مجموعة الاتصال: الاعتراف رسميا بالمجلس الانتقالي حاكما شرعيا لليبيا

قالت إيطاليا يوم الجمعة، إن القوى الغربية والعربية في مجموعة الاتصال بشأن ليبيا، ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي، مما يعطي دفعة للثوار في ظل تداعي حملتها العسكرية.

مجموعة الاتصال: الاعتراف رسميا بالمجلس الانتقالي حاكما شرعيا لليبيا

قالت إيطاليا يوم الجمعة، إن القوى الغربية والعربية في مجموعة الاتصال بشأن ليبيا، ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي، مما يعطي دفعة للثوار في ظل تداعي حملتها العسكرية.

فقد قال وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، اليوم الجمعة أيضا، إن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا سيعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، ومقره بنغازي، كممثل للشعب الليبي، مما لا يترك خيارات أمام معمر القذافي سوى التنحي.

وأضاف متحدثا للصحفيين على هامش الاجتماع الذي يعقد في إسطنبول، أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب، سيفوض بطرح شروط ترك القذافي للحكمـ في إطار عرض سياسي يشمل وقفا لإطلاق النار.

وقال فراتيني أيضا: "اليوم سنطلع على الوثيقة النهائية التي تعترف فيها مجموعة الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي، بوصفه المحاور الذي يمثل الشعب الليبي، وبالتالي (لا يوجد) خيار آخر سوى أن يتنحى القذافي."

وأشار فراتيني إلى أن المجموعة التي تتكون من أكثر من 30 حكومة ومنظمة دولية وإقليمية، قررت أن تكون الاتصالات مع حكومة القذافي من خلال مبعوث الأمم المتحدة.

هذا وسيتم تفويض المبعوث الخاص للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب، بطرح شروط التنحي على القذافي، ويشمل العرض السياسي الذي سيطرح على القذافي وقفا لإطلاق النار لوقف القتال الممتد منذ خمسة أشهر.

 وقد اتفق الاجتماع على خارطة طريق، يتنحى بموجبها العقيد معمر القذافي عن الحكم، ويتخلى عن جميع المسؤوليات العسكرية، كما تدعو إلى وقف لإطلاق النار.. وتحدد خارطة الطريق أيضا خططا لانتقال ليبيا إلى الديمقراطية.

وهذا هو الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال بشأن ليبيا، والتي تأسست في لندن في مارس / آذار، وهي تسعى إلى الوصول إلى حل سياسي لإقناع القذافي بالتنحي، وقد جاء الاجتماع بعد تقارير عن أن القذافي قد يكون مستعدا للتخلي عن حكمه المستمر منذ 41 عاما، إذا ما حصل على صفقة.

 وأكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، اليوم الجمعة، تصريحات فرانتيني، وقال إن مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، اتفقت على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض "كسلطة شرعية على الأراضي الليبية".

وأضاف أن الاعتراف بالمجلس جاء ضمن بيان ختامي يصدر في نهاية الاجتماع، الذي يعقد ليوم واحد في إسطنبول.

وقال جوبيه إن العمليات العسكرية ستستمر خلال شهر رمضان، الذي يحل في أغسطس / آب، ما لم يتم الاتفاق على هدنة.

وأفادت تقارير بأن القذافي يبحث سرا حلا دبلوماسيا، يتنحى بموجبه عن الحكم، لكن القذافي لا يزال على تحديه في العلن.

واشنطن تعترف رسميا بالانتقالي "حكومة شرعية حاكمة لليبيا"

واعترفت الولايات المتحدة رسميا، اليوم، بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، كحكومة شرعية للبلاد، في خطوة دبلوماسية مهمة يمكن أن تفرج عن مليارات الدولارات من الاموال الليبية المجمدة.

وأعلنت وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، عن هذه الخطوة، في مؤتمر إسطنبول أيضا، وقد قالت في تصريحات جرى إعدادها سلفا: "ستعترف الولايات المتحدة بالمجلس الوطني الانتقالي كسلطة شرعية حاكمة لليبيا، وسنتعامل معه على هذا الأساس، إلى أن يجري تنصيب سلطة مؤقتة."

هيج: العمليات العسكرية ضد القذافي ستتصاعد

وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، يوم الجمعة، إن العمل العسكري ضد معمر القذافي سيتصاعد، في الوقت نفسه الذي يسعى فيه مبعوث للأمم المتحدة لإجراء مفاوضات، بهدف إنهاء الصراع في ليبيا.

وأضاف هيج أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبد الإله الخطيب سيكون مفوضا بطرح شروط على القذافي لترك الحكم.

وقال هيج وفقا لرويترز، إن الخطيب "اضطلع بدور محوري في هذا الاجتماع لمجموعة الاتصال، ونعتبره قناة المفاوضات والتسوية السياسية، في حين سيستمر الضغط العسكري على النظام في تصاعد."

أوغلو يعتبر الانتقالي "ممثلا شرعيا للشعب الليبي"، ويعلن موافقة بلاده الإفراج عن ثلاثة مليارات دولار من أموال ليبيا

وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إنه قد يتم التوصل إلى حل سياسي بحلول شهر رمضان، وأضاف: "هناك تحسن في الوضع على الأرض... ما نحتاجه الآن هو تعزيز إنجازاتنا والانتقال إلى مرحلة حل الصراع."

وتابع أن الثوار في حاجة ماسة إلى الأموال، وأن على أعضاء مجموعة الاتصال بحث فتح باب الاقتراض أمام المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي.

كما أيد اقتراحا للثوار بالإفراج عن ثلاثة مليارات دولار من الأصول الليبية المجمدة، لتخفيف حدة الوضع الانساني "الخطير" في شهر رمضان، وذلك بالمناطق التي تسيطر عليها الثورة، ومناطق القذافي على حد سواء.

ونظرا للصعوبات القانونية أمام إفراج الأمم المتحدة عن الأموال المجمدة، اقترح داود أوغلو استخدام الأصول كضمانات من جانب الحكومات التي تقدم مساعدات مالية للمجلس الانتقالي في بنغازي.

وتابع: "علاوة على ذلك، فإن تخفيف حاجة المجلس الماسة إلى سيولة تحظى بأهمية قصوى، فيما نقترب من شهر رمضان المعظم.. وفي هذا السياق أود تشجيع جميع شركائنا في مجموعة الاتصال لبحث فتح تسهيلات ائتمانية للمجلس بنسبة مئوية معينة من الأصول الليبية المجمدة في بلادهم."

ووصف داود أوغلو المجلس الوطني بأنه الممثل الشرعي للشعب الليبي، وقال إنه يتعين أن يقود الجهود لتحقيق الاستقرار، وإعادة إعمار البلاد، والتخطيط للتعافي بعد انتهاء الصراع.

وتبنت الصين وروسيا موقفا أكثر ليونة تجاه القذافي، ووجهت لهما الدعوة لحضور اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا للمرة الأولى، لكنهما قررتا عدم المشاركة.

الناتو يدعو أعضاء الحلف تقديم المزيد من الطائرات، وبريطانيا تعلن تدمير 500 هدف عسكري للقذافي

ودعا آندرس فو راسموسن في لاهاي، يوم الخميس، أعضاء الحلف، إلى توفير المزيد من الطائرات الحربية، لقصف أهداف عسكرية ليبية، في الوقت الذي يسعى فيه الحلف إلى مواصلة الضغط العسكري على القذافي.

وأعلنت بريطانيا أنها سترسل أربع طائرات تورنيدو لدعم مهمة الحلف، وأصبحت هذه الطائرات ضرورية بعد أن عمدت قوات القذافي إلى التمويه على مدرعاتها ومدفعيتها.

وقالت بريطانيا إنها دمرت، أو ألحقت أضرارا بأكثر من 500 هدف عسكري ليبي، بما في ذلك مواقع للقيادة والتحكم.

وقال الجنرال نيك بوب، المتحدث باسم الجيش البريطاني: "لكن مع تقدم الحملة يحاول النظام إخفاء الجنود، والمعدات، والمقرات، على نحو متزايد، ويكون هذا عادة في مناطق مأهولة."

وقالت قيادات الثورة المسلحة في قرية القواليش، على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب من طرابلس، إنها تحشد قواتها للتقدم شرقا نحو بلدة غريان، التي تتحكم في الدخول إلى البوابة الرئيسية للعاصمة.

لكن يوم الأربعاء، نفدت الذخيرة من مجموعة من مقاتلي الثورة، الذين كانوا يدافعون عن القواليش، وفروا حين شنت قوات القذافي هجوما مباغتا، واستعاد الثوارالسيطرة على القرية قبل حلول الظلام، لكن معارك الكر والفر تظهر مدى الصعوبة التي يواجهها الثوار لتحقيق مكاسب على الأرض.

رحيل القذافي.. ما بين موافقته السرية السرية وتحديه المعلن

وليس واضحا ما إذا كان القذافي ينوي الاستمرار في القتال آملا في الاحتفاظ بسيطرته على المناطق المحيطة بطرابلس، أم سيسعى إلى استراتيجية خروج تضمن الأمن له ولعائلته، لكن من غير المتصور أن يكون له دور مستقبلي في ليبيا.

وقال فراتيني في هذا الشأن، إن فريق التفاوض الذي يقوده الخطيب سيحدد ما إذا كان سيتم السماح للقذافي بالبقاء في ليبيا أو مغادرة البلاد.. وأضاف: "لن يحددوا ما إذا كان القذافي سيترك الحكم أم لا، وإنما كيف سيترك الحكم ومتى."

وتابع قائلا: "مسألة قبول ما إذا كان القذافي يبقى في البلاد بعد تنحيه أو مغادرته البلاد نقطة مفتوحة"، مضيفا أن القرار للخطيب وفريقه.

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين، على متن طائرة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، قبل هبوطها في إسطنبول: "بدأت الدول تتطلع إلى ما بعد القذافي، إنه سيرحل، والاجتماع قد يكون مكانا مفيدا للاستعداد لهذا التحول"، وأضاف: "هذا هو أسلوب تفكيرنا في هذا الاجتماع."

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، إن مبعوثين من حكومة القذافي على اتصال بأعضاء الحلف، قالوا إنه مستعد لترك الحكم، لكن هذا لم يقنع المسؤولين الامريكيين."

وقال مسؤول أمريكي آخر: "هناك الكثير في مهب الريح... نحن غير مقتنعين بعد بأن أيا من هذا يمثل أمرا حاسما فيما يتعلق بالخطوط الحمراء التي حددناها."

وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي ليل الخميس، إنه صامد، وأضاف أنه سيقاتل حتى النهاية، وأن نهاية حلف الأطلسي ستكون في ليبيا.

وسيتوقف أي حل على ما إذا كان سيسمح للقذافي بعد تنحيه بالبقاء في ليبيا، أو اللجوء لدولة أخرى، بغض النظر عن تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائمه ضد شعبه.

وقال محمود جبريل، العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي، إنه لا توجد مفاوضات حتى الآن مع نظام القذافي.

التعليقات