مخاوف من غرق أكثر من 100 مهاجر قبالة السواحل الليبيّة

أعلنت منظمات إنقاذ مستقلة في البحر الأبيض المتوسط، أنها تخشى أن أكثر من 100 مهاجر كانوا متجهين إلى أوروبا لقوا مصرعهم إثر غرق زورق قبالة سواحل ليبيا، في أحدث خسائر بالأرواح مع تزايد محاولات عبور البحر المتوسط ​​خلال الأشهر الأكثر

مخاوف من غرق أكثر من 100 مهاجر قبالة السواحل الليبيّة

(أرشيفية أ. ب.)

أعلنت منظمات إنقاذ مستقلة في البحر الأبيض المتوسط، أنها تخشى أن أكثر من 100 مهاجر كانوا متجهين إلى أوروبا لقوا مصرعهم إثر غرق زورق قبالة سواحل ليبيا، في أحدث خسائر بالأرواح مع تزايد محاولات عبور البحر المتوسط ​​خلال الأشهر الأكثر دفئا.

واتهمت منظمات إنسانية خفر السواحل الليبي والسلطات الأوروبية بالفشل في الوفاء بمسؤولياتهم في إنقاذ الأرواح.

وقال مسؤول في خفر السواحل الليبي لـ"أسوشيتد برس" إنهم بحثوا عن الزورق لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه بسبب محدودية مواردهم.

وقالت منظمة "إس أو إس ميديترانيه"، التي تدير سفينة الإنقاذ "أوشن فايكنغ"، في وقت متأخر الخميس، إن الزورق المطاطي الغارق، الذي كان يقل في البداية قُرابة 130 شخصا، شوهد في البحر المتوسط إلى ​​شمال شرق العاصمة الليبية، طرابلس.

ولم تعثر سفينة الإنقاذ على أي ناجين، لكنها تمكنت من رؤية ما لا يقل عن عشر جثث بالقرب من الحطام.

وأضافت المنظمة في بيان "نفكر في الأرواح التي فقدت والعائلات التي قد لا تكون متأكدة مما حدث لذويها".

وأثارت حركة المهاجرين تبادلا في إلقاء اللوم بين دول الاتحاد الأوروبي وليبيا حول المسؤول عن إنقاذ المهاجرين في البحر.

وقالت المنظمة الإنسانية الأوروبية إن المفقودين سينضمون على الأرجح إلى 350 شخصا غرقوا في البحر حتى الآن هذا العام. واتهمت الحكومات بالتقاعس عن توفير عمليات البحث والإنقاذ.

في السنوات التي تلت انتفاضة عام 2011، التي دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأدت إلى الإطاحة بالمستبد الذي حكم ليبيا طويلا معمر القذافي ومقتله في نهاية المطاف، برزت ليبيا التي مزقتها الحرب كنقطة عبور رائجة للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط.

وغالبا ما يحشد المهربون الأسر اليائسة في زوارق مطاطية سيئة التجهيز تتعطل وتتعثر على طول طريق وسط البحر المتوسط ​​المحفوف بالمخاطر.

إلى هذا، قال أوجينيو أمبروزي، كبير موظفي المنظمة الدولية للهجرة، إن "هذه هي العواقب الإنسانية للسياسات التي لا تحترم القانون الدولي ولا أبسط الضرورات الإنسانية".

وفي السياق، قال القائمون على منظمة "هاتف الإنذار"، وهو خط أزمات ساخن خاص بالمهاجرين الذين يعانون محنة في البحر المتوسط​​، إنهم كانوا على اتصال بالزورق المنكوب لمدة عشر ساعات تقريبا قبل غرقه.

وأضافوا في بيان أنهم أبلغوا السلطات الأوروبية والليبية بموقع الزورق عبر نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، إلا أن منظمات الإنقاذ غير الحكومية فقط هي التي بحثت عنه بفاعلية.

واتهموا السلطات الأوروبية برفض تنسيق عملية بحث وتركها في أيدي خفر السواحل الليبي فقط.

بدوره، وصف المتحدث باسم خفر السواحل الليبي، مسعود إبراهيم مسعود، الادعاءات القائلة بإهمال قواته بغير الصحيحة.

وصرح لـ"أسوشيتد برس" قائلا "قمنا بتنسيق عملية البحث. استمرت السفن في البحث بالبحر لأكثر من 24 ساعة لكن الأمواج كانت شديدة الهياج".

كما أبلغ مسعود بأن خفر السواحل الليبي تلقى ظهر، الأربعاء، تقريبا إنذارين من زورقين مطاطيين مختلفين في حالة استغاثة إلى الشرق من طرابلس. وتم إرسال سفينة دورية على الفور وإنقاذ 106 مهاجرين، من بينهم نساء وأطفال، كانوا على متن أحد الزورقين. كما تم انتشال جثتين من المياه بالقرب من الزورق الغارق.

وأشار كذلك إلى أن نفس السفينة واصلت البحث، لكن الرؤية كانت منخفضة والبحار هائجة.

وأردف أن السفينة عادت في النهاية إلى الميناء حتى يتمكن المهاجرون الآخرون على متنها من تلقي الرعاية الطبية.

وقال مسعود انه في الوقت نفسه طلبت السلطات الليبية من ثلاث سفن تجارية وكذلك "أوشن فايكنغ"، البحث عن الزورق المطاطي المفقود، حتى تتمكن سفينة دورية ليبية من الانضمام إليها مرة أخرى.

في السنوات الأخيرة، دخل الاتحاد الأوروبي في شراكة مع خفر السواحل الليبي ومجموعات محلية أخرى لوقف رحلات العبور الخطيرة هذه.

بيد أن منظمات حقوقية تقول إن هذه السياسات تترك المهاجرين تحت رحمة الجماعات المسلحة أو محصورين في مراكز احتجاز قذرة مليئة بالانتهاكات.

وفي الإطار، قال مسعود "نحن لسنا مجهزين مثل خفر السواحل الأمريكي، والدعم الذي نحصل عليه من الاتحاد الأوروبي لا يلبي احتياجاتنا".

التعليقات