انشقاق الرجل الثاني في نظام القذافي، والثوار يسيطرون على زليتن والزاوية

أفادت تقارير إعلامية بثتها قناة الجزيرة، إن عبد السلام جلود، وهو أحد أكبر مساعدي العقيد الليبي معمر القذافي، انشق الجمعة عن نظام القذافي، في حين تتردد الأنباء عن أن القذافي نفسه بدأ البحث عن ملجأ لعائلته، وذكرت أنباء أخرى أن المحادثات جارية لتأمين خروجه هو نفسه.

انشقاق الرجل الثاني في نظام القذافي، والثوار يسيطرون على زليتن والزاوية

 

أفادت تقارير إعلامية بثتها قناة الجزيرة،  إن عبد السلام جلود، وهو أحد أكبر مساعدي العقيد الليبي معمر القذافي، انشق الجمعة عن نظام القذافي، في حين تتردد الأنباء عن أن القذافي نفسه بدأ البحث عن ملجأ لعائلته، وذكرت أنباء أخرى أن المحادثات جارية لتأمين خروجه هو نفسه.

وكان جلود قد شغل لفترة طويلة منصب نائب رئيس مجلس قيادة ثورة الفاتح من سبتمبر، التي قادها القذافي عام 1969.

وأفادت مصادر الثوار بأن جلود موجود الآن في مدينة الزنتان، التي سيطر عليها الثوار في وقت سابق.

وقد قال مسعود علي، وهو متحدث محلي باسم الثوار وفقا لرويترز، إن جلود موجود بالتأكيد في الزنتان، وأضاف أنه تحت سيطرة المجلس العسكري هناك، وقد عرض الثوار شريطا مصورا لشخص قالوا إنه جلود، وهو واقف بينهم في وقت سابق الجمعة .

وينضم جلود بذلك إلى سلسلة من القيادات السياسية والعسكرية التي انشقت عن نظام القذافي وأعلنت تأييدها للثوار.

ولم يعرف مدى قرب جلود من نظام القذافي بعد التسعينات تماما، خاصة وأن تقارير قالت حينها، إنه جرد من جواز سفره ووضع تحت المراقبة الحكومية بعد خلاف مع القذافي.

طائرة فنزويلية حطت في مطار جربة الدولي لتقل أفرادا من عائلة القذافي

في غضون ذلك، قال عبد العزيز غوقة، عضو المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثوار الليبيين، أمس الجمعة، إن طائرة فنزويلية حطت بمطار جربة الدولي جنوبي تونس، لتقل أفرادا من عائلة القذافي إلى العاصمة الفنزويلية كراكاس.

وقال غوقة لراديو موزاييك التونسي الخاص، إن هذه الخطوة تأتي في إطار "بداية نهاية القذافي، الذي قد يكون هو أيضا غادر العاصمة طرابلس إلى جهة غير معلومة".

وكانت تقارير أشارت لمحادثات سرية بجزيرة جربة بين ممثلين عن الثوار الليبيين ونظام القذافي، وقالت إن مبعوثا خاصا من الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، يشارك في المحادثات، وأوضحت التقارير أن المحادثات تطرقت إلى تأمين خروج آمن للقذافي وعائلته من ليبيا.

من ناحيتها، نقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن تقارير استخبارية أميركية قولها، إن القذافي "يستعد للمغادرة إلى تونس مع عائلته خلال أيام".

كما ذكر عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني الليبي لدى جامعة الدول العربية ومصر، أن القذافي وجه رسائل لحكومات بينها مصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، يطلب منها استقبال زوجته صفية فركاش، وابنته عائشة، وزوجات أبنائه وأحفاده.

الثوار يسيطرون على زليتن والأطلسي يكثف غاراته على طرابلس

من جهة أخرى، قال ثوار ليبيا، إنهم سيطروا على بلدة زليتن الاستراتيجية، وأزالوا عقبة رئيسة على طريق التقدم إلى طرابلس من مصراتة، معقلهم الرئيسي إلى الغرب، في وقت كثف فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) غاراته على العاصمة طرابلس، التي دعا وزير إيطالي سكانها للانتفاض على العقيد.

وجاء حديث الثوار عن سيطرتهم على زليتن بعد ساعات من إعلانهم إحكام قبضتهم على وسط البلدة، وقال الثوار إنهم قتلوا بين 40 و50 من كتائب القذافي، لكن 31 من رفاقهم قتلوا، وجرح منهم أربعة أضعاف هذا العدد، في معارك استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات، وتركزت في شارعيّ عمر المختار وجمال عبد الناصر.

وتحدث الثوار الزاحفون عن التحامهم بثوار كانوا في المناطق المحررة من زليتن، وعن تحريرهم أسرا من مصراتة محتجزة، وسيطرتهم على عربات عسكرية وأسلحة، في البلدة الواقعة على بعد 150 كلم من طرابلس.

الثوار يسيطرون على الزاوية

ويضاف هذا الاختراق إلى سلسلة اختراقات حققت هذا الأسبوع، من أهمها السيطرة على صبراتة، وصرمان، وعلى أجزاء جديدة من الزاوية، وإحكام القبضة على مصفاة نفط في هذه البلدة، هي الوحيدة بغرب ليبيا.

كما استطاع مئات الثوار اليوم طرد كتائب القذافي من الساحة الرئيسة للزاوية، الواقعة على بعد 40 كلم غرب العاصمة.

وفي الزاوية قتل أمس أخ للناطق باسم النظام الليبي، موسى إبراهيم، بنيران مروحية آباتشي غربية، بينما كان في زيارة "للاطمئنان على أصدقاء له"، حسبما أعلن مسؤول في طرابلس لم يكشف هويته.

طرابلس: معارك ليلية، وطوق أمني شديد، ودعوة إيطالية لأهلها للانتفاض على القذافي

وجاءت اختراقات الثوار بعون جوي للناتو، الذي كثف غاراته الأيام الأخيرة، واستهدف الحلف اليوم مواقع وسط طرابلس والطريق الرابطة بينها وبين المطار الدولي.

وتحدث سكان هربوا من طرابلس عن طوق أمني شديد ضرب على العاصمة، التي تشهد انقطاعات بالكهرباء وارتفاعا بأسعار الوقود، كما تحدثوا عن معارك بالأسلحة النارية بعد نزول الظلام.

وكان مصطفى عبد الجليل،  رئيس المجلس الوطني الانتقالي، تحدث قبل ثلاثة أيام عن ثوار يتواجدون داخل العاصمة، ويتخذون الإجراءات لتأمين المباني الاستراتيجية ساعة الحسم.

ودعا وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، سكان طرابلس إلى الانتفاض على القذافي، وقال في لقاء تلفزيوني: "نأمل أن يفهم سكان طرابلس أن النظام أضر بشعبه، وسيلتحقون عندما يحدث ذلك بعملية سياسية تقطع هامش المناورة عن نظام القذافي"، الذي يشهد حسب قوله مزيدا من الانشقاقات.

وقال شهود عيان عبروا من طرابلس إلى تونس عبر بوابة الذهيبة لـ"موزاييك"، إن باب العزيزية حيث مقر القذافي، تعرض في الصباح إلى قصف من قوات حلف شمال الأطلسي، وإن أصوات القصف بلغت مدينة غريان، التي تبعد 70 كلم عن العاصمة.

وكانت البريقة إحدى الجبهات التي شهدت قتالا ضاريا، تكبد فيه الثوار خسائر كبيرة، بلغت 40 قتيلا في عشرة أيام، وفق تقاريرهم وتقارير مستشفيات المدينة النفطية، التي أعلن الثوار اليوم أنهم سيطروا على جامعتها "النجم الساطع".

إجلاء العالقين الأجانب

من جهتها، قالت اليوم منظمة الهجرة الدولية، إنها تستعد لعملية تطلقها خلال أيام -ربما تكون بحرية- لإجلاء آلاف الأجانب العالقين بسبب الحرب، وطلبت تمويلا دوليا لذلك، في وقت اتهم فيه الصليب الأحمر النظام والثوار سواء بسواء بمهاجمة المنشآت الطبية، وإساءة استعمالها لأغراض عسكرية.

وأبدى الصليب الأحمر قلقه للتدهور السريع في الوضع الانساني، وتصاعد الخسائر البشرية في جبهات البريقة، وغريان، وصبراتة، ومصراتة، والزاوية.

اتصالات سياسية

ونفى المجلس الانتقالي رسميا وجود مفاوضات، لكن مصادر فيه تحدثت عن محادثات مع "تكنوقراط النظام".

وأحدث تأكيد للمفاوضات، حديث رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان، لصحيفة لو باريزيان، أمس، عن حضوره محادثات "صعبة للغاية"، جمعت الطرفين في منتجع تونسي الاثنين، ولم يقدم مع ذلك تفاصيل بشأنها.

كذلك تحدث رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، عن اتصالات مع كل الأطراف، وقال: "ستسمعون أخبارا طيبة الأيام القليلة القادمة."

وأن فنزويلا على استعداد لتوفير طائرة خاصة لنقل القذافي وعائلته إلى مكان خارج ليبيا.

التعليقات