تشييع جثمان عبد الفتاح يونس في ساحة التحرير ببنغازي، وعائلته تعلن ولاءها لعبد الجليل

شيع اليوم في ساحة التحرير في مدينة بنغازي، جثمان القائد العسكري للثوار الليبيين، اللواء عبد الفتاح يونس، كما نقلت رويترز.

تشييع جثمان عبد الفتاح يونس في ساحة التحرير ببنغازي، وعائلته تعلن ولاءها لعبد الجليل

 

شيع اليوم في ساحة التحرير في مدينة بنغازي، جثمان القائد العسكري للثوار الليبيين، اللواء عبد الفتاح يونس، كما نقلت رويترز.

و أظهرت صور بثتها قناة الجزيرة، مشيعين وهم يحملون نعشا به جثمان يونس، وطافوا به يوم الجمعة في الساحة الرئيسية في بنغازي.

وقال عبد الحكيم يونس، وهو أحد أقرباء عبد الفتاح، وهو يسير خلف النعش: "تسلمنا الجثة أمس هنا في بنغازي، لقد أطلق عليه الرصاص وأحرق، لقد اتصل بنا الساعة العاشرة (صباح الخميس)، ليقول إنه في الطريق إلى هنا."

وتعهد أقارب يونس خلال التشييع، بالولاء للزعيم السياسي للمعارضة، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، في الكفاح ضد معمر القذافي.

وقال ابن أخيه محمد يونس، لحشد من المشيعين في الميدان، إنه يوجه رسالة لمصطفى عبد الجليل، مفادها أن عائلة يونس ستمشي مع رئيس المجلس إلى آخر الطريق.

وأضاف أن ليبيا تأتي أولا إلى أن ينعم الله على رجال المعارضة بالنصر أو يختارهم شهداء، وكان هناك أفراد آخرون من العائلة يقفون إلى جواره.

وكانت مدينة بنغازي شهدت مساء أمس الخميس، مظاهرات تطالب بالثأر لمقتل عبد الفتاح يونس.

وكان القائد العسكري للثوار الليبيين، اللواء عبد الفتاح يونس (67 سنة) قتل برصاص مسلحين، كما أعلن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الذي قال خلال مؤتمر صحافي في بنغازي، مساء الخميس: "بكل أسى وحزن نعلن عن وفاة اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس الأركان العامة للجيش الليبي - الثوار- ورفيقيه العقيد محمد خميس، والمقدم ناصر مذكور".

ولم يوضح عبد الجليل ملابسات الحادث، ولم يقدم معلومات عن مكان وقوعه، مشيرا إلى أن القتلة نقلوا الجثث إلى مكان مجهول.

وأضاف عبد الجليل أن المجلس أعلن الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، مؤكدا على تكثيف البحث عن الجناة وعن جثة "الشهيد"، موجها إنذارا أخيرا للجماعات المسلحة المتواجدة في "مدننا".

وحتى اللحظة، لا يزال الغموض يحيط بملابسات مقتل اللواء عبد الفتاح، فلا مكان الحادث ولا تاريخ وقوعه كشف عنهما، وقد تم اعتقال رئيس المجموعة المتهمة بتنفيذ الاغتيال، ولكن المجلس الانتقالي لم يكشف عن هويته، وبحسب الثوار، فإن لجنة تحقيق كانت استدعت اللواء يونس صباح الخميس من جبهة البريقة للتحقيق "بموضوعات تتعلق بالشأن العسكري"، ولكنه قتل قبل مثوله أمامها في بنغازي.

الساعد الأيمن السابق للعقيد معمر القذافي

كان اللواء عبد الفتاح يونس حتى فبراير/شباط الماضي، الساعد الأيمن للعقيد معمر القذافي، ومن الضباط الذين شاركوا في انقلاب "الفاتح من سبتمبر 1969"، الذي أوصل العقيد الليبي إلى السلطة، ووزير داخلية ليبيا السابق، وقائد القوات الخاصة لمعمر القذافي، قبل أن ينتقل إلى الجهة المناوئة له منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد النظام الليبي.

وقد عين اللواء يونس فور التحاقه بالثوار رئيس الأركان العامة للجيش، الأمر الذي لم تهضمه طرابلس التي خصصت جائزة مقدارها 2.5 مليون دولار لمن يأتيها برأس هذا "الخائن".

ولكن إضافة إلى طرابلس، التي ألصقت تهمة الخيانة بعبد الفتاح يونس، كانت بعض فصائل الثوار حذرة حيال الرجل نظرا لسيرته الطويلة مع العقيد معمر القذافي، وتشير وكالة رويترز إلى شكوك حول قيام اللواء يونس باتصالات سرية مع حكومة القذافي.

فهل اغتيال يونس عمل دبرته طرابلس أم المعارضة؟ المؤكد لغاية الآن بحسب أحد الخبراء الذين استجوبتهم رويترز "أن عملية الاغتيال كشفت عن انشقاقات بدأت تطفو على سطح المجلس الوطني الانتقالي، خاصة بين أركان النظام الليبي السابقين والطلائع التي أطلقت شرارة الانتفاضة".

كوساتشوف: مقتل يونس لن يغير شيئا

وتعليقا على اغتيال يونس، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب (الدوما) الروسي، قسطنطين كوساتشوف، إن التصفية الجسدية لأي من رموز طرفي النزاع، أو خروج هذه الشخصية المؤثرة أو تلك من ساحة المعركة السياسية العسكرية في ليبيا، لن يغيران شيئا مبدئيا في الوقت الحاضر، بعد أن قطعت هذه "الحرب الأهلية الطاحنة" أشواطا بعيدة، وأوصلت البلاد إلى طريق مسدود.

وأضاف أن هذا الحادث يدل على مدى صعوبة تسوية الأزمة الليبية حاليا وفي المستقبل أيضا، ذلك أن المنضوين تحت راية النظام الليبي أو المعارضة لا يبدون أدنى استعداد لتسليم أسلحتهم "لأنهم يعرفون جيدا أن حياتهم ستتعرض لمخاطر مميتة فيما بعد"، وأعرب عن اعتقاده بأن أي تسوية للوضع الليبي لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق التوصل إلى توافقات وتفاهمات سياسية.

وأشار كوساتشوف إلى أن الوقت لإحراز مثل هذه "التفاهمات الدقيقة" لم يحن بعد، وقال: "لذا لا يمكن توقع حدوث تغيرات جذرية ونوعية نحو الأفضل أو الأسوأ في تطورات الأزمة الليبية في الظرف الراهن".

التعليقات