخدام الموارد المتاحة لنا."
وقال فان أوم، إن الحلف قام بما يزيد على 1900 طلعة جوية منذ اضطلاعه بالعمليات فوق ليبيا، في 31 مارس / آذار، من بينها 800 طلعة هجومية.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء، إن حلف شمال الأطلسي لم يطلب من الولايات المتحدة استئناف توجيه ضربات جوية إلى ليبيا، مع انتقاد فرنسا، وبريطانيا، لحملة القصف التي يقوم بها الحلف، لأنها أخفقت في وقف الهجمات ضد المدنيين.
وقال الكولونيل ديفيد لابان، المتحدث باسم البنتاجون، إن الأطلسي المؤلف من 28 عضوا، لم يطلب أي تغيير للدور العسكري الأمريكي في ليبيا، حيث أوقفت الطائرات الامريكية هجماتها على أهداف ليبية بعد المرحلة الأولى من العملية العسكرية.
التعليقات