ميدفيديف يؤكد ضرورة رحيل القذافي: مبعوث روسي إلى بنغازي، وواشنطن ترحب

دعا الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، العقيد معمر القذافي، إلى التخلي عن السلطة، وقال إن روسيا لن توفر ملجأ للقذافي، لكن دولا أخرى قد تفعل ذلك.

ميدفيديف يؤكد ضرورة رحيل القذافي: مبعوث روسي إلى بنغازي، وواشنطن ترحب

دعا الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، العقيد معمر القذافي، إلى التخلي عن السلطة، وقال إن روسيا لن توفر ملجأ للقذافي، لكن دولا أخرى قد تفعل ذلك.

وقال ميدفيديف إنه عرض خدمات روسيا كوسيط في ليبيا أثناء محادثات مع الزعماء المشاركين في قمة مجموعة الثماني، وإنه أرسل مبعوثا إلى بنغازي، معقل الثورة، اليوم، في إطار الجهود لإنهاء الصراع.

وقال ميدفيديف مبرزا التأييد لشركاء روسيا من القوى الغربية الكبرى في مجموعة الثمانية: "إذا رأيتم إعلان (مجموعة الثماني) أنه يقول إن نظام القذافي فقد الشرعية.. يجب أن يرحل." وأضاف أن الإعلان "تمت الموافقة عليه بالإجماع."

روسيا ترسل مبعوثها إلى بنغازي

وقال ميدفيديف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد قمة مجموعة الثماني، التي استمرت يومين في فرنسا، إنه أرسل ميخائيل مارجيلوف، مبعوثه الخاص للشؤون الافريقية، إلى بنغازي، وإنه يأمل أن تتاح للمبعوث الفرصة للتحدث مع ممثلين لحكومة القذافي أيضا.

وأضاف: "فيما يتعلق بطرابلس.. فالوضع أكثر صعوبة، ولكن على أي حال، أرجو أن تتاح له (مبعوثه الخاص) الفرصة لأن يتحدث مع الجانبين، المعارضة والقوى السياسية الجديدة، وأيضا مع ممثلين للقيادة السابقة."

وانتقدت روسيا الهجمات الجوية الغربية على ليبيا، قائلة إن التحالف تجاوز تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية المدنيين، لكن ميدفيديف أكد أن القذافي لم يعد له الحق في أن يقود ليبيا.

وقال: "المجتمع الدولي لا يراه زعيما لليبيا"، ولكنه لم يقدم خطة للإطاحة بالقذافي من السلطة، أو لإجباره على الرحيل.

وقال: "إذا اتخذ القذافي هذا القرار المسؤول، وسيكون هذا لصالح ليبيا والشعب الليبي، سيكون من الممكن عندئذ أن نبحث كيف نفعل هذا.. أي دولة يمكن أن تستقبله وبأي شروط... وما يستطيع أن يحتفظ به وما الذي سيتعين أن يخسره."

وردا على سؤال عما إذا كانت روسيا ستستضيف القذافي قال ميدفيديف: "لا.. لن نفعل"، ولكنه قال إنه يعتقد أن من المرجح أن تستقبله دولة أخرى.

البيت الأبيض يؤكد تأييده لمساعي روسيا لإنهاء الأزمة الليبية

من جهة أخرى، قال مسؤول في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا يمكن أن تساعد في إنهاء الأزمة الليبية، وستبقى على اتصال مع موسكو بشأن المسألة.

وبعد قليل من عرض الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف التوسط، قال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، بن رودس، للصحفيين المسافرين مع الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى بولندا: "نعتقد أن روسيا لديها دور لتقوم به للمضي قدما كشريك وثيق لنا."

وأضاف رودس: "يوجد اتفاق على أن الشعب الليبي يستحق مستقبلا أفضل، وسنكون على اتصال وثيق مع الروس في حين يواصلون محادثاتهم مع الليبيين."

ساركوزي وديفيد كاميرون يعتزمان التوجه إلى بنغازي

ومن جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أنه يعتزم التوجه إلى بنغازي، معقل الثوار الليبيين، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وقال ساركوزي: "سنتوجه أنا وآلان جوبيه (وزير خارجية فرنسا) في الوقت المناسب إلى بنغازي.. نأمل، عندما يحين الوقت المناسب، بالقيام بزيارة عمل ولقاء جميع من يريدون بناء ليبيا الغد والديموقراطية".

وأضاف: "تحدثنا في هذا الأمر مع ديفيد كاميرون، سيكون الأمر مبادرة فرنسية بريطانية.. نحن على صلة وثيقة ولدينا التحليل نفسه، ويبدو لي أن القيام بذلك في شكل منفصل لن يكون حكيما".

وأوضح ساركوزي أن زيارة بنغازي "مطروحة اليوم"، ولكن "لعدد معين من الأسباب لم نتمكن من تحديد الموعد"، وقد أكد كاميرون أن عمليات الحلف الأطلسي العسكرية في ليبيا تدخل "مرحلة جديدة".

وصرح كاميرون للصحافيين في دوفيل: "تحدثت مساء أمس مع الدول الأربع الأخرى التي تشارك في هذه العملية منذ شهرين، وأعتقد أننا ندخل مرحلة جديدة".

واعتبر أن العمليات ضد قوات معمر القذافي ستكون أكثر فاعلية مع قرار لندن وباريس، إشراك مروحيات مقاتلة من طراز أباتشي في الهجمات.

العفو الدولية: العشرات من الشباب في الجبل الغربي مختفون

وقالت منظمة العفو الدولية الجمعة أيضا، إن العشرات من الشباب الذكور في مناطق الجبل الغربي بليبيا، اختفوا على يد قوات موالية لمعمر القذافي.

وصدر تقرير المنظمة الحقوقية المؤلف من 18 صفحة، بعد إرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى دولة تونس المجاورة، حيث فر العديد من اللاجئين من منطقة نفوسة، منذ نشوب العمليات العسكرية في ليبيا في فبراير / شباط الماضي.

وقال التقرير: "ذكروا العديد من حالات الاختفاء القسري، بالإضافة إلى مشكلات أخرى في منطقة الجبل المحاصرة، خاصة الصعوبة المتزايدة في العيش على الإمدادات المهربة من تونس، ومخاطر الانتقال إلى مناطق تسيطر عليها القوات الموالية للعقيد القذافي."

وأعلن معظم سكان المنطقة الحدودية النائية الولاء لحكومة الثوار في بنغازي، مما أدى إلى هجمات قصف عشوائي بالصواريخ على مناطق المدنيين من قوات القذافي، بحسب ما ذكرته العفو الدولية.

مخاوف من انتشار حالات الاغتصاب

وقالت إحدى الأمهات التي لم يذكر اسمها في التقرير للمنظمة، إنها كانت تخشى من احتمال تعرض ابنتيها (15 و16 عاما) للاعتداء الجنسي من مرتزقة يعملون لحساب جيش القذافي.

وقالت: "أخذت ابنتي خوفا من تعرضهما لسوء.. سمعنا عن نساء وفتيات اغتصبن في مدن أخرى في الشرق، وبعد هجمات يشنها المرتزقة."

ودعا التقرير طرابلس إلى فتح ممر آمن للمدنيين الذين يريدون مغادرة ليبيا، والسماح بتوصيل المساعدات الانسانية.

كما طالب بوضع حد لاستخدام الأسلحة العشوائية، مثل الألغام والصواريخ في المناطق المدنية، ورفع القيود على الماء، والكهرباء، والوقود، والضروريات الأساسية الأخرى في منطقة نفوسة.

التعليقات