السراج: الليبيون سيهزمون تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

قال رئيس حكومة الوفاق الليبيّة المدعومة من الأمم المتّحدة، فائز السّراج، في مقابلة مع رويترز، اليوم الجمعة، إنّ ليبيا توحّد فصائلها المسلّحة وستتمكّن بقوّاتها من القضاء على متشدّدي تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) الموجودين على أراضيها.

السراج: الليبيون سيهزمون تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

رئيس حكومة الوفاق الليبيّة، فائز السّراج

قال رئيس حكومة الوفاق الليبيّة المدعومة من الأمم المتّحدة، فائز السّراج، في مقابلة مع رويترز، اليوم الجمعة، إنّ ليبيا توحّد فصائلها المسلّحة وستتمكّن بقوّاتها من القضاء على متشدّدي تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) الموجودين على أراضيها.

وقال السّراج إنّ حكومة الوفاق تعمل مع قوّات من مدينة مصراتة في الغرب ومدينة أجدابيا من الشّرق، وهي القوّات التي تتقدّم لقتال داعش في معقلها في مدينة سرت السّاحليّة.

وفي مقابلة مع رويترز، هي الأولى مع وسائل إعلام دوليّة منذ وصوله إلى طرابلس أواخر آذار/مارس، قال السّراج إنّه لن يتمّ استبعاد أيّ طرف أو شخص من الجيش الوطنيّ، حتّى القائد العسكريّ، خليفة حفتر، المتمركز في شرق ليبيا، مادام يخضع للسلطة السّياسيّة المركزيّة.

وقال 'نحن على يقين أنّ الحرب للقضاء على تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) ستكون بسواعد ليبيّة.'

وأضاف 'أعتقد أنّ ما تمّ إنجازه من أجدابيا إلى سرت ومن مصراتة إلى سرت، إنجاز جيّد مقارنة بالإمكانيّات لدى المقاتلين.'

كانت حكومة السّراج قد تشكّلت بعد اتّفاق تمّ بوساطة الأمم المتّحدة لوقف الفوضى والصّراع الذي تشهده ليبيا منذ انتفاضة عام 2011 التي أنهت حكم معمّر القذّافي الذي استمرّ أربعة عقود.

وترى الدّول الغربيّة الحكومة الجديدة كأفضل أمل لتوحيد الفصائل السّياسيّة والفصائل المسلّحة المتعدّدة في ليبيا لمواجهة داعش ووقف تهريب اللاجئين.

وقفزت الأزمتان إلى سطح الأحداث خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن أجبرت القوّات الموالية لحكومة الوفاق مسلّحي داعش على التّراجع في محيط معقلهم في سرت، وبعد مقتل مئات اللاجئين في موجة جديدة من حوادث غرق القوارب التي غادرت من سواحل غرب ليبيا.

أمل كبير

وقبل أسبوع وصلت الفصائل المسلّحة المتمركزة في مصراتة إلى ضواحي سرت، بينما استعاد جهاز حرس المنشآت النّفطيّة الذي يسيطر على المنافذ النّفطيّة في شرق البلاد، السّيطرة على مدينتين تبعدان نحو 130 كيلومترًا إلى الشّرق من سرت.

وأعلنت قوّات حفتر أيضًا خططًا للتحرّك نحو سرت، على الرّغم من أنّها ما زالت تخوض معارك مع إسلاميّين ومعارضين آخرين للسيطرة على مدينة بنغازي، شرق البلاد.

وقلّل السّراج من المخاوف من أنّ الحملات المتنافسة للسيطرة على سرت، قد تحيي الصّراع بين الفصائل المتناحرة في الشّرق والغرب.

وقال 'لديّ أمل كبير بأنّ الطّرفين سوف يتّحدان.'

وأضاف السّراج إنّ من المبكّر الحديث عن إطار زمنيّ لمعركة تحرير سرت. وما زالت حكومة الوفاق تعمل على تشكيل هيكل قياديّ موحّد للجيش.

وأكّد أنّ الفصائل الليبيّة تستفيد بالفعل من التّعاون الدّوليّ في مجال تبادل معلومات المخابرات، لكنّه رفض التّعليق على أنشطة القوّات الغربيّة الخاصّة في بلاده.

وقال 'نحن نتحدّث عن أمن ومعلومات استخباراتيّة ورفع الحظر عن الأسلحة، هذه هي المساعدة الدّوليّة التي نتحدّث عنها. وهذا هو الإطار الذي نعمل عليه مع المجتمع الدّوليّ.'

وقال السّراج إنّه حاول إقناع حفتر، بالتّعاون مع حكومة الوفاق وإنّ من الممكن حتّى الآن أن يكون له مكان في هيكل قيادة الجيش المستقبليّ.

وقال 'نحن سوف لن نقصي أحدًا مثل حفتر أو أيّ شخص آخر لطالما احترم القيادة السّياسيّة'.

حجب التّصويت

وتصاعد الصّراع في ليبيا في 2014 عندما نشبت معارك بين تحالفات هشّة من الجماعات المسلّحة للسيطرة على طرابلس. وانتقلت الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليًّا إلى الشّرق وتشكّلت مؤسّسات منافسة في العاصمة.

ومنذ وصول حكومة الوفاق الوطنيّة المدعومة من كتائب مصراتة القويّة التي تتمتّع بالنّفوذ، تضاءل دور الحكومة التي أعلنت نفسها من قبل في طرابلس، رغم أنّ قيادة حكومة الوفاق الوطنيّة ما زالت تعمل من قاعدة بحريّة مؤمّنة على السّاحل وهي التي أجرى بها السّراج المقابلة.

وعلى المستوى الوطنيّ في ليبيا، تعثّر تقدّم حكومة الوفاق الوطني بعد إخفاقها في الحصول على تصديق مجلس النّوّاب في شرق البلاد. وحجب متشدّدون في طبرق، مقرّ البرلمان، أكثر من مرّة التّصويت للتصديق على الحكومة.

وقال السّراج إنّه ما زال يحثّ مجلس النّوّاب على الانعقاد مع احتمال أن ينعقد في مدينة أخرى.

وقال 'أنا أحاول أن أؤكّد لهم وأقنعهم بأنّ عليهم عقد جلسة في المستقبل القريب وفي أيّ مكان، ولكن عليهم أن يتحمّلوا مسؤوليّة اتّخاذ القرار الصّائب في العديد من القضايا.'

ومن المفترض أن يتّخذ مجلس النّوّاب قرارًا بشأن القيادة المستقبليّة لمصرف ليبيا المركزيّ والمؤسّسة الوطنيّة للنفط أو صناديق الاستثمار السّياديّة، وهي مؤسّسات حاليًّا لها رئيسان متنافسان. وقال السّراج إنّه يتوقّع قرارات بشأن قيادات تلك المؤسّسات في المستقبل القريب.

قوارب المهرّبين

وكما يرى في شأن القتال ضدّ داعش، قال السّراج إنّ على ليبيا استعادة السّيادة لمعالجة أزمة اللجوء غير الشّرعيّ التي تمرّ عبر المتوسّط من ليبيا إلى إيطاليا، في قوارب قديمة متهالكة، غالبًا ما تتعرّض للغرق وتودي بحياة المئات.

وأبدى السّراج معارضته لتوسيع المهمّة البحريّة للاتّحاد الأوروبيّ في المياه الليبيّة، وقال إنّ تدمير قوارب مهرّبي البشر على السّواحل الليبيّة ليس هو الحلّ، لكنّ المشكلة يجب التّعامل معها في دول اللاجئين الأصليّة.

وقال السّراج إنّه يعمل مع الاتّحاد الأوروبيّ ودول مجاورة، من بينها النيجر وتشاد، للتوصّل إلى صيغة يتمّ بها إعادة اللاجئين المتّجهين إلى أوروبا لبلادهم، وليس إلى ليبيا، وإنّ بلاده في الوقت الرّاهن بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة لإطعام وإيواء اللاجئين الذين يمرّون عبر أراضيها.

وقال 'يزعجنا كثيرًا أنّ العديد من الأشخاص يفقدون حياتهم على الشّواطئ الليبيّة. تلك الشّواطئ يجب أن تكون مكانًا للازدهار والحياة بدل الموت، بالإضافة إلى الفرص الاقتصاديّة والسّياحيّة'.

التعليقات