قوات القذافي تنصب كمائن خلال انسحابها من مصراتة، وتصاعد حدة القتال في الزنتان غربا

معارك عنيفة في مصراتة السبت * مصطفى عبد الجليل يخشى من فتنة قبلية في مصراتة بعد انسحاب قوات القذافي * وزير الخارجية الليبي يصل تونس منطلقا باتجاه قبرص

قوات القذافي تنصب كمائن خلال انسحابها من مصراتة، وتصاعد حدة القتال في الزنتان غربا

قال متحدث باسم الثورة الليبية لقناة الجزيرة، إن 15 شخصا على الأقل قتلوا في انفجار شراك خداعية وكمائن نصبتها قوات القذافي يوم السبت، أثناء انسحابها من مدينة مصراتة.

وأضاف المتحدث عبد الباسط أبو مزيريق للجزيرة: "وصلتني معلومات عن استشهاد 15 شهيدا وإصابة 31 شخصا آخر، نتيجة كمائن لكتائب القذافي في أماكن انسحابها."

وأشار إلى أن القوات الموالية لمعمر القذافي استخدمت أيضا "أساليب قذرة"، كتفخيخ الجثث والسيارات أثناء انسحابها من مصراتة، وطالب المتحدث مقاتلي الثورة بتوخي الحذر.

من جهة أخرى، أعلن النظام الليبي أنه سيكلف القبائل الموالية له بمدينة مصراتة المحاصرة التابعة للثوار، بقتال قوات الثورة المسلحة، حيث أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 25 شخصا السبت.

معارك عنيفة في مصراتة السبت، تؤدي إلى مقتل 25 شخصا وجرح العشرات

واندلعت معارك عنيفة في مصراتة أدت إلى مقتل أكثر من 25 قتيلا ومائة جريح السبت في المدينة المحاصرة، والتي تتعرض منذ أسبوع لهجمات قوات القذافي، وفقا لطبيب في مستشفى المدينة المركزي.

وما زال دوي الانفجارات والرصاص يسمع السبت في المدينة الساحلية، التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، والتي تشهد منذ أسابيع حرب شوارع دامية بين الثوار وقوات القذافي.

من جهة أخرى، وردا على المطالبة بتكثيف الغارات الجوية التي يشنها الحلف الأطلسي، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية أن طائرة أمريكية مقاتلة من دون طيار نفذت غاراتها الأولى في ليبيا.

وقال متحدث عسكري أمريكي في رسالة الكترونية: "نفذت طائرة من دون طيار أول غارة في ليبيا بعيد ظهر اليوم (السبت) بالتوقيت المحلي"، وأضاف أنه لن يكشف تفاصيل إضافية عن هدف الغارة أو المنطقة التي نفذت فيها.

وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما، أجاز الخميس استخدام طائرات امريكية من دون طيار في ليبيا، بناء لطلب بعض دول الحلف الأطلسي، لتكثيف الغارات الجوية، حتى وإن كانت واشنطن ترغب في البقاء بعيدة عن العمليات العسكرية ضد القوات الموالية للقذافي.

الحكومة الليبية: قواتنا ستنسحب من مصراتة، وسنوكل أمر الوصول إلى حل فيها إلى القبائل، إما بالقوة أو المفاوضات

وفي سياق قريب، أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم للصحافيين، في وقت سابق، أن القوات الموالية للقذافي ستنسحب من مدينة مصراتة (غرب)، التي يسيطر عليها الثوار، وستوكل قبائل المنطقة مهمة إنهاء النزاع في هذه المدينة عن طريق المفاوضات أو بالقوة.

وأضاف أن "سياسة الجيش كانت إجراء عملية جراحية، إلا أن هذا الحل لا ينجح مع الغارات الجوية" للحلف الأطلسي، وتابع: "سنترك القبائل حول مصراتة والناس في مصراتة يعالجون الوضع من خلال استخدام القوة أو عبر المفاوضات".

ويتوقع أن تؤدي تعبئة سكان المدن المجاورة على غرار بني وليد، وزليتن، معقلي قبيلة ورفلة الأكثر موالاة للنظام، إلى تعقيد عمل الحلف الأطلسي، حيث تشتمل على "مدنيين".

لكن لا يتوقع أن يؤدي ذلك إلى أي تغيير على الجبهة، لأن حيزا كبيرا من السكان يقاتل في مصراتة تحت لواء "جيش التحرير الشعبي"، الذي يضم ميليشيات من "المتطوعين".

مصطفى عبد الجليل يخشى من فتنة قبلية في مصراتة بعد انسحاب قوات القذافي

وقد أعرب رئيس المجلس الانتقالي الوطني المعارض، مصطفى عبد الجليل، اليوم السبت أيضا، عن خشيته من حدوث فتنة قبلية بعد انسحاب كتائب معمر القذافي من مدينة مصراتة.

ونقل موقع صحيفة "برنيق" الليبية المعارضة عن عبد الجليل قوله، خلال زيارته لجرحى مدينة مصراتة، الذين يتلقون العلاج في مستشفى الجلاء ببنغازي، أن "القذافي يحاول زرع فتنة بترك الأمر للقبائل، ويجب على أهالي مصراتة والمناطق المجاورة أن يتفادوا ذلك".

وكانت صحيفة "برنيق" ذكرت في وقت سابق، أن كتائب القذافي أجبرت على الانسحاب من مدينة مصراتة اليوم السبت بفعل هجمات الثوار المكثفة، بعد قتال دام أكثر من سبعة أسابيع، قال ناشطون إنه سقط خلاله أكثر من ألف قتيل، وما يزيد عن 300 جريح.

المجتمع الدولي يحذر من كارثة إنسانية في مصراتة، والأطلسي يشن 197 غارة الجمعة

ودق المجتمع الدولي ناقوس الخطر حيال الوضع الانساني في المدينة المحاصرة، وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تدهور ظروف البقاء لدى السكان، إذ بات التزود بالمياه والعناية الطبية مشكلة كبرى.

ودوت عدة انفجارات مساء الجمعة والسبت في طرابلس، بعد تحليق كثيف للمقاتلات التابعة لحلف شمال الأطلسي، وقال الحلف إنه نفذ الجمعة 197 طلعة وغارة، استهدفت بشكل خاص مركزي قيادة في طرابلس، وثلاث دبابات، وملجأ عسكريا، ورادارين قرب مصراتة.

من جهة أخرى، أعلنت وكالة الانباء الليبية (أوج)، أن الحلف الأطلسي شن مساء الجمعة غارات على مدينة الزنتان (150 كلم جنوب غرب طرابلس)، أسفرت عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى، ولم توضح الوكالة التي أوردت معلومات مصدر عسكري، طبيعة اللأهداف التي تعرضت للقصف في المنطقة.

تصاعد حدة المعارك في الزنتان، بعد سيطرة الثوار على معبر حدودي بين ليبيا وتونس الخميس

ومنذ أيام عدة، يشير سكان المنطقة إلى تصاعد حدة المعارك، مع محاولات قوات القذافي المتمركزة عند الجبل لقطع الاتصالات بين مختلف أرجاء هذه المنطقة الجبلية، التي ثارت منذ انطلاق التحركات الاحتجاجية ضد النظام.

وتمتد المنطقة على أكثر من 150 كلم، بين يفرن شرقا ونالوت إلى الغرب، قرب الحدود التونسية، حيث سيطر الثوار الليبيون صباح الخميس على أحد أبرز المعابر الحدودية الليبية بين ليبيا وتونس.

نزوح 550 ألف شخص منذ بداية الثورة في ليبيا

وأكدت المفوضية العليا للاجئين، أن نحو 15 ألف شخص فروا من غرب ليبيا وعبروا الحدود نحو جنوب تونس خلال الاسبوعين الأخيرين، وأعربت عن الخشية من أن يكون ذلك "بداية نزوح أعداد كبيرة".

كما أعلنت المفوضية العليا للاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، أن 550 ألف شخص فروا من المعارك في ليبيا منذ منتصف شباط/فبراير، وأن تدفق النازحين مستمر.

وغادرت عبارة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة الجمعة، بنغازي، وعلى متنها 160 طنا من المساعدات الانسانية (أغذية، مواد طبية، خيم، وفرش) متجهة إلى مصراتة، وتسعى السفينة إلى نقل المساعدات ثم إجلاء اللاجئين العالقين في المدينة المحاصرة، وسبق أن أجلت المنظمة أكثر من 3100 لاجئ من 21 جنسية من المدينة، وأمام الميناء، وقفت عائلات ليبية في طابور طويل، على أمل إجلائها.

وزير الخارجية الليبي يصل تونس منطلقا باتجاه قبرص

في سياق آخر، وصل وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، إلى تونس، اليوم السبت، عبر المنفذ الحدودي البري المشترك "رأس جدير"، الذي أصبح المنفذ الوحيد أمام حركة مسؤولي النظام الليبي الذين يزورون العواصم العربية والأجنبية.

وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية، أن العبيدي الذي تولى حقيبة الخارجية في أعقاب إنشقاق موسى كوسا في نهاية الشهر الماضي، توجه مباشرة إلى مطار جربة- جرجيس الدولي بجزيرة "جربة" التونسية، وأضافت أنه من المتوقع أن يغادر في وقت لاحق باتجاه قبرص، ولكن لا تُعرف الوجهة النهائية لوزير الخارجية الليبي.

وكان العبيدي زار قبرص في الثالث عشر من الشهر الجاري، ثم توجه منها إلى اليونان، علما أن مطار جربة-جرجيس الدولي بدأ يستعيد موقعه كأحد أبرز المحطات بالنسبة للمسؤولين الليبيين الراغبين في زيارة أوروبا.

رئيس الوزراء الليبي يجري محادثات مع نظير اليوناني

كما أفادت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء، أن رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، أجرى محادثات عبر الهاتف يوم السبت مع نظيره اليوناني، وشدد على التزام ليبيا بقرارات الأمم المتحدة.

وأبلغ المحمودي رئيس الوزراء اليوناني، جورج باباندريو، أن ليبيا ملتزمة بمبادرة السلام التي تقدم بها الاتحاد الافريقي، ونسبت الوكالة إلى المحمودي قوله إن ما أسماه "العدوان الصليبي الاستعماري" انتهك هذه القرارات، وتابع أنه جرى أيضا خلال الاتصال بحث دور اليونان في إنهاء هذه الحملة العسكرية.

التعليقات