ليبيا: الثوار يقتحمون منزل قائد الكتائب الأمنية في طرابلس، ويعلنون بدء "تحريرها"

النظام الليبي يؤكد تسلل مجموعات من الثوار إلى طرابلس، وأنه تمكن من صدها * معارك حول طرابلس تمتد إلى تونس * الزاوية وزليتن شهدتا قتالا عنيفا السبت * الناتو يقصف منزل رئيس المخابرات في طرابلس * انشقاق مسؤول النفط الليبي بعد الجلود * السطات الليبية قللت من أهمية انشقاق الجلود *

ليبيا: الثوار يقتحمون منزل قائد الكتائب الأمنية في طرابلس، ويعلنون بدء

ذكرت قناة الجزيرة في خبر عاجل نشرته عبر موقعها على الانترنت "الجزيرة نت"، أن الثوار الليبيين تمكنوا من اقتحام منزل منصور ضو، قائد الكتائب الأمنية التابعة لمعمر القذافي داخل العاصمة طرابلس.

ويأتي هذا النبأ بعد تقارير تفيد بأن الثوار أكدوا بدأهم عملية "تحرير" العاصمة طرابلس، بانتفاضة من داخلها، وذلك بعد أن حققوا بعض المكاسب الميدانية داخلها، تعزيزا لما حققوه في الأيام القليلة الماضية من تطورات لافتة في محيط طرابلس، بالاستيلاء على عدد من مدنها المجاورة، إلى جانب بسط سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية شرقي البلاد.

وقالت وكالة أنباء التضامن الليبية، إن الثوار في مدينة طرابلس استولوا على مخزن للأسلحة الخفيفة، وقال شهود عيان إن الثوار تمكنوا من إحراق العديد من المباني الإدارية والأمنية الحكومية.

كما أفادت بعض الأنباء بأن ثوار المدينة اشتبكوا مع الكتائب التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، في شارع النصر، وتواترت أنباء عن اقتحامهم أحد الفنادق الرئيسية.

وفي محاولة لصد تقدم الثوار، ذكرت مصادر متطابقة في طرابلس، أن الكتائب التابعة للقذافي وضعت حواجز أمنية في مختلف مناطق العاصمة، وواصلت تنفيذ حملات اعتقال واسعة، وعززت انتشار عناصرها في مختلف أنحاء المدينة.

ووفقا لمواقع معارضة، فإن تعزيزات كبيرة من الثوار تتجه إلى طرابلس من الجبل الغربي، ومن المدن المحررة حديثا، مثل الزاوية، وصرمان، وصبراتة، وحسب المصادر نفسها، فإن مجموعات من الثوار بلغت منطقة العزيزية (30 كيلومترا جنوب طرابلس).

وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، قد تحدث قبل أيام عن ثوار يوجدون داخل العاصمة، ويتخذون الاجراءات لتأمين المباني الاستراتيجية ساعة الحسم، لكنه حذر أيضا من احتمال حدوث معارك دامية على أبواب طرابلس وداخلها.

النظام الليبي يؤكد تسلل مجموعات من الثوار إلى طرابلس، وأنه تمكن من صدها

وفي المقابل، قال متحدث باسم حكومة معمر القذافي السبت، إن جماعات صغيرة من الثورة المسلحة تسللت إلى العاصمة الليبية، لكن القوات الحكومية تعاملت معها وأصبحت المدينة آمنة.

وقال المتحدث موسى إبراهيم، في التلفزيون الحكومي، إن من بين قوات الثورة التي ألقي القبض عليها جزائريين وتونسيين ومصريين.

 هذا وقال اثنان من سكان العاصمة الليبية وفقا لرويترز، إن حشودا معارضة للقذافي خرجت إلى شوارع طرابلس في وقت متأخر من مساء السبت، وإن أصوات الرصاص سمعت قادمة من أماكن متعددة.

وقال أحد السكان إن مستخدمي الهواتف المحمولة تلقوا رسالة نصية من الحكومة، تحثهم على الخروج إلى الشوارع والميادين، والقضاء على "العملاء المسلحين."

قوات الثورة تخوض معارك حول طرابلس تمتد إلى تونس

هذا وقد أفادت تقارير سابقة، بأن قوات الثورة الليبية خاضت معارك من أجل السيطرة على بلدتين على جانبي العاصمة الليبية طرابلس، السبت، وامتد القتال عبر الحدود إلى تونس، حيث اشتبك متسللون ليبيون مع القوات التونسية.

ويعتبر التقدم الذي حققته الثورة الليبية في الأيام الماضية نحو طرابلس، آخر معقل كبير لمعمر القذافي، أحدث تحول في الحرب، من خلال عزل العاصمة عن الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي، كما يمثل ضغوطا لم يسبق لها مثيل على حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما.

وتقول الولايات المتحدة إن أيام الزعيم معمر القذافي الباقية في الحكم معدودة، وسط أنباء عن حدوث المزيد من الانشقاقات في صفوفه.

وفي تونس، ذكرت مصادر أمنية تونسية أن القوات التونسية اعترضت رجالا ليبيين في مركبات ومعهم أسلحة، واشتبكت معهم في قتال خلال الليل في الصحراء، وأعلنت المصادر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وأبلغ سكان في بلدة دوز الصحراوية الواقعة في جنوب تونس، وفقا لرويترز، أن طائرات هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض، وأنه تم استدعاء قوات من بلدات قريبة للتصدي للمتسللين الذين كانوا يستقلون سيارات بدون لوحات معدنية.

وأدى الحصار المفاجيء حول طرابلس إلى عزل سكانها خلف خط الجبهة، وعن إمدادات الوقود والطعام، وقالت منظمة الهجرة الدولية يوم الجمعة إنها ستنظم عملية إنقاذ لإجلاء الآلاف من العمال الأجانب عن طريق البحر على الأرجح.

الزاوية وزليتن شهدتا قتالا عنيفا السبت

وتواصل القتال العنيف في الزاوية يوم السبت، وقالت الثورة التي تحتل مركز المدينة إن القوات الموالية للقذافي لم تظهر أي دلالة على التراجع إلى العاصمة.

وكان الثوار قد أحبطوا أمس هجوما لكتائب القذافي على الزاوية، التي سيطروا في وقت سابق على معظم أرجائها بعد معارك قتل فيها العشرات من الطرفين.

كما أنهم سيطروا أول أمس الجمعة، بعد معارك عنيفة، على ميدان الشهداء في الزاوية، بعدما سيطروا في وقت سابق على المصفاة النفطية في المدينة،

وقال مقاتل من الثورة، بينما كان يستعد لأداء صلاة الظهر في مسجد بئر هويسة، وهي قرية مجاورة، يحتمي فيها الكثير من المدنيين: "سيحاول القذافي استعادة الزاوية بأي ثمن، سيواصل قصف المستشفى"، وأضاف: "لن نسمح بحدوث ذلك.. سنقاتل."

وإلى الشرق من العاصمة، حيث القتال أكثر دموية، وتقدم مقاتلي الثورة أبطأ، خاضت الثورة معارك شوارع دامية في بلدة زليتن، لكن مراسلا لرويترز هناك قال إنها منيت بخسائر فادحة في الأرواح؛ وقال متحدث باسم الثورة إن 32 من مقاتليها قتلوا في الاشتباكات، وإن 150 مقاتلا أصيبوا، وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم القذافي، في وقت متأخر يوم الجمعة، إن جيش الحكومة يسيطر على الزاوية وزليتن.

الثوار يعلنون سيطرتهم الكاملة على مدينة البريقة النفطية

في غضون ذلك، أعلن الثوار السبت أنهم بسطوا السيطرة الكاملة على مدينة البريقة النفطية (200 كيلومتر جنوب غرب بنغازي)، ومرفئها، ومنشآتها النفطية.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المتحدث باسم المجلس العسكري، التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، العقيد أحمد باني، أن الثوار سيطروا على المرفأ النفطي والمصافي.

وقال الثوار إنهم سيطروا في الأيام الماضية على المناطق السكنية التي تفصلها بضعة كيلومترات عن المرفأ النفطي، الذي يضم مصفاة ومصانع، تنتج مشتقات نفطية مختلفة.

وباستعادتهم البريقة، يكون الثوار قد قطعوا كل إمدادات الوقود عن القوات التي لا تزال تقاتل مع القذافي.

 ومن المدن الأخرى التي أعلن الثوار سيطرتهم عليها في الطريق إلى طرابلس، بالإضافة إلى الزاوية البريقة، صرمان، وصبراتة، على الطريق الساحلي بين العاصمة الليبية ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس، بالإضافة إلى مدينة غرمان التي سيطروا عليها قبل أيام أيضا (100 كيلومتر جنوب طرابلس).

الناتو يقصف منزل رئيس المخابرات في طرابلس، والنظام يشكو القصف للأمم المتحدة

بالتزامن مع تلك التطورات، قصفت طائرات ومروحيات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقار أمنية، ومراكز قيادة للكتائب التابعة للقذافي، في مناطق مختلفة من العاصمة.

وكان التلفزيون الليبي قد أظهر مواقع قال إن طائرات الناتو قامت بقصفها، وأحد تلك المواقع يقع في منطقة بوسليم، حيث يوجد أحد المراكز الأمنية، والسجن السياسي المشهور باسم بوسليم.

وذكرت أنباء أن الثوار تمكنوا من تحرير أسرى معتقلين في سجن "بوسليم"، بعد قصف أطلسي استهدف بوابات أمنية في محيط السجن، وأن اشتباكات مسلحة ومظاهرات سجلت في بعض الأحياء.

وكانت طائرات تابعة للناتو قد قصفت أمس أهدافا في طرابلس، بينها منزل لرئيس المخابرات عبد الله السنوسي، وهو صهر العقيد القذافي.. وتحدث مصدر بالناتو الليلة الماضية عن مقتل السنوسي، لكن الحلف تراجع لاحقا عن هذا الإعلان.

وتقول حكومة القذافي إن القصف أسفر عن مقتل عشرات الاشخاص الابرياء، منهم 27 خلال غارة على طرابلس الأسبوع الماضي.

وذكرت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء، أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي، تحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة عبر الهاتف يوم السبت، وطلب منه إجراء تحقيق في انتهاكات حلف الأطلسي، وقالت الوكالة إن بان وعد ببحث الاقتراح.

انشقاق مسؤول النفط الليبي بعد الجلود

وفي ضربة أخرى محتملة للقذافي، قال مصدر تونسي رسمي إن عمران أبو قراع، رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، قد وصل إلى تونس بعد أن قرر عدم العودة إلى طرابلس من رحلة إلى إيطاليا، وإذا تأكد ذلك، فسيكون هذا هو ثالث انشقاق لمساعد كبير للقذافي خلال أيام.

ويأتي هذا الاعلان عن انشقاق أبو قراع بشكل شبه متزامن مع الخطوة التي أقدم عليها الرجل الثاني السابق في النظام عبد السلام جلود.

وكان أبو قراع قد مثل بلاده في اجتماع وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في يونيو/حزيران الماضي، بعد أن خلف شكري غانم، الذي انشق عن نظام القذافي، بعد أن خدم في هذا المنصب لفترة طويلة.

وكان مسؤول أمني كبير قد وصل إلى روما الاثنين الماضي، وقال الثوار الليبيون يوم الجمعة، إن عبد السلام جلود، النائب السابق للقذافي، انضم إلى صفوفهم.

وكان عبد السلام جلود، الذي أبعده القذافي عن دائرة القرار منذ تسعينيات القرن الماضي، بعد أن ظل الرجل الثاني في البلاد لفترة طويلة، قد أعلن أمس الجمعة انضمامه للثوار في الجبل الغربي.

وفي وقت لاحق، قال مصدر حكومي تونسي السبت، إن جلود وصل إلى جنوب تونس ليل الجمعة، و"سلم نفسه للجيش التونسي قبل أن يكون قطريون في استقباله"، مشيرا إلى أن إيطاليا قد تكون مجرد محطة توقف قبل أن يستقر جلود في مكان آخر.

السطات الليبية قللت من أهمية انشقاق الجلود

من جهتها عمدت السلطات الليبية إلى التقليل من أهمية ما سمته "فرار" جلود، مشيرة إلى أنه انسحب من الحياة السياسية منذ وقت طويل؛ وقالت وكالة الأنباء الليبية (جانا)، إن "عبد السلام جلود كما هو معلوم ترك العمل السياسي بإرادته منذ فترة، وهو يقضي جل وقته خارج ليبيا لغرض العلاج، حيث يعاني من أمراض في القلب".

وكان جلود من أبرز الضباط الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول، التي قادت القذافي للسلطة، وظل من أقرب القريبين منه، واعتبر لوقت طويل الرجل الثاني في النظام، قبل أن يتم استبعاده اعتبارا من عام 1990، ووضع قيد الإقامة الجبرية لأعوام عدة.

وجاء انشقاق جلود بعد أيام قليلة من إعلان وصول وزير الداخلية الليبي، نصر المبروك عبد الل،ه إلى القاهرة بتأشيرة سياحية قادما من تونس بصحبة عائلته، في زيارة لم يعلن عنها من قبل.

وحصار طرابلس، واحتمال نشوب معركة من أجل السيطرة عليها، زاد من أهمية السؤال الخاص بمصير القذافي.

والولايات المتحدة هي واحدة من بين أكثر من 30 دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض، ممثلا للسلطة الشرعية في ليبيا.

وقال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي، عقد بعد اجتماعه بقادة للثورةفي مقرهم في مدينة بنغازي بشرق ليبيا: "من الواضح أن الموقف يتحرك في غير صالح القذافي."

وقال: "المعارضة تواصل تحقيق مكاسب ملموسة على الأرض، بينما تزداد قواته ضعفا... حان الوقت للقذافي كي يرحل، ونعتقد بشدة أن أيامه أصبحت معدودة."

التعليقات