نصر الثوار في طرابلس ما بين ترحيب العرب وحسابات الغرب

تسارعت ردات الفعل العربية والدولية حول الشأن الليبي، تسارع تطور الأحداث في اليومين الأخيرين في الدولة التي شهد على مدى ستة شهور معارك شرسة وعمليات قمع شديدة، ابتدأت باحتجاجات سلمية في مدينة بنغازي وإعلان انطلاق الثورة الشعبية في 17 شباط / فبراير، وانتهت بدخول الثوار مقر القذافي الحصين في قلب العاصمة الليبية طرابلس، وإعلانهم السيطرة على العاصمة وانتهاء عصر القذافي الذي اختفى ولا يعرف أحد مكان وجوده.

نصر الثوار في طرابلس ما بين ترحيب العرب وحسابات الغرب

تسارعت ردات الفعل العربية والدولية حول الشأن الليبي، تسارع تطور الأحداث في اليومين الأخيرين في الدولة التي شهد على مدى ستة شهور معارك شرسة وعمليات قمع شديدة، ابتدأت باحتجاجات سلمية في مدينة بنغازي وإعلان انطلاق الثورة الشعبية في 17 شباط / فبراير، وانتهت بدخول الثوار مقر القذافي الحصين في قلب العاصمة الليبية طرابلس، وإعلانهم السيطرة على العاصمة وانتهاء عصر القذافي الذي اختفى ولا يعرف أحد مكان وجوده.

مجلس التعاون الخليجي يرحب بدخول الثوار إلى طرابلس، ويعد بالمساعدة

عربيًّا، رحبت دول مجلس التعاون الخليجي، الثلاثاء، بدخول قوات الثورة إلى طرابلس، مشيرة إلى أنها ستواصل مساندتها للشعب الليبي لتحقيق آماله.

وقال الأمين العام للمجلس، عبد اللطيف الزياني، في تصريح اليوم: "إن هذه المرحلة الانتقالية، الحاسمة، تتطلب تضافر جهود جميع القوى وفئات الشعب الليبي، للعمل من أجل فتح صفحة جديدة، أساسها التمسك بالوحدة الوطنية والمصالحة، والتطلع إلى المستقبل، لبناء ليبيا حديثة، يسود فيها الأمن والاستقرار، وينعم شعبها بالرخاء والازدهار".

وأضاف الزياني أن دول المجلس ساندت تطلعات الشعب الليبي وآماله المشروعة، منذ بداية الثورة، ووقفت موقفًا داعمًا لكل الجهود الرامية إلى حماية المدنيين الليبيين، وسوف تواصل مساندتها للشعب الليبي لتحقيق آماله في مستقبل أفضل وحياة كريمة.

هذا وأعلن محمود جبريل، رئيس اللجنة التنفيذية للثورة، عقد قطر اليوم الاربعاء لمؤتمر في الدوحة من أجل إعادة إعمار ليبيا.

كما أعلنت سابقًا كل من مصر، ولبنان، وسلطنة عمان، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والعراق، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، وجامعة الدولة العربية، وغيرها، الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي ممثلاً شرعيّا ووحيدًا للشعب الليبي.

واشنطن تسعى للافراج عن 1.5 مليار دولار لصالح المجلس الوطني

وعلى الصعيد الدولي، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تسعى للإفراج عما بين مليار و1.5 مليار دولار من الأموال الليبية المجمدة، لصالح المجلس الوطني الانتقالي، الذي يمثل الثورة الليبية.

وأضافت المتحدثة فيكتوريا نولاند، أنه من الواضح أن نظام القذافي انهار تقريبا، وأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان جي مون، يوم الاثنين، بشأن الطريقة التي يمكن أن تقدم بها الأمم المتحدة، مساعدة انسانية لليبيا، ومساعدة أمنية إذا طلبت، ودعما في أمور مثل كتابة الدستور.

أوباما يناقش الشأن الليبي مع ساركوزي، وجبريل في باريس الاربعاء

كما قال البيت الابيض، إن الرئيس الامريكي باراك أوباما، تحدث هاتفيا يوم الثلاثاء، مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بشأن الوضع في ليبيا، واعتبرا أن نهاية نظام القذافي أصبحت "أمرًا حتميا وقريبًا"، واتفقا على مواصلة الجهود العسكرية إلى أن تسلّم قوات القذافي أسلحتها.

وذكر بيان الإليزيه أن الرئيسين تحدثا "مطوّلاً" و"هنآ بعضهما على التقدم الحاسم الذي أحرزه الثوار بدخولهم طرابلس.

وأعرب ساركوزي وأوباما عن رغبتهما في "تعبئة الأسرة الدولية خلف الشعب الليبي لمساعدته في الانتقال السياسي، بروح من المصالحة والوحدة الوطنية، بهدف بناء ليبيا جديدة ديمقراطية وتعددية".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، في بيان، إن الزعيمين اتفقا على أن نظام القذافي "ينبغي أن تتقبل أن زمانها انتهى، وأن تتخلى عن السلطة نهائيا"، وأضاف أنهما رحبا بالتقدم الذي حققه الشعب الليبي بوضع نهاية لحكم القذافي.

وقال إيرنست إن الرئيسين حثا المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على إبداء قدرته على القيادة، من خلال احترام حقوق الشعب الليبي، وتفادي وقوع إصابات بين المدنيين، والعمل على تحقيق انتقال ديموقراطي عادل.

وأشار الرئيسان، إلى المساهمة المفيدة التي سيقدمها المؤتمر الدولي المقرر عقده في باريس دعمًا لليبيا.

وأضاف بيان الإليزيه أنّ ساركوزي وأوباما تناولا أيضًا الوضع الاقتصادي والمالي الدولي، واتفقا على تعزيز التنسيق بين البلدين تحضيرًا لقمة مجموعة العشرين في مدينة كان الفرنسية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

أوغلو من بنغازي: تركيا ستقدم الدعم الكامل للمجلس الوطني، والثورة حققت مطالب الشعب

هذا وأعرب وزير الخارجية التركي، داود أوغلو، عن دعم بلاده الكامل للمجلس الانتقالي الليبي، مؤكدا أن الثورة وصلت إلى تحقيق مطالب الشعب الليبي.

وقال أوغلو إن الحملة العسكرية التي يشنها حلف شمال الأطلسي في ليبيا ستستمر إلى أن يجري إرساء الأمن تماما.

وتابع في مؤتمر صحافي في بنغازي، مقر الثورة الليبية، برفقة رئيس المجلس الانتقالي الليبي، "أنه يجب أن يُفرج عن الأصول الليبية المجمدة بأسرع وقت ممكن لصالح الشعب الليبي".

وأضاف أوغلو خلال المؤتمر الصحافي، أنه "يجب جعل ليبيا حرة مستقلة وفق مطالب الشعب الليبي، والحفاظ على وحدتها لتعود إلى دورها الدولي."

كما شدد أوغلو على ضرورة إعادة إعمار ليبيا بأكملها، مؤكدا مساندة تركيا للمجلس الانتقالي الليبي ودعمه حتى النهاية.

وأشاد أوغلو بكلمة مصطفى عبد الجليل، وأثنى على المجلس بقوله: "إنه وضع البنية التحتية لبناء ليبيا وتأسيس مستقبلها".

وكرر أوغلو أن عمليات الناتو ستستمر حتى تحقيق الأمن في ليبيا، مشيرا إلى عدم تخوف بلاده على وحدة ليبيا، ولا يساورهم أي قلق من حدوث اقتتال داخلي، وأكد أن ليبيا لن تشهد ما شهدته دول أخرى مرت بالمرحلة نفسها.

وكان عبد الجليل قد افتتح المؤتمر الصحافي بالثناء على الشعب التركي والحكومة لتجاوزهما البيروقراطية، ودعمهم الثوار عن طريق نقل الأموال التي احتاجتها ليبيا بطريقتهم الخاصة, مؤكدا على أن كل هذا يدل على مدى الرغبة الحقيقية في دعم الشعب الليبي، وهو "الأمر الذي أتاح لنا دفع المرتبات خلال شهر رمضان المبارك".

برلسكوني يلتقي رئيس اللجنة التنفيذية للثورة، محمود جبريل، الخميس

كما قال مكتب رئيس الوزراء الايطالي، سيلفيو برلسكوني، الثلاثاء، إن الأخير سيجتمع مع محمود جبريل، أحد زعماء الثورة الليبية، في ميلانو، يوم الخميس.

ويرأس جبريل اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الانتقالي، ويشار إليه كرئيس لوزراء الثورة.

وكان برلسكوني هنأ أمس الاثنين، في مكالمة هاتفية، جبريل، "على التقدم السريع الذي أحرزه الثوار"، بدخولهم العاصمة طرابلس، كما "جدد دعم إيطاليا للسلطات الليبية الجديدة في بناء ليبيا ديمقراطية وموحدة".

وكانت روما لسنوات عديدة، أوثق حليف للقذافي في أوروبا، لكنها خطبت ود الثوار بقوة منذ غيرت موقفها لتساندهم في أبريل / نيسان، بعد بدء حملة القصف من جانب حلف الأطلسي.

لاروسا: لا نستبعد نشر قوات دولية في ليبيا، على أن تكون عربية وأفريقية فقط

أما وزير الدفاع الايطالي، إنياتسيو لاروسا، فقد قال اليوم، إنه لا يستبعد نشر قوات دولية في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي.

وأوضح لاروسا: "أعتقد جازمًا أنه لن يكون هناك وجود بري لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا للقوات الايطالية على الأراضي الليبية".

وأشار الوزير الايطالي إلى أن "قوات الأمم المتحدة في ليبيا، ينبغي أن تكون عربية وأفريقية، وبالتأكيد ليست أوروبية".

وقال لاروسا، إن فكرة إرسال قوات أممية تبلورت "كأول انطباع لدي بعد مشاورات أجريتها مع وزراء الدفاع الاوروبيين الرئيسيين، الذين شاركوا في المهمة في ليبيا".

الناتو يعلن أن المعركة في ليبيا لم تنته بعد أونه سيواصل مهامه

وقال متحدث باسم الناتو، اليوم الثلاثاء، إن المعركة في ليبيا لم تنته بعد، مشيرًا إلى أن الكثير من المناطق ما تزال تشهد قتالًا، وأكد مواصلة الحلف مهامه إلى حين تراجع قوات النظام الليبي إلى قواعدها، وضمان عدم استهدافها المدنيين.

واعتبر المتحدث باسم الحلف، العقيد رولاند لافوا، في مؤتمر صحافي عقد في نابولي بإيطاليا، إن "الانتفاضة في طرابلس إنجاز تاريخي، ولكنها ليست الفصل الأخير في النزاع الليبي".

وأوضح أنه "بغض النظر عن التطورات الأخيرة، فإن مهمتنا العسكرية لم تتغيّر، مهمتنا ما تزال حماية المدنيين من الهجمات، وتنفيذ الحظر الدولي وفقًا لتفويض الأمم المتحدة ".

وقال إن الناتو سيواصل رصد الوحدات العسكرية والمرافق الرئيسية لقوات القذافي، كما فعل منذ مارس/آذار الماضي، وعندما يرى أي تحرك ضد الشعب الليبي، سيتخذ الاجراءات اللازمة بموجب تفويض الأمم المتحدة.

وذكّر لافوا بأن الحلف مدد مهمته في ليبيا في نهاية تموز/يوليو تسعين يومًا، وقال "العملية متواصلة وسيتم تكييف العمليات مع الوضع على الأرض".

وردًّا على سؤال، قال: "ما تزال أسلحة وأهداف في باب العزيزية بطرابلس، وسنوجه الضربات إليها إذا ظهر أي مؤشر على أنها توجه ضربات للمدنيين".

وأضاف: "ثمة مناطق لا يزال هناك قتال حولها، لذلك يجب أن نكون حذرين لحماية المدنيين"، مشيرًا إلى أن "هناك اشتباكات في طرابلس بين القوات الموالية للقذافي والقوات المناهضة له (...) والأوضاع تتغيّر بسرعة وبصورة معقدة".

القتال ما يزال مستمرًّا في سبها، وسرت، والزّاوية

وتابع لافوا إن القتال ما يزال دائرًا في سبها، وسرت، والزاوية، حيث يتم قمع المدنيين بالقصف العشوائي، لافتًا إلى أنه تم يوم أمس إطلاق صاروخ أرض أرض من سرت، سقط في محيط مصراتة، من دون إلحاق الأذى بأحد، كما دمر الناتو راجمتين للصواريخ كانتا تطلقان صواريخهما من غرب البلاد نحو البريقة.

وخلص إلى أنه نتيجة لكل ذلك، فإن مهمة الناتو "لم تنته بعد، لأنه لا يوجد أي مؤشر على أن قوات القذافي قد توقفت، فهي تقاتل بشراسة".

وردًّا على سؤال، قال لافوا: "تلقينا ضمانات من المجلس الوطني الانتقالي بأن يحترم القانون الدولي، وما نراه على الأرض يعكس ذلك الموقف".

وردًّا على سؤال عمّا إذا كان الناتو يصر على عدم إرسال قوات برية إلى ليبيا، أجاب: "نحن نتحدث عن حرب شوارع في طرابلس، لذلك فليس من العملي دعم القوات المعارضة في الشوارع".

ونفى أي علم بمكان القذافي، ووجه حديثه للصحافيين قائلا "إذا كنتم تعرفون فأخبروني"، مؤكدا أن القذافي ليس هدفًا للناتو.

منظمة العفو الدولية تحذّر من اندلاع أزمة انسانية في طرابلس

في غضون ذلك، حذّرت منظمة العفو الدولية، الثلاثاء أيضًا، من أن استمرار المعارك في طرابلس، يعرض حياة المدنيين للخطر، ويمكن أن يؤدي إلى تفجير أزمة انسانية.

وأضافت أن هناك مخاوف أيضًا بشأن سلامة الآلاف من العمال المهاجرين الأجانب، بما في ذلك أولئك الذين يحاولون الفرار من البلاد، بعد أن أُفيد أن قارب إنقاذ من منظمة الهجرة الدولية لم يتمكن من الرسو في طرابلس، صباح اليوم، بسبب مخاوف أمنية.

وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا، في منظمة العفو الدولية: "إن الخطر على المدنيين يزداد مع كل يوم من أعمال العنف في طرابلس، بسبب احتمال تفاقم الأوضاع في المناطق السكنية المتأثرة بالقتال، بفعل تناقص امدادات الغذاء، والمياه، والكهرباء".

وأضاف سمارت: "إن العمال المهاجرين الأجانب العالقين في ليبيا، ومعظمهم من دول جنوب الصحراء الافريقية، لا يستطيعون الفرار بسبب الوضع المتفجر، ويواجهون أيضًا احتمال التعرض للاستهداف، والنظر إليهم على أنهم مرتزقة".

ودعا مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في منظمة العفو الدولية، إلى "محاسبة العقيد معمر القذافي وغيره، ممن اتهموا بالوقوف وراء الحملة الدامية في ليبيا، وفقًا للقانون الدولي".

آشتون: الوضع لا يزال غامضًا.. والسؤال الكبير حول كيفية تنظيم الحوار الوطني ووضع الدستور

من جانب آخر، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاترين آشتون، وفقا لـ"العربية": "إن الوضع لايزال غامضًا في ليبيا، وقد يتطلب بعض الوقت، حيث تحدثت مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، الذي أبدى حذره وترقبه في ظل الظرف الراهن، لكن المسار يتقدم، وسندعم جميعًا شعب ليبيا وسكان طرابلس خلال المرحلة المقبلة".

وأضافت: "هناك طبعًا سؤال كبير، ويتمثل في كيفية تنظيم الحوار الوطني وجمع مختلف الأطراف للبحث في مستقبل البلاد ووضع دستور، والأمر المهم الآن هو مدى استعداد مختلف الأطراف في ليبيا على السير معًا وجاهزيتنا لمساعدتهم".

وأردفت: "في ما يتعلق بقضية الأمن التي بحثتها منذ مدة مع المسؤولين في بنغازي، وتتعلق بمسألة انتشار الأسلحة في صفوف المدنيين في بلد لم يعهد تسليح المدنيين، فإن هناك حاجة ماسة لمساعدة المجلس الانتقالي على تشكيل قوات للشرطة والحرس، وقوات مراقبة الحدود، مثلما يحدث في كل ديمقراطية ناشئة.. ويجب التوصل إلى صيغة تضمن تسليم المواطنين الأسلحة التي في حوزتهم، ومراقبة الحدود، حتى لا يتم نقل الأسلحة إلى الدول المجاورة، وهذا المشكلة تمثل تحديًّا كبيرًا، والمسؤولون واعون بأهميتها".

التعليقات