واشنطن تقدم دعماً مالياً للثوار وإيطاليا وفرنسا ترسلان "ضباط إتصال"

ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" اليوم الأربعاء أن الإدارة الأميركية أبلغت الكونغرس أنها قررت منح الثوار الليبيين مساعدات غير قتالية بقيمة 25 مليون دولار.

واشنطن تقدم دعماً مالياً للثوار وإيطاليا وفرنسا ترسلان

ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" اليوم الأربعاء أن الإدارة الأميركية أبلغت الكونغرس أنها قررت منح الثوار الليبيين مساعدات غير قتالية بقيمة 25 مليون دولار.

ونقلت الصحيفة عن القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون التشريعية، جوزيف ماكمانوس، قوله في رسالة بعثها إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في 15 نيسان/أبريل الجاري وحصلت "واشنطن تايمز" على نسخة منها إن "الإجراءات التي اقترحها الرئيس ستوفر المساعدة الضرورية العاجلة غير القتالية" للثوار.

وأضاف أن هذه المساعدات تهدف إلى دعم الجهود لحماية المدنيين والمناطق الليبية التي تعج بالمواطنين والمعرضة للهجمات.

ولفتت مذكرة مرفقة بالرسالة الى أن الإذن الجديد للمساعدة سيشمل "الآليات، وصهاريج النفط، وسيارات الإسعاف، والأجهزة الطبية، وستر الحماية، ومناظير الرؤية الليلية".

وأشارت المذكرة إلى أن الولايات المتحدة وجدت المجلس الوطني الانتقالي الليبي ملتزماً بإجراء إصلاحات ديمقراطية.

وأضافت أن تواصل الحكومة الأميركية مع المجلس أوضح أن الأخير يرفض الإرهاب، ويتبنى اتفاقيات جنيف، ويؤكد عزمه على بناء مؤسسات ديمقراطية لتأمين مستقبل علماني يضمن أكبر مشاركة للمواطنين الليبيين.

وأبلغت الرسالة الكونغرس بأن الإدارة الأميركية أجازت "لأي وكالة حكومية أميركية تقديم المساعدة لدعم جهود المجموعات الليبية مثل المجلس الوطني الانتقالي لحماية المواطنين والمناطق التي تعج بالمواطنين والواقعة تحت التهديد في ليبيا".

ولم تذكر الرسالة كيفية توصيل المساعدة أو إن كانت القوات الأميركية معنية.

إلى ذلك، أعلنت فرنسا وايطاليا اليوم إرسال ضباط اتصال الى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي استقبل الرئيس نيكولا ساركوزي رئيسه مصطفى عبد الجليل بعد ظهر اليوم.

وأمام خطر انزلاق عسكري للحلف الاطلسي في المستنقع الليبي واحتدام الجدل حول تدخل غربي على الارض، اكدت باريس وجود "عدد صغير" من الضباط يقل عن العشرة في بنغازي لاسداء النصح للثوار.

كما أعلنت ايطاليا مبادرة مماثلة مع اعلان وزير دفاعها انياسيو لا روسا وضع عشرة مدربين عسكريين تحت تصرف المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي يمثل الثوار. وكانت لندن قد سبقتهما امس باعلانها ارسال نحو عشرين مستشارا عسكريا.

وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه "في اطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي ارسلت فرنسا الى مبعوثنا الخاص في بنغازي عددا صغيرا من ضباط الاتصال للتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي".

وأضافت أن "الهدف يتمثل تحديدا في تقديم النصح الى المجلس الوطني الانتقالي وخاصة في النواحي التقنية واللوجستية والتنظيمية للمساهمة في تعزيز حماية المدنيين وتحسين توزيع المساعدات الانسانية والطبية".

ومع اعلانها عن هذه المهمة حرصت باريس اليوم على التأكيد من جديد على انه ليس من الوارد نشر قوات على الارض لمساعدة الثوار الليبيين.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه مجددا هذا الموقف اليوم لدى خروجه من الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء. لكنه اعتبر ان النقاشات التي تدور حاليا حول تدخل قوات برية في ليبيا "يستحق تفكيرا دوليا".

واثر اجتماع ساركوزي ومصطفى عبد الجليل اعلنت الرئاسة الفرنسية ان المجلس الوطني الانتقالي "لم يطلب على الاطلاق نشر قوات على الارض". إلا أن الثوار الذين يسيطرون على مدنية مصراته (غرب) المحاصرة طلبوا الثلاثاء للمرة الاولى نشر قوات غربية على الارض لانقاذهم، لا سيما وان نظام العقيد معمر القذافي يبدو اكثر ثقة وتفاؤلا في تطور الوضع العسكري لصالحه.

واوضح الاليزيه أن وفد المجلس الوطني الانتقالي الذي تم استقباله في باريس طالب بـ"تكثيف" الضربات الجوية لقوات الزعيم الليبي وخاصة في هذه المدينة التي تبعد 200 كلم شرقا عن طرابلس وحيث "الوضع شديد الخطورة".

واشار المصدر نفسه الى ان الثوار "يطالبون باستمرار المساعدة الانسانية وزيادتها" وان الرئيس الفرنسي اجابهم "سوف نساعدكم".

وكانت فرنسا اول دولة تعترف في العاشر من اذار/مارس الماضي بالمجلس الوطني الانتقالي كمحاور شرعي في ليبيا. وحتى الان لم تحذ حذوها سوى ايطاليا وقطر.

وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل للصحافيين انه "دعا الرئيس الفرنسي الى زيارة بنغازي" معقل التمرد. مضيفا "اعتقد ان ذلك سيكون له اهمية معنوية كبيرة للثورة".

وللتدخل في ليبيا يستند الغربيون الى قرار مجلس الامن رقم 1973 الذي يجيز "استخدام كل الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين والمناطق الاهلة بالمدنيين المهددة بهجمات (...) مع استبعاد وجود اي قوة احتلال اجنبية تحت اي مسمى على اي جزء من الاراضي الليبية".

ويشكل وجود ضباط الاتصال الغربيين في بنغازي احد الردود الممكنة على الصعوبات العسكرية التي يلقاها الثوار والحلف الاطلسي الذي يقصر تحركه على الضربات الجوية.

وكان مسؤول غربي صرح الاسبوع الماضي لمراسل فرانس برس في ليبيا، طالبا عدم ذكر اسمه، ان لدى فرنسا وايطاليا وبريطانيا ملحقين عسكريين في بنغازي لنقل معلومات الى الحلف الاطلسي بشأن الوضع على الجبهة والاهداف المحتملة.

التعليقات