بريطانيا ترسل مستشارين عسكريين إلى بنغازي، والأطلسي يقول إن قدراته محدودة في فك الحصار عن مصراتة

مسؤول عسكري في الأطلسي: ألحقنا أضرارا بالغة في أسلحة القذافي الثقيلة، ولكن ما زال لديه الكثير * الجنرال فان أوم: قوات القذافي تخفي الدابات في الأحياء السكنية، وتستخدم المدنيين دروعا بشرية * بريطانيا ترسل مستشارين عسكريين إلى بنغازي لتحسين تنظيم الثوار واتصالاتهم * الخارجية الروسية: قرار مجلس الأمن لم يهدف قط إلى الإطاحة بالقذافي، وهناك من ينتهك هذا القرار * وفد المستشارين العسكريين البريطانيين لن يساعد الثوار في التخطيط للعمليات العسكرية

بريطانيا ترسل مستشارين عسكريين إلى بنغازي، والأطلسي يقول إن قدراته محدودة في فك الحصار عن مصراتة

الجنرال مارك فان أوم - المسؤول العسكري في الأطلسي

قال حلف شمال  الأطلسي يوم الثلاثاء، إنه دمر عشرات الدبابات والعربات المدرعة التي تحاصر مدينة مصراتة الليبية، لكنه اعترف بأن هناك حدودا لما يمكن للقوة الجوية أن تفعله لإنهاء الحصار.

وقال البريجادير جنرال مارك فان أوم، عضو الفريق العسكري بالحلف: "نحن نراقب الوضع في مصراتة، وخلال الأيام العشرة الماضية كان القتال شديدا."

وأضاف في مؤتمر صحفي: "نفذت قواتنا العديد من الضربات في مصراتة وحولها، ودمرنا أكثر من 40 دبابة وعدة عربات قتال مدرعة هناك."

وتابع قائلا، إن طياري الحلف دمروا راجمات صواريخ متحركة تخص القوات الموالية لمعمر القذافي، كانت تطلق النار على المدينة ليل الاثنين.

وأضاف: "لكن هناك حدودا لما يمكن للقوة الجوية أن تحققه لوقف القتال في المدينة، نحن نتخذ كل الاجراءات الاحترازية لتجنب سقوط قتلى أو جرحى بفعل عمليات قواتنا الجوية، ما نقوم به هو مهاجمة قدرة النظام على الإمداد ومواصلة هذه الهجمات، ليس فقط في منطقة مصراتة، وإنما أيضا في أنحاء البلاد."

مسؤول عسكري في الأطلسي: ألحقنا أضرارا بالغة في أسلحة القذافي الثقيلة، ولكن ما زال لديه الكثير

وقال الأميرال جيامباولو دي باولا، المسؤول العسكري الكبير في الحلف، في مؤتمر صحفي في روما، إن هجمات الحلف "ألحقت ضررا بالغا" بالأسلحة الثقيلة للقذافي، ولكن ما تبقى لديه "ما زال كبيرا"، وأضاف: "للأسف لم ننجح في تحييد القدرات الهجومية الأخرى لدى القذافي باستخدام أسلحة أقل قوة، وهي أيضا مدمرة وقاتلة مثل المورتر والصواريخ."

وتابع: "القذافي قادر على تحريكها في المدن وداخلها، حيث يكون من الأصعب بكثير تحديد موقعها وتحييدها دون التسبب في خسائر، هذه هي الصعوبة التي يناقشها المجتمع الدولي في الوقت الحالي."

ودعت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إلى وقف لإطلاق النار في مصراتة، قائلة إن 20 طفلا على الأقل قتلوا في هجمات شنتها القوات الحكومية على مناطق تسيطر عليها الثورة  الليبية في المدينة.

وتقول جماعات المعونة الانسانية، إن الأوضاع تزداد سوءا في المدينة التي يعيش بها 300 ألف نسمة، والتي تعاني نقصا في الأغذية والأدوية واحتياجات أساسية أخرى.

الجنرال فان أوم: قوات القذافي تخفي الدابات في الأحياء السكنية، وتستخدم المدنيين دروعا بشرية

وقال فان أوم، إنه لا يرى حاجة لنشر قوات برية لحماية شحنات المساعدات التي عرض الاتحاد الأوروبي تقديمها، وهو ما لم تطلبه الأمم المتحدة بعد.

واتهم قوات القذافي بقصف مصراتة "بشكل عشوائي"، وقال لإنها تزيد جهود قوات الحلف تعقيدا بإخفاء الدبابات في المناطق المدنية، واستخدام المدنيين دروعا بشرية.

وسلطت مأساة مصراتة الضوء على حدود الحملة الجوية التي تشنها قوات حلف الأطلسي، التي تستهدف شل قدرة القوات الجوية للقذافي، ومنع الهجمات على المدنيين.

ويرفض كثير من الأعضاء في الحلف المضي أبعد من فرض منطقة حظر الطيران التي سمحت بها الأمم المتحدة، ومهاجمة قوات القذافي، رغم إلحاح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تريد إزاحة القذافي من السلطة.

وقال محللون، إن الحلف قد لا يكون أمامه خيار سوي تصعيد عملياته العسكرية في ليبيا، واستخدام طائرات هليكوبتر أو سفن حربية ضد قوات القذافي، لوقف نزيف الدم في مصراتة، وكسر الجمود العسكري.

وامتنع فان أوم عن التعليق عندما سئل عن إمكانية استخدام الطائرات الهليكوبتر، والسفن الحربية، وقال: "عموما لدينا الموارد اللازمة لتنفيذ المهمة."

وقال مسؤولون في الحلف، إن مهمة الحلف ينقصها عشر طائرات حربية، ورفضت الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف في اجتماع لوزراء خارجية الحلف الأسبوع الماضي، نداءات فرنسية وبريطانية لتكثيف دورها في الحملة الجوية؛ وقال فان أوم، إن الحلف لديه الآن عتاد أكبر مما كان لديه يوم الجمعة، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل.

بريطانيا ترسل مستشارين عسكريين إلى بنغازي لتحسين تنظيم الثوار واتصالاتهم

من جهة أخرى، قالت بريطانيا يوم الثلاثاء، إنها سترسل ضباطا عسكريين لتقديم المشورة للثوار الليبيين، في خطوة من المرجح أن تثير انزعاج منتقدين، يقولون إن الغرب يسيء تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين.

وقالت لندن، إنها سترسل الضباط الذين يعتقد أن عددهم أكثر من عشرة إلى ليبيا، لمساعدة الثوار بشأن كيفية تحسين تنظيمهم واتصالاتهم، ولكن دون تدريبهم على القتال أو تسليحهم.

وفي حين يواجه الصراع في ليبيا احتمال الدخول في حالة جمود لفترة طويلة، تبحث القوى الغربية عن سبل لتعزيز الثوار الذين اتسمت جهودهم القتالية بالتشوش.

وقال وليام هيج، وزير الخارجية البريطاني، إن قرار إرسال مستشارين عسكريين يتماشى مع قرار الأمم المتحدة الذي يستهدف حماية المدنيين في ليبيا، ونفى أن تكون بريطانيا تعمل على "نشر قوات على الأرض في ليبيا."

وليام هيج - وزير الخارجية البريطاني

وقال هيج لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.): "لن يكون هناك غزو بري لليبيا"، ويحظر القرار الأممي إرسال قوات احتلال أجنبية للأراضي الليبية.

ومن المرجح أن تغضب الخطوة البريطانية روسيا، التي قالت بالفعل إن المحاولات الغربية للإطاحة بمعمر القذافي تنتهك قرار الأمم المتحد، الذي لا يجيز استخدام القوة إلا في حماية المدنيين.

الخارجية الروسية: قرار مجلس الأمن لم يهدف قط إلى الإطاحة بالقذافي، وهناك من ينتهك هذا القرار

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في بلجراد يوم الثلاثاء: "مجلس الأمن لم يهدف قط للإطاحة بالنظام الليبي، كل من يستخدمون قرار الأمم المتحدة حاليا لذلك الغرض إنما ينتهكون التفويض الذي منحته الأمم المتحدة."

وأحدثت الخطوة كذلك بعض الانقسام بين مؤيدي حكومة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الائتلافية.

وطلب عدد من أعضاء البرلمان البريطاني من حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون، دعوة البرلمان من عطلته للانعقاد لبحث هذه الخطوة، قائلين إن الساحة تغيرت منذ أن وافق البرلمان الشهر الماضي على مشاركة بريطانيا في فرض منطقة حظر للطيران على ليبيا.

وقال جون بارون، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، إنه توجد أدلة واضحة على حدوث توسع في المهمة، وقال لمحطة سكاي نيوز: "تحولت منطقة حظر الطيران بالفعل إلى القوة الجوية للمعارضين."

وأبدى بيتر بون، وهو أيضا عضو البرلمان عن حزب المحافظين، مخاوف من أن بريطانيا "منحازة في حرب أهلية" على ما يبدو.

وعارض بارون مشاركة بريطانيا في فرض منطقة حظر الطيران في التصويت في البرلمان الشهر الماضي، بينما امتنع بون عن التصويت.

وفد المستشارين العسكريين البريطانيين لن يساعد الثوار في التخطيط للعمليات العسكرية

وأدت تجربتا بريطانيا في العراق وأفغانستان، حيث قتل عدد كبير من الجنود البريطانيين، إلى التريث بخصوص المشاريع العسكرية في الخارج.

وتعهد زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الأسبوع الماضي، بمواصلة الحملة العسكرية، إلى أن يترك معمر القذافي السلطة.

سيرجي لافروف - وزير الخارجية الروسي

وقالت وزارة الخارجية البريطانية، إن المستشارين العسكريين سيوسعون الطاقم الدبلوماسي البريطاني في بنغازي، معقل الثورة الليبية.

وأضافت الوزار، أن فريق المستشارين العسكريين سيقدمون المشورة للمجلس الوطني الانتقالي المعارض، بشأن كيفية تحسين تنظيمهم واتصالاتهم، والدعم بالإمداد والتموين، ولكنهم لن يساعدوا الثوار في تخطيط عملياتهم العسكرية.


وقدمت الحكومة البريطانية معدات اتصال، ودروعا واقية للثورة الليبية، ولكنها لم تتخذ أي قرار بتزويدها بالسلاح الذي يريده الثوار، كي يكونوا ندا للقوة النارية لدى قوات القذافي.

التعليقات