تقرير للبنتاغون: تركيا نقلت 3800 مقاتل سوري لليبيا

البنتاغون: تركيا نقلت 3800 مقاتل | النظام السوري نقل المئات مقابل راتب وعفو من الأسد | المال هو الدافع لا الأيديولوجيا

تقرير للبنتاغون: تركيا نقلت 3800 مقاتل سوري لليبيا

إردوغان والسرّاج (أ ب)

ذكر تقرير لوزارة الدّفاع الأميركيّة (البنتاغون) إنّ تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مقاتل سوري إلى ليبيا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

والتقرير الذي صدر الخميس، ونشرته وكالة "أسوشييتد برس" اليوم، السبت، هو الأوّل من نوعه، وأعدّه المفتّش العام للبنتاغون.

ويأتي التقرير في الوقت الذي تصاعد فيه الصراع في ليبيا الغنية بالنفط إلى حرب إقليمية بالوكالة، فتدعم تركيا حكومة الوفاق، المعترف بها دوليًا، بينما تدعم مصر والإمارات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.

وأعربت الولايات المتحدة عن تزايد قلقها من "النفوذ المتزايد" لروسيا في ليبيا، حيث دعم "المئات من المرتزقة الروس"، بحسب الوكالة، حملة للسيطرة على العاصمة طرابلس في غرب البلاد، قبل أن يؤدي الدعم التركي إلى تغيير ميزان القوى في البلد الغني بالنفط.

ويقول التقرير الفصلي حول عمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا من قبل المراقبة الداخلية للبنتاغون، إن تركيا دفعت وعرضت الجنسية لآلاف على المقاتلين الذين نقلتهم.

ولم يجد تقرير البنتاغون "أي صلة بين المتقاتلين الذين نقلتهم تركيا وبين تنظيمي القاعدة أو ’الدولة الإسلاميّة’ (داعش)"، ويقول إنهم كانوا "على الأرجح" مدفوعين بحزم مالية سخية وليس الأيديولوجيا أو السياسة.

ويغطي التقرير فقط الربع الأول من العام، حتى نهاية آذار/مارس، قبل شهرين من سلسلة من الانتصارات المدعومة من تركيا من قبل قوات طرابلس التي طردت جيش حفتر من ضواحي العاصمة، ومعقله في ترهونة وقاعدة جوية رئيسية غربي البلاد.

وألقى تراجع قوات حفتر ومؤيديه الأجانب، بما في ذلك مصر وروسيا والإمارات، الضوء على دور تركيا المتعمق في الحرب بالوكالة.

ويقول التقرير الأخير إن عمليات الانتشار التركية من المحتمل أن تكون قد تزايدت قبل انتصارات قوات طرابلس في أواخر أيار/مايو، ونقل التقرير عن القيادة الأميركية الأفريقية قولها إن 300 من المتمردين السوريين مدعومين من تركيا هبطوا في ليبيا في أوائل أبريل/ نيسان. وأضاف المفتش العام أن تركيا نشرت أيضًا "عددًا غير معروف" من الجنود الأتراك خلال الأشهر الأولى من العام.

وأثارت التطورات الليبيّة ذعر خصوم تركيا الإقليميين وحلفاء في الناتو مثل فرنسا، حيث تعزز تركيا آمالها على زيادة نفوذها في شرق البحر الأبيض المتوسط على الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس. ويتعارض تدخل أنقرة العسكري المفتوح مع الدعم الخفي من المؤيدين الأجانب على الجانب الآخر من الصراع.

وكان المفتش العام قد ذكر في مراجعته الفصلية الأخيرة أن روسيا جلبت مئات المرتزقة لدعم حصار حفتر الذي استمر شهورًا لطرابلس، قال التقرير إن شركة عسكرية خاصة مرتبطة بالكرملين تعرف باسم مجموعة "فاغنر" قدمت لأول مرة قناصة ماهرين وطائرات مسلحة بدون طيار في الخريف الماضي، ما تسبب في "خسائر كبيرة" لقوات طرابلس التي تكافح لصد هجوم حفتر.

وهذا العام، وردًا على شحنات تركيا الجديدة للسوريين الذين شددوا المعارك، زادت فاغنر انتشارها للمقاتلين الأجانب، بما في ذلك سوريين، مع تقديرات تتراوح من 800 إلى 2500 مرتزق. وأضاف التقرير أن روسيا والنظام السوري اتفقتا على إرسال 300 إلى 400 من متمردي المعارضة السابقين من قرية القنيطرة بجنوب غرب البلاد إلى ليبيا مقابل راتب شهري وعفو من رئيس النظام، بشار الأسد.

وفي أيار الماضي اتهم البنتاغون روسيا بإرسال ما لا يقل عن 14 طائرة حربية إلى قاعدة جوية بوسط ليبيا، زعمت أنها أعيد طلاؤها في سورية لإخفاء أصلها الروسي. في وقت سابق من هذا الأسبوع، زعمت أن مرتزقة روس زرعوا ألغامًا أرضية ومتفجرات أخرى حول طرابلس، ما أسفر عن مقتل 52 شخصًا وإصابة 96، من بينهم مدنيون وعمال إزالة الألغام، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

ونفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اتهامات الجيش الأميركي الخميس، مصرًّا على "عدم تورط الجيش الروسي في أي عمليات في ليبيا بأي شكل من الأشكال".

التعليقات