"ليبيا بين التقسيم أو التدخل البري الأجنبي"

تناغم بين تصريحات مسؤولون أوروبيون وأمريكيون والمجلس الوطني الانتقالي بشأن إدخال قوات برية أجنبية * مسؤول أمني أوروبي: النتيجة المرجحة تقسيم بحكم الأمر الواقع لفترة طيولة قادمة

تزامنت تصريحات مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بشأن تعزيز القذافي لمواقعه واحتمال استمرار القتال لفترة طويلة، وبالتالي فمن المرجح تقسيم البلاد لفترة أو طويلة إذا لم يتم إدخال قوات برية أجنبية لحسم المعركة، - تزامنت- مع تصريحات المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي بأنه لا ضير من وجود قوات برية أجنبية لحماية المدنيين.
 
قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن القذافي عزز موقفه في وسط وغرب ليبيا بما يكفي لاستمرار المواجهة بينه وبين الثورة المسلحة إلى أجل غير مسمى.
وقال مسؤول أمني أوروبي يتابع الأحداث في ليبيا عن كثب إن "رجال القذافي يشعرون بالثقة تماما."
 
وأضاف أن النتيجة المرجحة هي "تقسيم بحكم الأمر الواقع لفترة طويلة قادمة بسبب تحسن موقف القذافي وضعف قوات المعارضة المسلحة غير المدربة والتي تحارب بأسلحة متهالكة".
 
وعلى صلة، وقال البيت الأبيض، يوم أمس الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لايزال معارضا لإرسال جنود أمريكيين الى ليبيا، لكنه يدعم الخطوات التي تتخذها بريطانيا وفرنسا لنشر وحدات عسكرية صغيرة لتقديم المشورة للثورة.
 
وقالت وزارة الخارجية الامريكية إنها توصي بأن يوافق أوباما على تقديم مؤن طبية وأجهزة لاسلكي ودروع واقية من الرصاص ووجبات جاهزة ومساعدات أمريكية أخرى قيمتها 25 مليون دولار للثوار لكن المساعدات لن تشمل أسلحة.
 
وعلى الرغم من الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي والخطوات التي تتخذ لتعزيز القوات المناوئة للقذافي فإن وكالات مخابرات أمريكية وأوروبية ترى أنه عزز سيطرته على طرابلس ومعظم غرب ليبيا.
 
ويقول المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إن قوات القذافي نجحت الآن في الوصول بالصراع مع قوات الثوار إلى حالة من الجمود.
 
ويقول بعض مسؤولي الأمن القومي الأمريكي والأوروبي إن قوات القذافي ستعيد تنظيم صفوفها قريبا بما يسمح لها بالتفكير في التحرك صوب بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا حيث بدأت دول حلف الاطلسي وقطر تقديم المساعدات للثوار.
 
وقال مسؤول أمريكي "لا أحد يستطيع أن يتكهن بما قد يفعله واحد من أكثر الحكام الشموليين في العالم الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم."
وأضاف المسؤول "ربما يكون جزءا من إستراتيجية القذافي تعزيز قوته في طرابلس والجزء الغربي من ليبيا."
 
واستطرد قائلا "في هذه المرحلة سيكون مسيطرا على معظم أنحاء ليبيا وحينذاك يمكن أن يقرر في إحدى المراحل مدى الشراسة التي يريد التعامل بها مع الشرق في أماكن مثل بنغازي."
 
ويقول بروس ريدل خبير شؤون الشرق الأوسط السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) إن عدم التوصل إلى حل للصراع ربما يمثل مخاطر غير مقبولة على واشنطن وحلفائها.
 
وأضاف "الدخول في حالة جمود في ظل التقسيم بحكم الأمر الواقع يعني جرحا مفتوحا على ساحل البحر المتوسط سيستغله المتشددون... يجب ألا يسمح الزعماء الأمريكيون والأوروبيون بأن يحدث هذا."
 
ويقول ريدل إنه إذا تحقق هذا السيناريو فإنه لا يرى بدائل كثيرة بخلاف إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا جديدا يجيز نشر قوات برية ضد القذافي.
 
وأضاف "قوات القذافي ليست بهذه القوة. ستنتصر قوة محترفة من حلف شمال الاطلسي بسرعة ثم يتم الانتقال إلى قوة لتحقيق الاستقرار تابعة للأمم المتحدة تضم فرقا عسكرية من دول إسلامية" مشيرا إلى باكستان واندونيسيا وتركيا كمساهمين محتملين في قوة لحفظ السلام.
 
ومضى يقول إن من غير المرجح أن يحدث هذا دون دعم الولايات المتحدة "لكننا لا نريد أن نشكل (الأمريكيون) القسم الأكبر".
 
وتتزامن هذه التصريحات مع قول متحدث باسم الثورة الليبية، يوم أمس الأربعاء، إنها لا تعترض على وجود قوات برية أجنبية لحماية ملاذ آمن للمدنيين.
 
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي المعارض عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي في بنغازي إن حلف شمال الأطلسي يقوم بمزيد من الجهد لحماية المدنيين من خلال حملته من الضربات الجوية.
 
وأضاف في المؤتمر الصحفي الذي أذاعت قناة الجزيرة الفضائية أجزاء منه "حماية المدنيين تقتضي توفير الممرات الآمنة لإيصال الغوث الإنساني."
 
وأضاف "وإذا كان ذلك لا يتأتى إلا بقوات برية هي التي توفر هذا الملاذ الآمن فلا ضير في ذلك على الإطلاق وهذا يدخل ضمن آليات الأمم المتحدة." وقال إن المجلس الانتقالي لا يعتقد أن مثل هذا التحرك يعادل تدخلا عسكريا.
وقال غوقة إن حلف شمال الأطلسي زاد جهوده لحماية المدنيين من قوات القذافي.
 
وعلى صلة، قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، إن الاتحاد وضع خطة مبدئية قد تشهد إرسال قوات برية إلى مدينة مصراتة المحاصرة لحماية شحنات الإغاثة إذا طلبت ذلك الأمم المتحدة.
 
وأضاف غوقة أن أداء حلف شمال الأطلسي في حماية المدنيين على ما يرام لا في أجدابيا بشرق البلاد وحدها وإنما في مصراتة وطرابلس في غرب البلاد كذلك.
وقال غوقة إن القادة العسكريين للمقاومين وافقوا على قدوم مستشارين عسكريين أجانب الى بنغازي لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
 
وقالت لندن إنها سترسل "نحو 12 ضابطا إلى ليبيا لكنها لن تسلح المعارضين أو تقوم بتدريبهم على القتال".
وقال غوقة في وقت لاحق قوله لقناة الجزيرة إن المجلس الانتقالي طلب رسميا أسلحة من إيطاليا، وإن نتائج المحادثات "كانت طيبة".
وأضاف "نحن ننتظر هذه المساعدة العسكرية من بلد صديق يعترف بالمجلس الوطني."
وسئل عن نوع الأسلحة الذي سيتم التزود بها، قال "اعتقد أن قائد الجيش قال إنه طلب مروحيات هجومية وكذلك معدات عسكرية ثقيلة."

التعليقات