ثلاثة سيناريوهات لليبيا وترجيح تحالف دولي تقوده فرنسا وإيطاليا

كشفت مصادر حكومية مصرية، ذات صلة بإدارة الملف الليبي، لـ"العربي الجديد"، عن وجود ثلاثة سيناريوهات مصرية للتعامل مع أزمة الجار الغربي، تمت دراستها خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني، صباح الاثنين الماضي، وتم البدء فعلياً في أول سيناريو تمثل بتنفيذ ضربات جوّية محدودة للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ليبيا.

ثلاثة سيناريوهات لليبيا وترجيح تحالف دولي تقوده فرنسا وإيطاليا

أهلي المواطنين المصريين الذين أعدمهم تنظيم داعش الإرهابي (أ.ف.ب)

كشفت مصادر حكومية مصرية، ذات صلة بإدارة الملف الليبي، لـ"العربي الجديد"، عن وجود ثلاثة سيناريوهات مصرية للتعامل مع أزمة الجار الغربي، تمت دراستها خلال اجتماع مجلس الدفاع الوطني، صباح الاثنين الماضي، وتم البدء فعلياً في أول سيناريو تمثل بتنفيذ ضربات جوّية محدودة للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ليبيا.

يتمثل السيناريو الأول، بحسب المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، بأن تواصل القوات المصرية توجيه ضرباتها المحدودة بصورة مركزة على شرقي ليبيا، مدعومة بمعلومات استخباراتية حصلت عليها من حكومة عبدالله الثني في ليبيا، وقوات خليفة حفتر، عن أماكن وجود قوات تنظيم " داعش"، ومخازن الأسلحة الخاصة بها، بالإضافة إلى معلومات ملاحية وجغرافية، من القوات الجوّية الليبية التي ما تزال تنشط معلوماتياً رغم قدراتها الميدانية الضعيفة.

السيناريو الثاني يتمثل في أن تشكل مصر، وبعض الدول العربية، ودول جوار ليبيا قوات مشتركة، لشنّ حرب شاملة على تنظيم "داعش" والميليشيات الداعمة له في جميع مناطق ليبيا، مما يقتضي إعداد تحالف عسكري، بين مصر والسعودية والإمارات والجزائر ودول أخرى، لديها مصلحة مشتركة في دعم حكومة الثني.

وأوضحت المصادر نفسها، أنّ هذا السيناريو يلقى ترحيباً في الأوساط المصرية، غير أنّ المسؤولين يتخوّفون من عدم تعاطي بعض الدول بفاعلية وسرعة مع خطوات إنشاء هذا التحالف وتفعيله إذا تم الاتفاق عليه، على ضوء أنّ مصر هي المتضرر الأول من بقاء الأوضاع في ليبيا على ما هي عليه، بينما تنشغل بعض الدول العربية الحليفة لمصر، في الحرب على "داعش" في سوريا والعراق، التي تعدّ أولوية جيوسياسية لهذه الدول.

أما السيناريو الثالث، الذي تؤيده القيادة السياسية في الوقت الحالي، فهو تشكيل تحالف إقليمي عربي أورومتوسطي لشنّ عملية عسكرية واسعة، ترتكز على القوات الجوية فقط، ضد تنظيم "داعش"، وأن يكون عملها مدعوماً بغطاء دولي بموجب قرار أو تأييد من مجلس الأمن الدولي.

وأكّدت المصادر أن الاتصال الهاتفي الأول بعد ضرب مصر لشرق ليبيا، بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، تطرق إلى السيناريو الثالث. وأصدر الرجلان بعده بيانين منفصلين، عبرا فيهما عن دعمهما لتحركات دولية موحدة ضدّ الإرهاب في ليبيا. ويتقاطع هذا الطرح مع ما ذكره السيسي في كلمته مساء الأحد، عن "وجوب تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، تجاه الأوضاع في ليبيا التي تطورت بما بات يهدد الأمن الدولي".

وأوضحت المصادر أن هذا التحالف كان أحد محاور آخر اجتماع لدول جوار ليبيا، في قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الشهر الماضي، إذ أبدت بعض الدول تحفظها على التسرع في تدخل عسكري في ليبيا، فيما ربطت دول أخرى المضي قدماً في هذا الطرح، في ظل وجود مظلة أممية، وعدم قدرة الحكومة الليبية على مواجهة "داعش".

وبحسب المصادر، فإن إيطاليا تدفع في اتجاه تشكيل هذا التحالف، إذ تعتبر نفسها الدولة الأكثر تضرراً من انهيار الدولة في الساحل الجنوبي لمياهها الإقليمية. وأبدت استعدادها للمشاركة في عملية عسكرية جوية مع دول عربية وأوروبية.

وأشارت المصادر إلى أن فرنسا "قد تكون الطرف المناسب لتولي مهمة التمويل اللوجستي والعسكري لهذا التحالف"، في ظل التقارب الأخير بين باريس والقاهرة، واهتمام القيادة الفرنسية بالأوضاع في ليبيا ومواكبتها للتطورات السياسية والميدانية فيها.

وأكّدت المصادر أن "بلورة هذا التحالف وغطاءه، سيكونان من مهام وزير الخارجية المصري، سامح شكري خلال مشاركته في قمة مكافحة الإرهاب التي دعت إليها الولايات المتحدة، والتي ستشارك فيها فرنسا وإيطاليا"، مرجحة أن "تحمل الأيام التالية لانعقاد القمة، أنباءً حاسمة في هذا الشأن".

وبالنسبة للساعات السابقة لضرب القوات الجوية المصرية لشرقي ليبيا، كشفت المصادر أنّ "القوات كانت مستعدة لتنفيذ هذه العملية، منذ نشر صور المختطفين المصريين قبل التأكد من إعدامهم"، وأن "التعامل عسكرياً مع الأزمة كان مطروحاً، منذ وصول معلومات استخباراتية إلى مصر تفيد قتل المختطفين، صباح الأحد".

وذكرت أن "انعقاد مجلس الدفاع الوطني كان ضرورياً، لاستيفاء قرار ضرب شرق ليبيا من الناحية الدستورية، بالإضافة إلى دراسة توقيت الضربة"، لافتة إلى أنه "تم إبلاغ حكومة عبدالله الثني وبعض العواصم العالمية والعربية، بتوقيت ومجال الضربة". 

التعليقات